Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/11/2009 G Issue 13557
الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430   العدد  13557
رسالة واضحة لمن أراد أن يستوعبها
مسفر الحفيان

 

(لقد كانت فكرة هذه الجامعة حلماً راودني أكثر من 25 عاماً وكانت هاجساً ملحاً عشت معه طويلاً، وإني أحمد الله -جل جلاله- أن مكننا من تجسيدها واقعاً نراه اليوم شامخاً -بحول الله وقوته- على تراب أرضنا).

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثوَل، الأربعاء، 4 شوال 1430هـ.

ما أروع هذه الكلمات وما أجمل هذا الحلم، إنه حلم خادم الحرمين الشريفين الذي منحنا الفرصة أن نرفع رؤوسنا عالياً افتخاراً بهذا الكيان العلمي الشامخ، إنه الكيان الذي نحلم جميعاً بأن يكون نواة لإصلاح المؤسسات التعليمية في بلادنا، وأتمنى أن لا تبقى هذه الجامعة مجرد جسد غريب في مجتمعنا، فلا نحسن التعامل معها ولا ننجح في التواصل مع إبداعاتها.

وبرغم كل هذه الفرحة بهذا الإنجاز إلا أنني أود أن أطرح بعض التساؤلات: لماذا أسند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حلمه الذي راوده أكثر من 25 عاماً في إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلى شركة أرامكو؟.. ما هي خبرة هذه الشركة في مجال إنشاء وتشغيل الجامعات؟ ثم هل هو من صميم تخصصها ومهمتها؟.. وهل هناك من مؤسساتنا الحكومية من هو المعني الأول بحكم الاختصاص والخبرة بتولي هذه المهمة؟.

تذكروا وأنتم تفكرون في هذه التساؤلات بأن حلم الملك لم يكن مجرد حلم في إنشاء جامعة، ولكنه حلم ينقلنا لحلمه الأكبر، إنه الانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة، ولأن شركة أرامكو سبق لها أن ولجت (بمفردها) العالم الأول من أوسع أبوابه منذ عقود، فقد اختارها الملك بعناية فائقة، اختارها لأنها من يستطيع أن يحول حلمه إلى واقع ملموس.

إنني أرى في اختيار شركة أرامكوا للقيام بهذه المهمة رسالة واضحة لمن أراد أن يستوعبها، فكيف لعقول تقليدية آثرت أن يبقى كل شيء على حاله، وكيف لمؤسسات نخر أجسادها داء البيروقراطية، كيف لكل أولئك أن يكونوا قادرين على تجسيد حلم الملك إلى واقع على تراب أرضنا الطاهرة.

إنها رسالة واضحة لكل من غلبهم النعاس واستحوذ عليهم الكسل، رسالة إلى كل من استسلموا لواقعنا واستحال عليهم تغييره، رسالة مفادها بأن أحلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستتحقق -بإذن الله- فإن رغبت مؤسساتنا الحكومية في أن تفيق من سباتها وتسلخ عن أجسادها بيروقراطيتها لتكون أهلاً للاضطلاع بمهامها القادمه، وإلا فسيكون هناك -أرامكو أخرى- للقيام بمهام من أصرّ على أن يستمر في سباته.

آن الأوان لنا جميعاً أفراداً ومؤسسات، أن نشحذ الهمم لنكون شركاء لخادم الحرمين الشريفين في مسلسل النجاحات القادمة بإذن الله، وأن تكون كل مؤسساتنا الحكومية عند حسن ظن قائد المسيرة للنهوض بهذا الوطن إلى هامات السماء.



mszsh@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد