شهدت المملكة خلال العقود القليلة الماضية عدداً من المتغيرات الأساسية التي طالت مختلف جوانب الحياة المعاصرة، وأسهمت في تحقيق قفزات نوعية من جميع مناحي الحياة على اختلاف درجاتها في التقدم والنمو إلى الحد الذي يبرر القول إننا نعيش الآن (عالماً جديداً) يختلف كل الاختلاف عن سابقه الذي ساد عبر القرون السابقة وحتى بدايات الثمانينيات من القرن الماضي وتتركز أهم عوامل ومسببات التغيير الذي ساد - ولا يزال- الثورة العلمية التي أسهمت في تحرير الطاقات البشرية واستثمار مصادر الطبيعة وتكوين القدرات الأعلى لاستغلال الثروات الكامنة إلى أبعد مدى يمكن للعقل الإنساني تصوره، إن الطفرات والإنجازات التقنية غير المسبوقة التي مكنت الإنسان من زيادة الإنتاج وتحسين الكفاءة والفعالية في مختلف العمليات الإنتاجية، وحققت للإنسان قدرات غير محدودة لابتكار وتطوير أساليب إنتاجية متفوقة من حيث الكم والكيف أشعلت الثورة الهائلة في مجالات الاتصالات وما حققته من ربط وتواصل بين أجزاء العالم وكرست فعلياً مفهوم أن العالم قرية صغيرة.

وقد لعبت الاتصالات السعودية الشركة الوطنية دوراً حيوياً في توطين تقنية الاتصالات والارتفاع بمستوى الخدمات المقدمة فضلاً عن السهولة الفائقة والتيسير المتواصل في أساليب التعامل، إضافة إلى الانخفاض المتواصل في أسعار الخدمات مما يجعلها باستمرار في متناول أعداد غفيرة من المستخدمين في مختلف مجالات الحياة حتى أصبح التكامل والاندماج بين تقنيات الحاسبات الآلية والاتصالات والإلكترونيات يشكل التقنية الفعالة في عصرنا الجديد وهي تقنية المعلومات بكل ما تعنيه من إمكانات وآفاق لا محدودة وآثار عميقة في إعادة تشكيل المنظمات ونظم العمل وعلاقات البشر وتفاعلهم مع الآلة في مواقع الإنتاج والخدمات المعاصرة بفضل خدمات (البرودباند) بتقنية الDSL (النطاق العريض) التي ساعدت على تجسيد وإتاحة إمكانات التعامل بين الناس بكفاءة لم تكن تستطيعها من سنوات قليلة مضت سوى المنظمات العملاقة.

إن باقة البرودباند التي تقدمها الاتصالات السعودية ساعدت على سيادة منطق التكامل Integration بين مستخدميها بفضل التواصل والتفاعل في الأنشطة الإنسانية الذي يتعدى الحدود التقليدية لاغياً بذلك حدود المكان وقيود الحركة والاتصال بما يحقق أيضاً التخفف من قيود الوقت والزمان.

إن الطفرات الهائلة في الخدمات التي تقدمها الشركة الوطنية التي يعود إليها الفضل في تأسيس بنية تحتية في قطاع الاتصالات وبما لديها من تراكمات متوالية في القدرات والخدمات والإمكانات الهائلة التي وضعتها ضمن أفضل شركات الاتصالات في العالم والتي جعلتها تتفوق بمراحل شاسعة على أحلام وتوقعات أكثر المتفائلين بقدراتها.