Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
حديث المحبة
الحج.. والسياسة.. والخزعبلات الإيرانية
إبراهيم بن سعد الماجد

 

عندما يقف صاحب ذاهبة أمام المصلين يسأل عن ذاهبته سواء كانت شاة أو جملاً أو كيساً من نقود فالرد، الذي أمرنا بأن نقوله ونحن بين يدي الرحمن وفي بيت من بيوته (لا رد الله ذاهبتك).

وعندما تقوم ملالي إيران بمحاولة تنظيم مسيرات بجوار بيت الله الحرام وفي أيام أقسم الله بها لعظمها عنده سبحانه وتعالى فإننا كمسلمين، وأؤكد على مسلمين، فالقضية ليست قضية سعودية، بل قضية الأمة المسلمة جمعاء التي جاء وفودها إلى بيت الله الحرام وفودا قادمة على الرحمن، مبتغية ما عنده سبحانه وتعالى، متذللة بين يديه، راجية فضله وإحسانه، فإننا نقول لهؤلاء العابثين بمشاعر هذه الوفود لا وألف لا لأي عمل يعكر على حجاج بيت الله الحرام أجواء السكينة ويفسد عليهم الطمأنينة.

نحن هنا في المملكة العربية السعودية نفتخر بأننا قادة وشعب خدام لبيت الله الحرام ومسجد خير الأنام عليه الصلاة والسلام، نقول ذلك ونعمل من أجله ولا نمن على أحد، بل المنّة لله أن اصطفانا بأن نضطلع بهذه الوظيفة التي لا يماثلها على وجه الأرض وظيفة، فله وحده المنة والفضل.

لهؤلاء الملالي ونقولها بكل أسف سوابق مع تعكير صفاء هذه المناسبة، ولولا حزم وجزم قيادة هذه البلاد لتحول الحج في كل عام لمسرح من مسارح الفوضى والشعارات والهتافات التي تبتعد بالحاج عن هدفه الحق ومقصده العظيم من الحج إلى بيت الله والوقوف في مشاعر الله.

ليت ملالي إيران يدركون أن مكة المكرمة ليست عتبات كربلاء ولا مزارات قم، وإنما هي بيت الله الحرام ومشاعره العظام التي وقف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم متذللا متقرباً لله، موصياً بتقوى الله.

ليت ملالي إيران يقرؤون خطبة الوداع ويعون معانيها ويفقهون مقاصدها، وأنى لهم أن يعوا ذلك وهم بهذا التشنج وهذه الفوضى.

إن تحويل الحجاج عن هدفهم الأسمى ومقصدهم الأنبل، جريمة في حق وفود الله الذين جاؤوا من كل حدب وصوب قاصدين بيت الله الحرام مبتغين رضا الرحمن، فكيف يجوز لهؤلاء الملالي أن يحولوهم إلى شعارات أخرى، وهتافات جوفاء، ومقاصد أدنى..؟!

نختلف ونتنازع وتأخذنا العصبية والحمية والقومية والسياسة، ولكن يجب أن نكون في هذه الأماكن الطاهرة والأيام المعظمة جسداً واحداً، شعارنا واحد، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.

لقد عانت الأمة الإسلامية من التفرق والتشتت في سياساتها واستراتيجياتها الشيء الكثير، واليوم يأتي من يريد لها شتاتاً وتفرقاً في عبادتها وتحديداً في ركن من أركان إسلامها وفي أيام من أعظم بل هي أعظم أيامها عند الله.

فتبا لكل يد تريد لهذه الأمة الفرقة، وتباً لكل يد تريد بهذا الوطن سوء.

نقول ذلك لا من منطلق علماني يفصل الدين عن الدولة، ويقول ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وإنما من منطلق شرعي راسخ منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة يقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(179) سورة البقرة.

في الحج تجتمع وفود الحجيج مؤدية نسكها ومبتغية من فضل ربها فلا منع لتجارة ولا لعلم ولا لسياسة يديرها زعماء الأمة، ولكن الممنوع أن يتخذ الحج لتهييج الجماهير ورفع الشعارات والبراءة (كما يزعمون) من المشركين..!! ليتهم يعلمون أن النافع والضار هو الله وأن لا واسطة بين الله وعباده، فلا إمام ولا ولي ولا فقيه، وأن لا صكوك تباع وتشترى فالجنة والنار علمها عند الله.

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.

أكثر من علامة تعجب تفرض نفسها أمام هذه التصرفات الإيرانية المتناقضة أشد ما يكون التناقض..!!!



Almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد