لقاء - وهيب الوهيبي
سجلت الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان حضورا لافتا وفاعلا في مساعدة ودعم مرضى السرطان الذين تجاوزت أعدادهم 19 ألف مريض من مختلف مناطق المملكة بمبلغ 20 مليونا.
(الجزيرة) التقت رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عبد الله العمرو لتسليط الضوء على الخدمات والأعمال التي تقدمها الجمعية للمرضى المحتاجين.
* تشرفتم ومجموعة من المرضى قبل اشهر بلقاء خادم الحرمين الشريفين واستمعتم إلى توجيهاته السديدة بماذا خرجتم من ذلك اللقاء؟
- بداية أود أن ارفع نيابة عن منسوبي الجمعية ومرضى السرطان الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين على استقباله - حفظه الله - لنا وهذا تأكيد للعناية والاهتمام اللتين يوليهما الوالد القائد بفئات المجتمع وخصوصا مرضى السرطان، إضافة إلى حرصه - أيده الله - على شكر المتبرعين الشيخ عبد اللطيف العبد اللطيف والشيخ عبد العزيز مكوار اللذين تبرعا بإنشاء مركزين للكشف المبكر عن السرطان في الرياض والمدينة، كما أن كلماته الابوية الحانية - حفظه الله - هي مصدر فخر واعتزاز.
وقد شعرنا - ولله الحمد - بالاعتزاز والفخر ونحن نستمع إلى ثنائه على صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية وجهده المتميز فيها وما تقدمه الجمعية وما تقوم به من أعمال لخدمة المرضى والتكامل بينها وما بين مؤسسات العمل المدني. لذلك فإن ذلك اللقاء يعد انطلاقة جديدة في مسيرة عمل الجمعية والعاملين فيها.
* أكملت جمعية مكافحة السرطان ست سنوات على إنشائها. ما تقييمكم بشكل إجمالي لعمل الجمعية؟
- خلال السنوات الست الماضية أسسنا بحمد الله لتقديم عمل خيري يخدم شريحة من أفراد المجتمع أصيبت بهذا الداء وفق إجراءات نظامية ومحددة تكفل إعطاء كل مستحق من مرضى السرطان ما يكفل له مواصلة العلاج، فلقد لاحظنا كأطباء مختصين في الأورام من انقطاع العديد من المرضى عن مواصلة العلاج بسبب قلة ذات اليد حيث تحول دون مواصلة العلاج والوصول إلى المستشفى، ومن هذا المنطلق بدأت فكرة إنشاء هذه الجمعية، وقد تمكنا - ولله الحمد - من الوصول إلى عدد كبير خلال هذه السنوات حيث قدمت الجمعية خدماتها لما يزيد على 19.000 مريض ومريضة تتضاعف أعدادهم عاما بعد عام بمبلغ فاق 20 مليون ريال، كما أنشأنا فرعين للجمعية في المدينة المنورة والقصيم إضافة إلى افتتاح ثلاثة مكاتب في محافظة رفحاء وفي مركز الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك فهد الطبية.
وقد توجت هذه الأعمال وتكللت - ولله الحمد - بتتويج الجمعية بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لخدمة أعمال البر لعام 1428 هـ، إضافة إلى ما تتلقاه الجمعية من اشادات من أصحاب الاختصاص في مجال الخدمة الاجتماعية نظير ما يقدم للمرضى.
كما أن الجمعية كانت لها المبادرة في إنشاء أول مركز للكشف المبكر في المملكة وهو مركز عبد اللطيف للكشف المبكر بالرياض, أيضاً انشأت مركز طيبة للكشف المبكر بالمدينة المنورة, ونتطلع إلى تقديم المزيد خلال السنوات القادمة حيث تسير الجمعية بخطى ثابتة وبخطة استراتيجية للتوسع والانتشار, كما تسعى دائماً إلى تطوير أساليب العمل والخدمات المقدمة للمرضى.
* ما ابرز الخدمات التي تقدمها جمعيتكم للمرضى؟
- أخذت الجمعية على عاتقها تقديم العديد من الخدمات والبرامج لمرضى السرطان, حيث تسير الجمعية بخطى ثابتة وواضحة لدعم مرضى السرطان نظرا لما يعانونه من مشكلات تمنعهم من مواصلة علاجهم فالجمعية تقدم تذاكر السفر، الإسكان، النقل, المساعدات المادية والأجهزة الطبية، كما تقدم للفئات الأكثر حاجة منهم رواتب شهرية لفترات محددة تساعدهم على قضاء احتياجاتهم دون تأثر جلساتهم العلاجية. كما تقدم الجمعية خدمة العلاج التلطيفي, وتوعية وتثقيف المجتمع بأهمية الكشف المبكر، وتقديم الدعم النفسي للمرضى المنومين والمراجعين في المستشفيات وذلك من خلال جلسات علاجية وبرامج دعم نفسي مدروسة ومنظمة يقوم عليها عدد من الإخصائيين والإخصائيات الاجتماعيين المؤهلين للقيام بهذا الدور.
كما تعمل الجمعية حالياً على تفعيل برنامج العيادات المتنقلة للكشف المبكر. إضافة إلى خدمات الرأي الطبي الآخر، وبالطبع فإن كل تلك الخدمات والبرامج لم تكن لترى النور لولا فضل الله ثم إسهام أهل الخير ورجال الأعمال من المحسنين.
* كيف تصلون إلى المرضى؟ وهل هناك شروط للاستفادة من خدمات الجمعية؟
- نصل إليهم بطرق عدة منها أقسام الخدمات الاجتماعية بالمستشفيات الذين تم الاتفاق معهم وتم تزويدهم بكل البيانات اللازمة لاستفادة المريض من خدمات الجمعية دون العودة إليها، أيضاً يصلون عن طريق الحملات الإعلامية التي تنظمها الجمعية إضافة إلى المعارض التعريفية والتثقيفية التي تقيمها الجمعية في المستشفيات والمراكز التجارية والمعارض والأماكن العامة وموقع الجمعية الإلكتروني.
وبخصوص الجزء الآخر من السؤال نعم هنالك شروط للاستفادة من خدمات الجمعية، حيث لا تقبل حالة مريض إلا بتوافر الشروط العامة للحصول على الخدمات الاجتماعية من توافر ما يثبت إصابته بمرضى السرطان، إضافة إلى عمل بحث اجتماعي عن المرضى من الناحية الصحية والاقتصادية والنفسية حيث يقوم بعمل البحث الاجتماعي قسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفيات أو داخل الجمعية.
* الأزمة المالية العالمية.. هل أثرت في أداء عمل الجمعية؟
- بالتأكيد أن الجمعيات الخيرية بشكل عام تأثرت بالأزمة المالية التي اجتاحت العالم؛ وذلك لكون الجمعيات تعتمد في إيراداتها ومواردها على أهل الخير والمحسنين وما حدث خلال الأزمة من خسائر طائلة بالتأكيد كان له أثرا عكسيا في انخفاض معدلات إيراد الجمعية بشكل عام, مما يزيد إيماننا بأهمية تسارع الخطى لإقامة موارد ثابتة للجمعية لضمان استمرار تقديم الخدمة وعدم اعتمادها فقط على التبرعات الموسمية. فالجمعيات تعتمد في مواردها على الزكاة والصدقة والدعم والهبات ومساهمة رجال الأعمال وأهل الخير في دعم برامجها وأنشطتها.
* ذكرتم أن أعداد المستفيدين تزداد وبالطبع سيصحبه ارتفاع في مبالغ المقدمة لهم. ألم تسعوا إلى إقامة وقف للجمعية ليؤمن دخلا ثابتا سنويا؟
- بقدر ما يؤلمنا تزايد أعداد الاصابة بهذا المرض وبالتالي أعداد المستفيدين من خدمات الجمعية إلا أن ذلك يعد تأكيدا على وصول الجمعية وخدماتها التي تقدمها وملامستها الفعلية لاحتياجات المرضى, ومع هذا التزايد ظلت الجمعية مؤمنة ومتمسكة بأهمية تطوير خدماتها والحفاظ على جودتها, على الرغم من الارتفاع المطرد في المبالغ الكبيرة التي تدفعها الجمعية لتوفير خدماتها لمرضى السرطان بالمملكة.
ومن هذا المنطلق بدأنا جدياً في تملك وقف خيري يضمن استمرار خدماتها لمرضى السرطان للسنوات القادمة بحيث لا تتاثر أو تنهار مواردها المالية بالاعتماد على التبرعات الموسمية، بل تنظر الجمعية إلى المستقبل بصورة مشرقة وتخطو خطاها وفق خطط استراتيجية مدروسة لتصل إلى تحقيق أهدافها واستقلاليتها كمؤسسة اجتماعية تقدم الكثير لهذه الفئة من مرضى السرطان, فكانت خطوات الجمعية الأولى هي بناء خدماتها ومساعدة مرضى السرطان حتى بدأ المجتمع يشعر بأهمية وجود الجمعية ويؤمن بأهدافها بما يزيد أهل الخير والمحسنين قناعة وإيمانا بأهمية ما تقدمه الجمعية وذلك؛ مما سيساعد - بإذن الله تعالى - على زيادة الإقبال في المساهمة معها على إيجاد أوقاف خيرية لصالح مرضى السرطان، آملين - بإذن الله - في وقوف أهل الخير ومساندتهم لإقامة وقف للجمعية.
* كيف يمكن لأهل الخير والمتبرعين الوصول إليكم؟
- تسعى الجمعية دائماً منذ نشأتها على توفير وتسخير جميع الوسائل بما يسهل على المتبرعين الوصول إلى الجمعية، حيث يمكن أن يصل تبرع أهل الخير والمحسنين إلى الجمعية بعدة وسائل، فلديها قنوات متعددة وميسرة تساعد المتبرعين في الوصول إليها في أي وقت، ومنها زيارة مقر الجمعية لتقديم التبرع ومن خلال الأوامر المستديمة والصراف الآلي والهاتف المصرفي وجهاز نقاط البيع والإنترنت, كما تسعى حالياً لتفعيل التبرع عبر بطاقات الماستر كارد والفيزا من خلال موقعها الإليكتروني www.saudicancer.com.