Al Jazirah NewsPaper Friday  20/11/2009 G Issue 13567
الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
جائزة الصحافة العربية
طناطل القرية

 

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال

حكاية شعبية من العراق

نص: سامية نعيم صنبر

جلس الحاج فرهود وسط المضيفة، حوله ضيوفه، وعلى وجهه أمارات الفرح والسعادة، وقد جلس الجميع ليرتاحوا بعد يوم متعب.

قال الحاج يحدث ضيوفه:

كنت صبياً لا يزيد عمري على عشر سنوات، وكانت قريتنا في منطقة أخرى غير هذه. وكل ليلة، كنا نسمع صراخاً وبكاء وصوتاً مزعجاً يصيح (سأنتقم منكم. سأجعلكم تموتون جوعاً. سأميت زرعكم وأغرق طرفكم) وحين يحل الصباح، نجد الماء قد حول مجراه عن المزروعات إلى الطرق.

وذات يوم، تنادى الرجال لدفع هذا الخطر، فقام شاب يافع وسيم، اسمه حمود، وقال (أيها الرجال، أنا أبحث عن هذه الفرصة. إن لي مع الطنطل ثأراً قديماً. لقد آذاني منذ خمس سنوات، وإنني أتحرق شوقاً للقبض عليه).

ولما جاء منتصف الليل، خرج حمود متخفياً، حتى إذا وصل إلى القنطرة، أخفى نفسه في مكان مظلم، وظل يتقرب مجيء الطنطل، وبعد مدة، جاء الطنطل. كان طويلاً إلى درجة أن رأسه لا يبدو منه شيء، ويديه متدليتان وراءه على الأرض، وتشبهان يدي كلب. أما رجلاه، فتشبهان رجلي الحصان، وجسمه أسود غزرير الشعر. وكان يحدث نفسه: (يا أهل القرية، سأجعلكم تهربون واحداً بعد الآخر. وحينئذ، سألعب في القرية وحدي، بكامل حريتي. وهذه الليلة، سأسد الماء عن القنطرة واجعله يفيض عليكم، وأضحك كثيراً، حينما تهبون من نومكم، والماء يحيط بكم من كل جانب). وضحك الطنطل بصوت كربه.

كانت القنطرة مشيدة على ترغة عريضة، يتدفق الماء منها بقوة. فوضع الطنطل قدماً على ضفة التوعة، والقدم الثانية على الضفة الأخرى، وأخذ يحمل كميات كبيرة من الطين، ويلقي بها في النهر. وبينما كان الطنطل منهمكاً في عمله، زحف حمود ببطء وحذر، حتى حاذاه، فأمسك بقدمه وربطها بحبل، وجرحها بسكين جرحاً غير مميت، فصرخ الطنطل صرخة كادت تفقد حموداً عقله، لكنه تشبث بالحبل بكل قوته، ولم يستطع الطنطل الهروب. وعاد يصرح من جديد، وحمود يشد شداً أقوى.

ولما يئش الطنطل، قال متوسلاً لحمود (اتركني، وسأعطيك ما تريد). فأجابه حمود (سآخذك إلى القرية، واجعل رجالها وكلابها ينتقمون منك، لما سببته لها من أذى).

ونادى حمود كلاب القرية، فصرخ الطنطل فزعاً، لأنه كان يخاف من الطلاب أشد الخوف. قال (أقسم لك، إن تركتني فسأخدمك ولن أخونك أبداً).

كان حمود يعرف أن الطنطل حين يصادق الإنسان لا يخونه أبداً، فتركه. وإذا به يتحول إلى رجل قصير، صلب القسمات، ومن يومها، ما عاد حمود يحرث أرضاً، أو يسقي زرعاً، أو يحصد سنابل، بل كان الطنطل يفعل كل ذلك.

وكان الفلاحون يتعجبون من هذا، خاصة عندما يشاهدون حموداً يأكل خبزاً مصنوعاً من دقيق الشعير، خالياً من الملح، لأن الطنطل لا يأكل الملح.

وظل الطنطل يخدم حموداً. لكنه أطلق سراحه، بعد أن تعهد إليه بأنه لن يؤذي أحداً أبداً.

****

رسوم

1- فيصل روحي المدني 10 سنوات

2- مجد محمود مياله 9 سنوات

3- يزن جمال الهندي 9 سنوات

4- محمد جمال علاوي 9 سنوات

5- ضمى أحمد الشخاي 9 سنوات

6- مصطفى أبو دلو 9 سنوات




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد