الأحساء - رمزي الموسى
يعد مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب من أكبر المستشفيات المتخصصة بالمنطقة الشرقية من المملكة، وقد تفضل صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز بتقديمه كهدية من لدن سموه لأهالي الأحساء وتم وضع حجر أساسه في 4-10-1424هـ وافتتحه بالنيابة سمو أمير المنطقة في 17- 4-1430هـ، وهنا حديث مع الدكتور عبد الله العبد القادر مدير المركز حول أنشطة وجهود المركز.
أجهزة عالمية دقيقة
بين الدكتور العبد القادر ان هذا الصرح الشامخ يقدم خدمات طبية متخصصة لأمراض القلب لربع سكان المملكة، إضافة إلى القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية الشقيقة. وتتوافر في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء أحدث الأجهزة المتطورة وفق أحدث الأنظمة العالمية مثل محطة الرقابة الإلكترونية للمرضى، مختبرات القسطرة الحديثة، جهاز النظائر المشعة للقلب، أجهزة صدى القلب، جهاز كهروفسيولوجية القلب وتقوم برعاية المرضى كوادر طبية وتمريضية وفنية متميزة.
* لماذا كانت الحاجة لمثل هذا المركز المتخصص؟
- أوضح الدكتور العبد القادر ان المملكة العربية السعودية شهدت زيادة غير متوقعة في عدد السكان خلال العقدين الماضيين فزادت أعداد المرضى المحولين إلى المركز من الجهات الأخرى والمرضى الأشقاء الوافدين نتيجة الوعي الطبي والثقة في مستوى الخدمة المقدمة في المركز، ومع استمرار التقدم التقني وتنوع الحالات المرضية وتزايدها يزداد الإصرار والعمل الجاد لتقديم الخدمة الطبية المثلى.
وكشف انه منذ تأسيس المركز أجريت أكثر من مائة عملية وكانت أول عملية جراحية في منتصف شهر أبريل من عام 2008 أجراها جراح القلب الهولندي مارسيل وهو أحد أطباء المركز، وأجريت أكثر من ألف حالة قسطرة تشخيصية وعلاجية وكانت أول حالة قسطرة أجريت لشاب عمره 22 عام في مارس 2008 أجراها الدكتور عبد الله العبد القادر والمركز قام أيضاً بزراعة حوالي 100 جهاز من أجهزة منظمات ضربات القلب، وجميع المرضى الذين تمت زراعة أجهزة المنظمات الدائمة لهم كانوا يعانون عناء السفر خارج المنطقة أو خارج المملكة مما وفر لهم وعلى ذويهم عناء السفر والإقامة وما يترتب عليه من تكاليف مادية وجهد.
كما أسهم المركز في الكشف على آلاف من المرضى في عيادات اختصاص القلب التابع للمركز.
أقسام وخدمات
وذكر العبد القادر أن مبنى المركز يتكون من خمسة طوابق ويبلغ عدد الأسرة الإجمالي 77 سريرا منها 10 أسرة خاصة بالعناية القلبية المركزة للشرايين و10 أسرة خاصة بالعناية المركزة لجراحة القلب.
وقال ان المركز يحوي عيادات الاختصاص وهي: خمس عيادات أسبوعيا لأمراض القلب/ بالغين. وعيادتين أسبوعيا لأمراض القلب / أطفال.
- عيادة صباحية يومياً لجراحة القلب والأوعية الدموية.
- عيادة واحدة أسبوعيا لكهروفسيولوجية القلب.
مبينا أن المعدل اليومي لمراجعي العيادات الخارجية يبلغ من (50 -60) مريضا، ويضم هذا القسم غرفة لاستقبال المرضى وقاعات للانتظار خاصة بالرجال والنساء ملحق بها ست غرف للفحص.
مضيفا أن قسم مختبر القلب غير الاحتياجي يحتوى على أحدث الأجهزة المتطورة التي تجرى عليها فحوصات المرضى للمساعدة في تشخيص أمراض القلب والشرايين مثل أجهزة تخطيط القلب وأجهزة تخطيط القلب الكهربائي مع الجهد. وأجهزة تخطيط القلب المستمر الديناميكي. وأجهزة تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية وثنائية البعد. وتصوير القلب بالنظائر المشعة. إضافة إلى قسم التعقيم: ويعتبر هذا القسم وحدة التطهير والتعقيم للمركز وهو مزود بأحدث الأجهزة المتطورة لأغراض التطهير والتعقيم. يتم به تحضير وتعقيم مستلزمات أقسام العمليات الجراحية والقسطرة القلبية وأي أقسام أخرى بحاجة إلى هذه الخدمة. ويعمل بهذا القسم فريق فني متدرب في الأساليب المتطورة للتطهير والتعقيم.
ويشمل المركز المختبر الطبي الذي يحتوى على احدث الأجهزة والمعدات المخبرية ويقوم بخدمة أقسام المركز.
وبين أن المركز به وحدة العناية القلبية المركزة للشرايين تبلغ طاقة القسم عشرة أسرة في غرف منفصلة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية في المبنى، ويمكن مراقبة المريض خارج الغرفة وتستقبل في هذا القسم حالات احتشاء عضلة القلب الحاد، الوذمة الرئوية الحادة, الذبحة الصدرية غير المستقرة وأي حالات أخرى تحتاج إلى عناية ومراقبة مكثفة.
إضافة إلى مختبر قسطرة القلب ويتألف من غرفتين مجهزتين بأحدث الأجهزة الرقمية المتطورة ويقوم بإجراء عمليات القسطرة أطباء مختصون بأمراض القلب ويساعدهم فريق كفؤ من الفنيين والممرضين وفني الأشعة، حيث ينجز اختصاصيو القلب في هذا القسم كل الإجراءات الاجتياحية المختلفة من قسطرة القلب وتلوين الشرايين وعمليات توسيع الشرايين الإكليلية والصمامات المتضيقة بالبالون وزرع أجهزة تنظيم دقات القلب وأجهزة اعادة نظم القلب والرجفان البطيني واخذ الخزعات القلبية والدراسات الكهروفسيولوجية وغيرها.
كما توجد وحدة العناية المركزة لجراحة القلب وتبلغ طاقة هذا القسم عشرة أسرة خصص سريران في غرف انفرادية للحالات المرضية التي تحتاج إلى العزل الطبي. أما باقي الأسرة فتقع في مساحة مكشوفة صممت بحيث تسهل الإجراءات والمراقبة من قبل الجهاز التمريضي. يحتوى هذا القسم على أحدث الأجهزة المتطورة لمراقبة المريض بجانب السرير موصولة مع المحطة المركزية التمريضية مباشرة. يستقبل هذا القسم مباشرة المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية حيث يتم مراقبتهم لمدة يومين ينقلون بعدها إلى عنابر المرضى المختلفة في الطابق الرابع لمتابعة حالاتهم وتأهيلهم قبل الخروج من المستشفى.
ربط عالمي
وأشار العبد القادر إلى أن المركز يرتبط مع مستشفيات العالم عبر قاعة مخصصة تضم كل التجهيزات الخاصة بالربط التلفزيوني وهناك برنامج دوري للمحاضرات والندوات، إضافة إلى أن المجال مفتوح لعرض الحالات المرضية على الاختصاصيين في مايو كلينيك ودول العالم الأخرى وتبادل الاستشارات الطبية فيما يخص بعض الحالات، ويغطي برنامج الربط التلفزيوني برنامج التعلم المستمر حيث يشارك عدد من مشاهير الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية مع نظرائهم من الأطباء السعوديين في ندوات علمية يتم بثها على الهواء مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية. ومما يجدر ذكره أن المركز من المستشفيات القليلة في العالم التي تحتوي على محطات استقبال وإرسال فضائي لجميع مناطق العالم التي تتمتع بنفس التقنية، ويتم في هذه القاعة عقد المؤتمرات الطبية.
طب القلب والحوسبة الحيوية
ويضم المركز قسم أبحاث علوم طب القلب والحوسبة الحيوية الذي انطلق أصلا من مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء إلى باقي أنحاء المملكة
Cardiac and Computational Biology Research Administration (CCBRA).
وأشار العبد القادر إلى أن إدارة أبحاث علوم طب القلب والحوسبة الحيوية من الإدارات الحديثة بالمركز. وتضم الإدارة معملاً حديثاً يعني باستخدام احدث التقنيات الرياضية، المعلوماتية، الإحصائية والحوسبة لمعالجة مشكلات بيولوجية حيوية ولا سيما مجالات البيولوجيا الجزيئية وعلوم القلب، وذلك من خلال تحليل المعلومات البيولوجية باستخدام الكمبيوتر مع استخدام وتطوير قواعد البيانات والخوارزميات وتعزيز الأبحاث البيولوجية والطبية.
مشروع أمراض القلب الخلقية
Congenital Heart Defects
Project) CHD)
أكد الدكتور العبد القادر أن تشوهات الداء الخلقي للقلب تعتبر الأكثر شيوعا في الأطفال المواليد حيث تصيب 1 % منهم على مستوى العالم. وبالطبع تتباين هذه النسبة من مكان لآخر إلا أنها أكثر من ذلك في المملكة العربية السعودية، وتتسبب في الكثير من الوفيات والخسائر الاقتصادية والبشرية.
من هنا تنبع أهمية هذا التوجه العلمي لمشروع أمراض القلب الخلقية في المملكة العربية السعودية والممول من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الذي أمتد لخمس سنوات.
وهناك قاعدة البيانات ويهدف المشروع البحثي لدراسة وبائيات أمراض القلب الخلقية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة 2004-2009م ويجمع أضخم قاعدة بيانات على مستوى المملكة والعالم.
ولإدارة هذه البيانات الضخمة تم تصميم أوراق خاصة لتفريغ المعلومات وتشفيرها وحوسباتها. في إطار ذلك تم تأسيس نظام إدارة قواعد بيانات مبني على قواعد بيانات غاية في التعقيد.
توجهات مستقبلية
وبين الدكتور العبد القادر التوجهات المستقبلية للمركز حيث كان التركيز في المرحلة المنصرمة على الجوانب الوبائية والتعرف على عوامل الخطر المختلفة إلا أن هنالك توجهات مستقبلية تتعلق ببرامج بحثية متكاملة للفهم المتعمق لتشوهات داء القلب الخلقي تستند بصفة أساسية الى اتجاهات الأبحاث الحديثة في مجالات الطب والبيولوجيا التطورية لا سيما البيولوجيا والوراثة الجزيئية، وما يتصل بهما من وراثة كمية وعشائرية بهدف التعرف على العوامل الوراثية المنعزلة في العشائر السعودية بصفة خاصة.
وتعتبر هذه التوجهات ضمن الإطار العام للخطط الاستراتيجية المخطط لها من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبالأخص ضمن مجالات التقانة الحيوية وأبحاث أمراض القلب والجهاز الدوري.
ومما لاشك فيه ستدعم هذه التوجهات البحثية الدور القيادي للملكة العربية السعودية مهد التوحيد والإسلام لتقديم رؤية علمية إيمانية للقلب ومشكلاته الطبية المختلفة في إطاره الفريد الحسي والمعنوي القرآني يساعد الاهتمام والبحث عنه في تقديم حياة انسانية أفضل.
شكر وعرفان
كما رصدت (الجزيرة) شعور عدد من المرضى الذين تم علاجهم في المركز من مختلف الجنسيات مبدين مشاعر الشكر والثناء للحكومة الرشيدة ولسمو الأمير سلطان أمير القلوب.
وتحدث البروفيسور د. عوض أبو زيد ممثل منظمة الصحة العالمية بوزارة الصحة بالرياض قائلا : بتوفيق من الله سبحانه وتعالى كان لي الشرف أن يتم علاج شقيقي (مولانا صلاح أبو زيد) المدعي العام بالسودان ورئيس الجناح الفضائي وذلك عندما تعرض لذبحة صدرية وهو يزورني بالمملكة العربية السعودية وبالفعل تم تنويم شقيقي بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء ووجد هناك الرعاية الطبية الكاملة من جميع الكوادر الطبية من أطباء وتمريض وفنيين، وتم عمل عملية قلب مفتوح نتيجة لانسداد ثلاثة من الشرايين التاجية وكللت العملية بالنجاح التام وشقيقي الآن وبحمد الله ينعم بالصحة والعافية. ولقد لمسنا تطورا كبيرا بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء من حيث الأجهزة والتقنيات الحديثة وتوافر كوادر طبية مؤهلة تدخل الراحة في قلب المريض والزائرين وأنني إذ انتهز هذه الفرصة أتقدم بجزيل الشكر للقيادة الحكيمة في هذا البلد الطيب.
وتحدث الدكتور جمال الشرنوبي من جامعة الملك فيصل قائلاًَ: كنت أحد المرضى الذين تعرضوا لآلام شديدة في منطقة الصدر، وقدمت إلى المركز وقرر الأطباء تنويمي بعد الكشف علي، واستقبلتني أسرة المركز وأجريت لي عملية قسطرة للشرايين التاجية وقرر الأطباء بعدها إجراء عملية قلب مفتوح وتكللت والحمد لله بالنجاح الباهر.
أود بهذه المناسبة أن أوجه الشكر رسالة حب إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز على انشاء هذا الصرح الطبي الكبير.