Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/11/2009 G Issue 13557
الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430   العدد  13557
الرأس جازان
د. محمد بن عبدالعزيز الثويني

 

الرأس هو الأهم في أي كائن؛ فإذا حوفظ على الرأس وبما يحمله من حواس سلمت بقية الأعضاء واستمرت الحياة. والمملكة العربية السعودية كيان حي، يمتاز بتآلف الأعضاء، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وعُدَّ ذلك المتألم بمنزلة الرأس الذي تجب المحافظة الكبرى عليه؛ فيهب الجميعُ للنصرة، ويعلن المواطن استعداده للبذل وتأكيد اللحمة، يتساوى في ذلك أهل الشمال والشرق والغرب والجنوب والجهات الفرعية الأخرى؛ فتجد ذلك يتألم، وآخر يتحفز، وثالث يتأهب لداعي ولي الأمر للوقوف في وجه الداء الذي يحاول إيلام الجسد الكبير بالاعتداء على أحد أعضائه. وكما كانت الخفجي فيما سبق رأساً هب الجميع للنصرة فإن جازان وحدودها رأس يهب الجميع للنصرة، ويستعد لداعي ولي الأمر للنفرة إن قرر ذلك ورأى الحاجة إليه داعية. فما أجمل تلبية النداء للنصر أو الشهادة دفاعاً عن وطن مقدس وصداً لفكر تخريبي مدنس. وإني لأحسب المملكة اليوم بأرضها وشيبها وشبابها وأمهاتها وبناتها كلها جازان تأبى الضيم وترفض الاعتداء. والمملكة العربية السعودية من أكبر دعاة السلم في العالم، ولا أخالها إلا أنها ترى أن من أسباب تحقيقه ردع المعتدي وقطع الطريق عليه حتى لا يستشري شره ويعكر على العالم أمنه.

واطمئن يا جازان؛ فكل مدن ومحافظات ومراكز المملكة تحمل ألمك وأملك؛ فحقك من حق وطني الكبير، ذلك الحق الذي لا يمكن اختزاله بكلمات مكتوبة وعبارات مسجوعة، إنه الحق الأوفى الذي له الروح تسخى. ونحن في مملكة الحب والوفاء والسلم ورفض الاعتداء لنا مع كل محنة منحة، ومع كل أزمة فرج، وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس، فالحمد لله، حفظ الله بلادنا وولاتنا، وجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، نصرة للحق حراباً على الباطل.

* عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
المدير العام لجمعية البر الخيرية ببريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد