Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/11/2009 G Issue 13557
الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430   العدد  13557
هذرلوجيا
القنبلتان الإيرانيتان
سليمان الفليح

 

بذريعة (الولاء والبراء) يصر النظام الإيراني -دوماً- على ممارسة الهتاف ضد أمريكا وإسرائيل وكأن ترديد جملتي (الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل) بمثابة قنبلتين نوويتين بمقدورهما أن تمحيا أمريكا وإسرائيل من خارطة العالم، وعلى الرغم من أن النظام الإيراني يردد الجملتين إياهما في كل حشد منذ (30) عاماً أو أكثر إلا أن أمريكا لم تصب حتى بالإنفلونزا ولا إسرائيل أصابها حتى السعال.

الجملتان المجردتان لا تعنينا (حرفياً) الدعاء أو التضرع إلى رب العزة بمحق الدولتين العدوتين (أمريكا وإسرائيل) لأنهما منزوعتان من السياق اللغوي الذي يؤدي الغرض (الدعوي) أو (الدعائي) الذي يهدف إليه الهتاف. إلا أن إيران تصر على ترديدهما في كل مناسبة أو مظاهرة أو مشعر ديني بل وحتى احتجاج سياسي إيراني داخلي تمارسه جماعة سياسية ضد جماعة أخرى كما هو حاصل في مظاهراتها المستمرة الآن بشأن صدقية الانتخابات الأخيرة بين المتشددين والإصلاحيين والتي احتوت على أكبر تجمعات جماهيرية منذ المظاهرات التي أطاحت بشاه إيران السابق حتى اليوم. إذن لماذا لا تردد هذه الجماهير الغفيرة التي تمور في إيران - والتي لن تقارن بالطبع بعدد الحجاج الإيرانيين الذين تهدد بهم إيران بممارسة (ترديد الجملتين العتيدتين) في الكعبة وأثناء حج هذا العام تطبيقاً لذريعة الولاء والبراء التي لا يقصد بها ضمناً إلا إثارة الفوضى والشغب بين حجاج المسلمين الآتين من مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن السكينة والطمأنينة والخشوع في البلد الحرام وفي البيت الحرام - أقول ما دامت إيران تؤمن بمفعول هاتين الجملتين (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) فلم لا توعز لجماهيرها المتظاهرة الحاشدة الهائلة في طهران وقم أن تبقى ترددها طوال تلك المظاهرات وحتى تبح حناجر الجماهير.

ما دام بهما - أي الجملتين- نفعاً للمسلمين ومحقاً (للكفار) بل لماذا لا تفرض على كل مواطن إيراني أن يرددهما ما إن يستيقظ صباحاً حتى ينام وبصوت عال في البيت والشارع والعمل لعل بهما الخلاص من استكبار أمريكا وغطرسة إسرائيل!! وبذا تقدم إيران للمسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها نصراً ساحقاً ماحقاً على أعدائهم وتريح العالم من أمريكا وإسرائيل دون (حرب أو ضرب) وإقامة مفاعل نووية خسرت عليها إيران كثيراً وجلبت لها المشاكل الكثيرة مع دول العالم الأخرى.

يبقى القول أخيراً إذا حققت إيران كل ذلك بفضل الجملتين إياهما فأنا أول من يهتف: عاشت إيران.. ماتت أمريكا بل وحليفتها إسرائيل!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد