Al Jazirah NewsPaper Friday  13/11/2009 G Issue 13560
الجمعة 25 ذو القعدة 1430   العدد  13560
بعد استمرار شكوى الآباء من التساهل في التعليم
الأمهات أيضاً يشتكين: بناتنا لا يتعلمن شيئاً في المدارس!

 

«الجزيرة» - نوف الحزامي

اشتكى عدد من الأمهات الحريصات على تعليم بناتهن من وضع التعليم في مدارس البنات، حيث كثر غياب المعلمات وتساهلن في إعطاء الدروس بحجة أزمة إنفلونزا الخنازير، مما أثَّر على مستوى الطالبات خصوصاً تلميذات المرحلة الابتدائية واللاتي يمررن بمرحلة تأسيس يجب عدم التهاون فيها. وحذَّرت الأمهات من خطورة الوضع لأن التساهل في تعليم هذه المرحلة لأي حجة من الحجج قد ينبئ بأزمة تعليمية قادمة، وطالبن وزارة التعليم بالاهتمام واتخاذ اللازم.

ابنتي لم تأخذ واجباً!

أم رغد: ابنتي في الصف الأول الابتدائي، وقد حرصت على إرسالها للمدرسة منذ اليوم الأول، لكني صُدمت بها تخبرني كل يوم أنهن لم يفعلن شيئاً سوى اللعب في الساحة لأن معلمتهن غائبة.. وحين سألت الإدارة أخبروني أن معلمتهن مرضت ثم مرض أطفالها فاضطرت للغياب لمدة أسبوعين، وحين حضرت وبدلاً من تعويضهن عن ما فاتهن من دروس، فإنها تتهاون كثيراً في التدريس حتى إنهن لم يأخذن حتى الآن واجباً واحداً رغم مضي ثلاثة أسابيع على بدء الدراسة!

يجمعون 50 طالبة في فصل واحد!

أم سجى: كل يوم أفتح حقيبة ابنتي (في الصف الثالث الابتدائي) باحثة عن واجبات أو تكاليف منزلية فلا أجد، وحين أسألها تخبرني أن المعلمة حضرت ولم تعطهن درساً، أو أنها غابت وأرسلوهن للفصل الثاني حيث يجمعون أكثر من 50 طالبة في غرفة فصل واحدة.. وأنا أتساءل لماذا نحن نرسل بناتنا ونحرص على أن يتعلمن بينما المدرسات يتسيبن بهذا الشكل؟

نحن لا نريد مجرد النجاح

وبنفس النبرة تقول أم فيصل: كنت أعتقد أن المدارس ستحاول تعويض الطلاب بأسرع وقت عن المناهج المتأخرة بسبب تعطيل الدراسة في الفترة الماضية، فإذا بهم يتساهلون بشكل أكثر من أي عام مضى. ابنتي (في الصف الثالث) لم تحل حتى الآن أي واجب في الرياضيات.. ولم تتعلم الكثير من العمليات الحسابية الهامة، وأتساءل لو مرَّ هذا العام بهذا التساهل من قبل المعلمات والمدارس، وتخرجت بناتنا دون أن يحفظن جداول الضرب ويتقن القسمة المطولة وغيرها فكيف سيستطعن الاستمرار في السنوات القادمة؟ نحن لا نريد لأطفالنا مجرد النجاح نريد أن يستفيدوا من ذهابهم للمدرسة ويتعلموا وللأسف المعلمات استغللن أزمة إنفلونزا الخنازير ليبررن غيابهن وإهمالهن في التدريس.

المديرة تشتكي من نقص المعلمات

أمل ع. (أم طالبة في الصف الرابع): بالفعل الوضع لم يعد يُسكت عليه، والمدارس للأسف استغلت وضع الأزمة للتساهل في تدريس الطالبات وعدم الجدية.. حين اتصلت على مدرسة ابنتي الابتدائية لأسأل عن سبب عدم إعطائهن سوى درس واحد في كل مادة رغم مرور عدة أسابيع على بداية الدراسة، فاشتكت لي المديرة من نقص المعلمات حيث إن الكثيرات في إجازة، مع صعوبة توفير البديلة، وللأسف الضحايا هم بناتنا!

ابنتي لم تستخدم قلم الرصاص!

أم ليان: أوجه ندائي للمسؤولين.. لأن الأمر ليس بالسهولة التي قد يتصورونها هناك تسيب كبير في مدارس البنات وتساهل في إعطاء المناهج، والأسباب قد تكون لعدم توفر معلمات أو لعدم جديتهن وعدم متابعة الإدارة والتبرير بالوضع الحالي في ظل أزمة إنفلونزا الخنازير والتساهل في غياب الطلاب والمعلمين.. إن الجيل الحالي سيعاني من مشكلة كبيرة إن تم تجاوز سنة دراسية كاملة دون فائدة علمية.

وتابعت قائلة: ابنتي في الصف الأول لم تستخدم قلم الرصاص منذ بداية الدراسة، لم تكتب حرفاً واحداً.. والسبب كثرة غياب المعلمات، وتغيير معلمتهن ما بين فترة وأخرى.. إذا كان البعض قد ضحى بتعليم أبنائه ولم يرسلهم للمدرسة، فما ذنبنا نحن الحريصات على تعليم أبنائنا؟ لماذا نرسل بناتنا كل يوم للمدرسة طالما الإدارة تتساهل في التدريس وتغلق عليهن باب الفصل أو تنزلهن للساحة طوال اليوم الدراسي بحجة غياب معلمتهن؟

غبت أسبوعين ولم يفرق معي الوضع!

نورة خ.. (طالبة في الصف الأول ثانوي): غبت لمدة أسبوعين في بداية الدراسة بسبب خوفي من المرض، لكن حين شعرت بالملل في البيت قررت الذهاب رغم ما فاتني من دروس.. وحين داومت فوجئت بأن زميلاتي لم يأخذن شيئاً يذكر!

حتى إن زميلاتي أخبرنني أنهن يغبطنني لأني لم أداوم، فقد كن يحضرن كل يوم ويعدن دون أخذ دروس تذكر، فالعديد من المعلمات غائبات، والكثير من المواد العلمية لم تتوفر لها معلمات بعد.

المعلمة إنسانة وأم.. طالبوا الوزارة بالحل

نجاح هـ.. (معلمة في مدرسة متوسطة): لا أستطيع لوم المعلمات، فالمعلمة إنسانة وأم مثل غيرها، وموسم الإنفلونزا بشكل عام يجعل المعلمة تعاني من الأمراض هي وأطفالها وبالتالي تضطر للغياب، لكن الخطأ يكمن في قلة عدد المعلمات، هناك نقص كبير في المدارس، والكثير من المعلمات نصابهن يتجاوز العشرين وبالتالي إذا غابت فإن الكثير من الفصول تتأثر، كما أن بعض المعلمات من بعض التخصصات مثل اللغة العربية تدرس أربع مواد للفصل الواحد وبالتالي إذا غابت فإن الفصل يتأخر كثيراً.

لكن هذا لا يمنع من القول إن هناك إهمالاً من بعض المعلمات حيث تعودن على الغياب المتكرر وحين يعدن فإنهن يضغطن الطالبات ويلقين عدة دروس على عجالة في حصة واحدة، وبالتالي فإن الطالبة لا تستوعب، وحتى تغطي هذه المعلمة إهمالها تكون أسئلتها سهلة وتنجح الطالبات لكن دون اكتسابها لمهارة أو فائدة، ثم نتساءل لماذا أجيالنا ضعيفة تعليمياً.

وهذه الظاهرة منتشرة منذ زمن وليس الآن فقط، وأرى أن الحل يكمن في تعيين المزيد من المعلمات لسد النقص، ووضع أنظمة عمل تناسب من ترغب في التدريس 3 أيام في الأسبوع فقط خاصة الأمهات وذوات الظروف الخاصة.

د.بصيرة الداوود: المدارس بحاجة لخطط طوارئ ومعلمات إضافيات

الدكتورة بصيرة الداوود الأستاذ المشارك في كلية التربية لإعداد المعلمات علقت على الموضوع بقولها: يؤسفني القول إننا في تعاملنا مع أزمة إنفلونزا الخنازير اهتممنا بوضع خطط توزيع المعقمات وإقامة المحاضرات رغم أن الطالب قد لا يحتاج لكل هذا القدر من التوعية فهو لا يحضر إلى المدرسة إلا وقد تشبع من إعلانات التوعية حول المرض في وسائل الإعلام بينما غفلنا عن الجانب الأكثر أهمية في التعامل مع أزمة المرض، وهو إعداد خطط طوارئ للتعامل مع الغياب المفترض للمعلمين والطلاب.

لا نستطيع صب كل اللوم على المعلمات المتغيبات لأننا لا نعرف ظروفهن، خاصة مع موسم الإنفلونزا الموسمية حيث احتمال إصابة أطفالها بنزلات برد وغيرها، ولكن المفروض أن يكون لدى كل مدرسة خطة طوارئ واضحة للتعامل مع ظاهرة الغياب المحتمل حدوثها، فيكون هناك توزيع للنصاب على المعلمات، ثم وضع جدول احتياطي لتوزيع نصاب كل معلمة على معلمات أخريات في حال غياب المعلمة، حتى لا تتعطل العملية التعليمية وتتضرر.

أيضاً كان من المفترض من الوزارة توفير بدائل احتياطية للمعلمين والمعلمات بتوفير المزيد من المعلمين والمعلمات في المدارس تحسباً لحالات الغياب المتوقعة، فالكثير من المدارس تعاني من النقص الشديد بسبب الغياب، فالعديد من المدارس تشتكي من قلة الكادر.

لكن أعود فأقول إن المديرة الناجحة تستطيع بحسن إدارتها وحزمها وقوة قراراتها أن تقلل من ظاهرة الغياب لدى المعلمات فتحاسب المقصرات، وتتابع سير المناهج لكل معلمة، وتستخدم سياسة الثواب والعقاب إذا ثبت تهاون المعلمات.

الإجازة ليست الحل

وحول ضرر التهاون في إعطاء المناهج وتأسيس الصغيرات خصوصاً تقول د. بصيرة:

للأسف هذا التهاون ليس وليد الصدفة.. فهذه المشكلة قائمة لدينا قبل حصول هذه الأزمة.. فبعض المعلمات للأسف لا يستشعرن الأمانة الملقاة على عاتقهن.. ولا يعطين التعليم حقه، ولا يركزن في تدريس الطالبات.. فماذا سنتوقع من الأجيال القادمة؟ ماذا سنتوقع من أجيال ستخرج لنا دون تأسيس تعليمي قوي.. كيف سنرجو منها أن تمسك مناصب ومراكز هامة كالتعليم بدورها؟

أما المطالبات بإعطاء الطلاب إجازة أو التهاون في الغياب وفي التعليم بشكل عام بحجة المرض، فهي عملية معالجة خطأ بخطأ.. والتركيز على الحلول الوقتية الارتجالية المؤقتة لن ينفع.. يجب معرفة آثار هذا الأمر، ووضع خطط إستراتيجية دقيقة تضع في اعتبارها الآثار المستقبلية وليس فقط النتائج الوقتية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد