Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/11/2009 G Issue 13555
الأحد 20 ذو القعدة 1430   العدد  13555

في الوقت الأصلي
وننتظر الثمار
محمد الشهري

 

خطوة موفقة تلك التي أقدمت عليها قيادتنا الرياضية ممثلة بتشكيل فريق عمل محلي بإشراف دولي مهمته وضع أمور كرتنا الخضراء في نصابها على إثر سلسلة الإخفاقات التي منيت بها في الآونة الأخيرة على كافة المستويات.

* ولعل أهم إيجابيات هذه الخطوة من وجهة نظري المتواضعة هو الاعتراف بوجود (العلة) وهي أولى خطوات البحث عن العلاج وأهمها.

* ومع ذلك فإن أكثر ما يثير قلق المتابعين هو ألا تثمر هذه التحركات وألا تتمخض عن النتائج المأمولة التي توازي حجم الانتظار.. ناهيك عن حجم الخسائر التي استدعت هذا الاستنفار.

* ذلك أن أكثر ما يخشى منه هو اقتصار الدراسات والتوصيات على بعض الجوانب الهامشية فحسب دون سواها من الأمور والجوانب الجوهرية.

* مثل اللجان العاملة بالاتحاد ومدى نجاحها من عدمه في أداء واجباتها ومهماتها الموكلة إليها.. لا سيما في ظل تزايد الشكاوى من اتساع رقعة العمل الارتجالي والعشوائي الذي تبنى عليه الكثير من القرارات المثيرة للاستفهام.

* وهل ثمة بصيص أمل في إخضاع عدد لا بأس به من الكوادر والعناصر الإدارية التنفيذية التي أكل عليها الدهر وشرب للبحث والدراسة من قبل فريق العمل حول مدى قدرتها على مسايرة المتغيرات المتسارعة.

* وهل آن الأوان للاستفادة من إيجابيات التجديد والتحديث كضرورة حتمية تفرضها متطلبات الكرة العصرية (؟!).

* وبما أن الروتين بتعقيداته، إنما يمثل العقبة الكأداء في طريق الاستفادة من الكثير من العوامل المساعدة على المضي قدماً والتي من أهمها عامل الوقت, وكيف أن الروتين يقتله في ما لا طائل منه.

* كذلك فقد أثبتت الأيام والتجارب بأن الروتين هو ألد أعداء التطور والارتقاء بأدوات التعاطي والتعامل الأمثل مع المستجدات الإيجابية أولاً بأول.

* كل هذه الاعتبارات لا تحتاج إلى الكثير من العبقرية كي نعرفها.. بقدر ما تحتاج إلى الجدية من حيث وضعها في الحسبان.

أسطورة (الحرباء)؟!

* الكثير والكثير من العبر التي يمكن استخلاصها من بين سطور الأساطير الشعبية القديمة خصوصاً وأنها في الأصل لم تكن للتسلية بقدر ما كان الغرض منها إلقاء الضوء على هذه الحالة أو تلك على شكل حكايات خفيفة في ظاهرها بينما هي عميقة في أبعادها ومعانيها.. على سبيل المثال.

* يُحكي أنه في قديم الزمان وسالف العصر والأوان أن عائلة من (الحرابي) قد ذهبت إلى الجرين في مهمة درس المحصول الموسمي.. وعندما بدأت في تفقد الأدوات اللازمة للعمل، اكتشفت حاجتها إلى تأمين إحدى الأدوات الضرورية التي هي عبارة عن (مقشة) يتم استخدامها في إعادة جمع المتناثر من المحصول أثناء الدرس.. والتي عادة ما تكون عن نوع معين من الشجيرات ذات الكثافة العالية من الأغصان الرفيعة.. فما كان من الزوج إلا طلب من الزوجة الذهاب إلى حيث يوجد ذلك النوع من الشجيرات لإحضار الأداة المطلوبة.. ولأن بطء الحركة إلى درجة الملل هي من السمات المعروفة عن الحرباء.. لذلك فقد ذهبت ولكنها لم تعد من رحلتها الميمونة إلا في الموسم التالي.. وعندما بلغت جانب الجرين زلقت رجلها ووقعت أرضاً.. فما كان منها إلا أن رفعت صوتها مرددة (تعست العجلة وبعل السوء) دون أن تعلم بأنها غابت حولاً كاملاً (؟!).

* كثيراً ما اتذكر هذه الحكاية الأسطورية كلما شاهدت هذا أو ذاك من المسؤولين في وسطنا الرياضي يبالغ في البحث عمن يلقي عليه تبعات فشله وإخفاقه على طريقة بطلة حكايتنا (الحرباء هانم)؟!.

بالمناسبة

* على طاري الحكايات: يحكي أن أحد المهتمين أحضر قديماً أحد الكائنات الحية المشهورة بإعوجاج الأذناب، ورغبة منه في تعديل ذلك الإعوجاج الشديد.. قام بتثيت ذنب ذلك الكائن في مكان مناسب ثم وضع فوقه قالباً من الصخر وتركه لمدة طويلة على أمل أن تنجح تجربته، ولكنه فوجئ بعد أن أزاح القالب بفشل تجربته.. مسجلاً قناعته المطلقة بأن ذنب ذلك الكائن سيظل على إعوجاجه غير قابل للاعتدال إلى ما شاء الله.

بيت القصيد

(لا تجعلن دليل المرء منظره

كم مخبر سمج في منظر حسن)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد