Al Jazirah NewsPaper Friday  13/11/2009 G Issue 13560
الجمعة 25 ذو القعدة 1430   العدد  13560
غولدستون.. شاهد من أهلها
عبدالرحمن شيبة

 

يلوح في الأفق لكل ذي نظر عميق الفكر ما يجري في العالم من حراك منسجم نحو العدالة في تحكيم رشيد للعقل، وتوظيف منقطع النظير للحكمة، مما جعلنا نتنفس نسيم الإنصاف في رياض التقارب العالمي.

بعد الهولكست التي عاشتها غزة حقيقة، حان للفلسطينيين أن يجنوا ثمرة الصبر، وأن يسقوا الصهاينة مرارة الظلم.. ما يجري الآن بين أروقة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هي الحقيقة تسعى جاهدة لإبراز هويتها، ويسعى الضمير الحي دائباً لتحرير الحق من قيود الوهن والاضطهاد، من هناك ترجو غزة ضماداً لجرحها النازف، تريد إنصافاً لشعبها المغبون، ورداً لحقها المغصوب، ليس الأمر بالهين، إن الاستقلال والحرية ذوا ضريبة عالية الثمن، 1387 قتيلاً في 21 يوماً، وعدد القتلى هذا هو أقل تقدير في التقرير بند 30 - جيم.

صدح بها ريتشارد غولدستون وهو من الذين لهم قدم راسخة في القانون بالحيادية العظماء وبالإنسانية المقدسة وبالحقيقة المثبتة، بالصور والتقارير والمشاهد المرئية والواقع المنهار.. ففي 3 أبريل 2009 عُين غولدستون رئيساً للجنة الأممية لتقصي الحقائق، والتحقيق في الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي من قبل إسرائيل خلال الفترة ما بين (2008 - 2009) أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكان قد أعلن على أنه شعر بالصدمة كيهودي، كما لا ننسى، لقد كان غولدستون حاضراً في كوسوفو والعراق ولبنان والآن في غزة، فالضحية واحدة كما بدا له هم المسلمون، ونطلق الجدل حين أقر مجلس حقوق الإنسان بتاريخ 12 يناير 2009 قراراً يدين فيه الهجوم الإسرائيلي على غزة، واتهم القرار إسرائيل بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في غزة، ونص هذا القرار على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق هدفها (التحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين)، وصوَّت للقرار 33 دولة عربية وأفريقية وآسيوية وأمريكية لاتينية، وامتنعت 13 دولة أوروبية عن التصويت، فيما عارضت كندا القرار، كما اعتمد التقرير في اجتماع عقد في 16 من أكتوبر 2009 بأغلبية 25 صوتاً مؤيداً، مقابل ستة ضد، وامتناع 11 عن التصويت.

وماذا بعد نجاح الجولة الأولى؟.. نرجو أن يكون هذا التقرير أداة ضغط على دولة الاحتلال لجني الكثير من المكاسب كتجميد الاستيطان، والكف عن التعرض للمسجد الأقصى، وتحرير الرهائن وإحلال الدولتين إلى آخر المطالب التي يمكن كسبها من وراء هذا الحدث المهم، وينبغي أن نستغل هذا الحدث أفضل استغلال، ولا بأس أن يتم أيضاً تحويل الكثير من أموال الصهاينة إلى حسابات دولة فلسطين كما فعلت هي بالنازية في قضية مزعومة.. إن ما يجري الآن كفيل بتغيير مجريات الأمور في المنطقة إلى الأفضل، ولا سيما مع التوجه الجديد للسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، وهي الحليف الإستراتيجي لدولة الاحتلال، الأمر الذي يحتم علينا انتهاز الفرص التي سنحت لنا لأنها قد لا تتكرر إلا بعد زمن قد لا يكون قريباً.



a-shayba@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد