Al Jazirah NewsPaper Friday  13/11/2009 G Issue 13560
الجمعة 25 ذو القعدة 1430   العدد  13560
أموال الشباب
نايف بن بدر المرشدي

 

يحصل الشاب الذي يتراوح عمره ما بين العشرين إلى الثلاثين على مرتبٍ جيدٍ إذا كان موظفاً في أحد قطاعات الدولة، ويقارب هذا المرتب خمسة آلاف ريال كل شهر، وهناك من يزيد مرتبه ومنهم من يقل، ودعونا نتفكَّر ونتأمَّل في مصروفاتهم واحتياجاتهم.

نجد أن أكثرهم مرتبط بقروضٍ مالية للبنوك والشركات ويكون قسطها الشهري ألفاً وخمسمائة ريال، وهذا القرض قد اشترى بقيمته سيارة يركبها ويتنقل بها، ولا بأس في ذلك، ونظراً لأهمية الجوال لدى أكثرهم نجد أغلب الشباب يسدد خمسمائة ريال كل شهر لشركات الاتصالات، هذا مع العلم بأن الكثير من الشباب مدين لشركات الاتصالات، بل والبعض قد سجل اسم غيره في قوائم المديونيات لشركات الاتصالات، ويتبقى مع الشاب ثلاثة آلاف ريال يوزعها بين قطات واستراحات وطلعات وهكذا.

ومع هذا فأكثرهم تجده في منتصف الشهر يقترض ويستلف من غيره، ويبقى على هذه الحال طيلة عمره، ولا يتوب من ذلك ولا يقلع عنه، ولعل لذلك أسباباً أدت ببعض شبابنا إلى هذه الحال الأليمة، من أبرزها:

1- الاهتمام الزائد بالمظاهر: فنجد الشاب يهتم بجهاز الجوال والرقم المميز، ويهتم بملبسه فيلبس ما تزيد قيمته على ألف ريال في حين أن اللبس السائد عند الناس قيمته ثلاثمائة ريال بعد المبالغة، وتجده يهتم بموديل السيارة ونوعها وهو في الحقيقة لا يملكها ملكاً تاماً.. بل هي إما أقساط أو تأجير، وقد تسحب منه إن لم ينتظم في سداد أقساطها.

2- عدم التخطيط: فإذا غاب عن الشاب التخطيط للمستقبل والاهتمام بمستقبله، فإنه سيتصرف ليومه فقط ولن يفكر في غده، وسوف يفكر في جيله وأبناء جيله، وكيفية العيش معهم ومواكبة جديد عصرهم، ولن يفكر في زواجه وأبنائه وكيف يصرف عليهم.

3- صديق السوء: فهو عدو لدود لمن يصاحبه فتجده يسعى لتدميره بكافة الطرق وشتى الوسائل حتى ولو أظهر له النصح والمحبة.

4- فقدان الموجه: فبعض الشباب إذا قبض مرتبه فإنه أشبه ما يكون بالأعمى فلا يعلم ماذا يريد؟ ولا لماذا يريد هذا الشيء؟ حتى ينفد المال كله وتبدأ الحسرات والويلات.

5- الاستهانة بالديون وحقوق الآخرين: وهذا سببٌ مدمرٌ للمجتمع كله، فمن كان هذا حاله فليبشر بالتلف والضياع ولن يجمع ولن يتجر حتى لو ظهرت له بوادر ذلك.

ولعل من أبرز وسائل العلاج والقضاء على مشكلة إتلاف الأموال وضياعها ما يلي:

1- معرفة قيمة المال وآثاره: فعندما يعلم الشاب أنه بمحافظته على ماله يغني نفسه عن الناس وعن سؤالهم والاحتياج لهم، وبإهماله لماله سيضطر إلى الناس ويضطر إلى مساعدتهم وإهانة نفسه لهم لما وضع ريالاً واحداً في غير موضعه.

2- فهم الأولويات: فالذي يعرف أن هناك شيئاً أهم من شيء، وشيئاً لا بد أن يتحقق الآن، والآخر ليس مهماً تحققه الآن فإنه يستطيع ضبط مصروفاته على حسب أولوياته.

3- التخطيط المسبق: وأعني بذلك أن يعرف صرفه خلال الشهر القادم والشهر الذي يليه وكم يدخر وكم يهدي وكم يعطي؟.. وهكذا.

4- وضع حد أعلى للصرف لا يتجاوزه وفي هذا تربية للنفس على التقيد بحد معين والسير على نظام محدد.

5- الإقلاع عن الديون والقروض وهجرها ومحاربتها.

وفي الختام ليس هذا هو حال كل شبابنا، بل فيهم من هو قدوة يُقتدى به، وفي المقابل ليس هذا للشباب فقط، بل هو للكبار والنساء أيضاً، فيجب على الجميع إدراك قيمة المال وأهميته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد