Al Jazirah NewsPaper Monday  30/11/2009 G Issue 13577
الأثنين 13 ذو الحجة 1430   العدد  13577
رصدتها (الجزيرة) في رحلة من كبري الملك عبدالعزيز إلى جسر الجمرات
(مركزية الجمرات) ميدان الشرف في خدمة ضيوف الرحمن

 

المشاعر المقدسة - عبد الله الزهراني - ياسر الجلاجل- تصوير - مشعل القدير:

يمر على منطقة الجمرات ملايين الحجاج وتلعب دوراً هاماً وحساساً في مناسك الحج باعتبارها محطة مهمة تُؤدى فيها شعيرة أساسية من شعائره، (الجزيرة) تجولت في منطقة الجمرات التي تُوصف بعنق الزجاجة نظراً لصغر مساحتها وانحسارها بين جبلين لا تزيد المسافة بينهما عن 250 متراً.. وكان هذا التقرير:الجولة بدأت من كوبري الملك عبدالعزيز، كان الجو معتدلاً جميلاً والسماء غائمة، عقارب الساعة تشير إلى الساعة الرابعة والنصف عصراً، سلكنا طريق الملك عبدالله متوجهين إلى الطريق الرئيس للجمرات الذي يتضح من مسافة بعيدة أن هناك ازدحاماً لحركة الحجاج والسيارات.

سوق الجائلين

عند الوصول إلى بداية طريق الجمرات كان هناك عدد كبير من الباعة الجائلين الروسيين يعرضون بضاعتهم من أجهزة المناظير العادية والليلية، في موقع آخر تُوجد مجموعة تبيع الملابس الصوفية وبعض القطع من الجلود والمنسوجات، عثمان الحصان وعبد الوهاب الخضير شابان سعوديان اقتنيا بعض المستلزمات من السوق أكدا للجزيرة أن أسعار الملبوسات مقبولة، أما أسعار الأجهزة والمناظير فهي مبالغ فيها، كما شوهد بعض النساء من جنسيات مختلفة يبعن مستلزمات خاصة بالمنزل وألعاب الأطفال.

مأوى المفترشين

لا تكاد تخرج من المنطقة المزدحمة بالسوق حتى تخرج إلى موقع أسفل الجسر خصصه مجموعة كبيرة من الحجاج إلى مأوى للافتراش المخالف تمَّ توزيعه بشكل محكم إلى جزء للعوائل وآخر للعزاب، وليس من المستبعد أن يكون هناك متطوع من المخالفين قد قام بتنظيم عملية الافتراش، وأثناء مواصلة السير هناك بعض المفترشين في سبات عميق داخل خيامهم البلاستكية والبعض الآخر يتناول وجبة الغداء على قارعة الطريق.

كبري الجمرات

قبل الوصول إلى منتصف المنطقة، يجذبك منظر جميل لا يوصف على الجهة اليسرى أعلى كبري الجمرات الذي شكَّل (قوس قزح) وهو يعلو المنطقة المركزية المحيطة بمشروع الجمرات فهناك الآلاف يقفون عليه في جو معدل غائم يلتقطون الصور التذكارية للحجاج المتواجدين في الأسفل، يوثقون خدمات تم تقديمها لراحة ضيوف بيت الله الحرام، يرصدون جهوداً بُذلت من مختلف الجهات العامة في الحج.

جهود كبيرة

في قلب ومركز منطقة الجمرات تظهر الأهمية والحساسية البالغة فمئات الآلاف يتدفقون بشكل انسيابي وضمن خطة محكمة، رجال الأمن منتشرون في كل موقع، يضبطون المرور والحركة، عمال النظافة في عمل دؤوب لا يهدأ يرفعون المخالفات، والجهات المختلفة تستنفر طاقاتها وإمكاناتها فهنا ميدان الشرف في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.

مشروع عملاق

مشرع الجمرات العملاقة، العلامة البارزة في حج هذا العام، أحد الصرح الشامخة التي تضاف إلى ما يزخر به الوطن من مشاريع عملاقة، خلال الجولة تم استطلاع انطباعات الحجاج لمشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به والذي قُدرت تكلفته بأكثر من أربعة مليارات ريال، حيث وصفه الحجاج بالعلامات البارزة في موسم حج هذا العام ونقلة نوعية باستخدام التقنية المتطورة للتسهيل على الحجاج في أداء شعيرة رمي الجمرات، كما ساهم بحسب الكثير من المختصين بتوفر انسيابية في حركة الحجاج وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأديتهم لنسك رمي الجمار الذي عادة ما يشهد أحداث تدافع وازدحام تخلف عدداً من المصابين والموتى، وقدموا شكرهم على اهتمام المملكة للمتابعة المباشرة للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بما يمكنهم من أداء مناسكهم بأيسر السبل وأفضلها حتى يعودوا لديارهم سالمين غانمين.

خدمات مساندة

قرب مشروع الجمرات العملاق، وفي مساحة ضيقة، هناك أعداد غفيرة من الحجاج يتزاحمون، يصطفون في طوابير كثيرة، منظر فضولي يستدرج الناظر إليه لاستكشافه، وعند الوصول إليه تكتشف أنه مطعم لإحدى الوجبات السريعة، وبجواره بعض المطاعم التي لا تقل ازدحاماً فجميع الحجاج يبحثون عن لقمة تساعدهم في مواصلة المسيرة أو شربة ماء تعينهم على ما تبقى من مشوار إلى حين عوده إلى مسكنه بالمشاعر المقدسة.

ختام الجولة

عندما مغيب الشمس، كان موعد العودة سلكنا نفس الطريق الذي جئنا من خلاله، وتجاوزنا مركز منطقة الجمرات، لم تتغير الوجوه كثيراً ولكن الخيام البلاستيكية ازدادت شيئاً يسيراً، والأسوار الحديدية المجاورة لموقع المخالفين الذين أخرجوا عدداً كبيراً من حقائبهم ذات الأشكال والأحجام المختلفة.. مشيرين إلى قرب موعد النوم غير الهادئ على أصوات المارة والمفترشين ورائحة عوادم السيارات والدراجات النارية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد