Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/12/2009 G Issue 13580
الخميس 16 ذو الحجة 1430   العدد  13580
رئيس وزراء البحرين يفتتح الملتقى الأول لقادة الإعلام
خليفة بن سلمان: على الإعلام العربي أن يطوع خطابه لدعم الوحدة ونبذ الفرقة

 

البحرين - جمال الياقوت

دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين قادة الإعلام العربي إلى تطويع الخطاب الإعلامي العربي ليكون داعماً للوحدة ونابذاً لأي فرقة في الصف العربي.

وحث سموه لدى رعايته حفل افتتاح الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي على تطوير الخطاب الإعلامي العربي ليكون قادراً على مخاطبة الرأي العام العالمي بلغة تتمكن من تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض المجتمعات ووسائل الإعلام الأجنبية عن الواقع العربي والإسلامي، ودعا سموه إلى ضرورة أن يأخذ الإعلام العربي دوره في المساهمة بإيجابية في إحداث نهضة عربية شاملة في كل المجالات، وشدد سموه على ضرورة أن يكون الإعلام العربي محفزاً لقيم الولاء والانتماء داخل الوطن الواحد، وأن يكون حائط صد وسداً منيعاً في مواجهة أي تحدٍ يهدد خصوصية وثقافة الشعوب العربية والإسلامية أو يحاول التقليل من شأنها ووصمها بأوصاف هي بعيدة كل البعد عنها كالانغلاق والتطرف والإرهاب. وأكد سموه أن الحرية الإعلامية تشكل أساساً للانطلاق نحو إعلام ناضج ومتصالح مع العصر ومواكباً لروحه، فكلما كانت الحرية الصحافية إيجابية ومسؤولة تعاظم دورها أكثر في مسيرة العمل الوطني والتنموي وتكرس تأثيرها كسلطة رابعة. وحيا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر قادة الإعلام العربي ورواده الذين نجحوا بالانطلاق بالإعلام العربي إلى العالمية، وأكسبوه قوةً وتأثيراً في المحيط الإعلامي العالمي، وقال سموه: إننا نتطلع نحو المزيد من العطاء من هؤلاء القادة ويقيناً هم قادرون على ذلك. وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر بالصحافة والإعلام العربي وانتشارها الواسع عالمياً وبما شهدته من تطور مهني وتكنولوجي وفني.

وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر أن عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والمنطلقات التي جاء بها المشروع الوطني الكبير لجلالته وأجواء الديموقراطية التي عززها قد شكلت بيئة مثالية للحرية الصحافية المسؤولة التي تساهم إيجابياً في دعم العمل الوطني وأن الحكومة تكن لصحافتنا الوطنية كل التقدير على جهودها المكملة لدور الحكومة في الكشف عن السلبيات والنواقص وإسهاماتها في دعم وحدة الصف الوطني واللحمة الوطنية البحرينية.

ورحب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بإطلاق جائزة البحرين لحرية الصحافة التي تؤكد حرص الحكومة على تعزيز دور الحرية كمتطلب أساسي لمبادئ العمل الصحفي واهتمامها بأن يكون للشفافية وحرية التعبير مكان من أجل تحقيق المزيد من الانطلاق نحو التطور في العمل الصحفي. وبمناسبة تزامن انعقاد الملتقى مع احتفالات البلاد بيوم المرأة البحرينية، فقد حيا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء جهود المرأة البحرينية في الحقل الإعلامي والصحافي وبصماتها الواضحة في تطور العمل الصحافي والإعلامي بمملكة البحرين. هذا وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قد تفضل فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح أعمال الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين بالتعاون مع الملتقى الإعلامي العربي على مدى يومين بحضور أكثر من 150 شخصية قيادية عربية ودولية مختصة في مجال الإعلام. وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بهذه المناسبة أن ما يشهده عالم اليوم من متغيرات متسارعة يضع على عاتق قادة الإعلام العربي مسؤوليات جسيمة في تنوير الرأي العام عبر تقديم محتوى معرفي متميز يوازن بين متطلبات العصر الحديث، ويحافظ في ذات الوقت على التراث والأصالة العربية. وأكد سموه ضرورة أن يكون الخطاب الإعلامي العربي سواء المرئي أو المسموع أو المقروء معبراً عن قضايا الأمة، وعنصراً رئيسياً في تحفيز المواطن العربي على دعم الوحدة الوطنية ونبذ الشقاق، فالإعلام هو وسيلة للبناء ولا يجب أن يكون معولاً للهدم وإثارة الفتن. وقال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إن مسؤولية الإعلام كمشعل للتنوير والتثقيف تتزايد يومياً، ولا سيما في ظل عصر السماوات المفتوحة والفضائيات وذوبان الفواصل والحدود الجغرافية بسبب الثورة التكنولوجية الحديثة، وهو ما يتطلب من قادة الإعلام العربي أن يكونوا على قدر المسؤولية من خلال قيادة خطاب إعلامي مستنير يرتكز على المعلومة الصحيحة التي ترفع من مستوى وعي المواطن، وتساعد في لم شمل الشعوب، ونبذ الخلافات والضغائن والأحقاد. وأشاد سموه بالتطور الملحوظ في الإعلام العربي بكل وسائله خلال السنوات القليلة الماضية، داعياً إلى أن يكون ذلك التطور هو الأرضية التي تنطلق منها وسائل الإعلام العربية نحو فضاءات أرحب من التحديث والازدهار.

وحث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المؤسسات الإعلامية العربية على الولوج إلى المستقبل بنظرة أكثر احترافية تقوم على تحقيق قدر أكبر من التكامل بينها، وصياغة خطاب عربي موحد موجه للداخل والخارج يرتكز على تبيان الجوانب المضيئة في الثقافة والشخصية العربية وربط الأجيال الناشئة بها في مواجهة عوامل التغريب الثقافي والفكري. وأكد سموه ضرورة أن تستفيد وسائل الإعلام العربية بشكل إيجابي من مناخات الحرية والانفتاح في حرية التعبير التي تشهدها العديد من الدول العربية من خلال تبني الإعلام لاستراتيجية تضع المصلحة القومية نصب أعينها، وتقدم البدائل للتعامل مع الأخطار التي تواجه الأمة العربية. وأعرب سموه عن سعادته لاستضافة مملكة البحرين لأعمال هذا الملتقى الأول من نوعه، الأمر الذي يؤكد حرص المملكة وسعيها على دعم كل الجهود الرامية إلى تفعيل التعاون العربي على كل الأصعدة. كما أعرب سموه عن تطلعه إلى أن يكون الملتقى وما يشهده من ندوات ومحاضرات فرصة طيبة وفريدة لطرح القضايا الإعلامية التي تهم العالم العربي في إطار من الشفافية، وأن يسهم الملتقى في تحقيق قدر أكبر من التقارب وتبادل الخبرات والآراء بين قيادات الإعلام العربي بشأن المستجدات المتلاحقة على الصعيد الإعلامي.

من جانب آخر وجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين جزيل الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين على تفضله بقبول رعاية أعمال هذا الملتقى، الأمر الذي يؤكد ما يوليه سموه للإعلام من مرتبة تضعه في صدارة متقدمة من أولويات التنمية والاتصال بالمشهد الدولي، وترسيخ قيم التفاهم والحوار والتضامن بين الشعوب، مشيدة بجهود سموه في مجال دعم الإعلام، فسموه نبراس نهضتنا الإعلامية.

وأعربت عن سعادة مملكة البحرين، باستضافة الدورة الأولى لهذا الملتقى القيادي النوعي، الذي لا يعبر، فحسب، عن دعم المملكة لجهود الارتقاء بالرسالة الإعلامية وصيانة حرية الكلمة والتعبير، وإنما يومئ، بالصورة البليغة الواضحة، إلى انخراط البحرين في الجهود الإعلامية المسؤولة من أجل الإصلاح والمراجعة المستمرة لمسيرة الإعلام العربي لإبراز إيجابياتها ومعالجة التحديات التي تواجهها. وقالت إننا في مملكة البحرين، نفخر بأن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قد أرسى دعائم راسخة للبناء والتحديث والانفتاح على العالم واحترام حرية الكلمة والنظرة الشاملة للأفق العربي والدولي مع مواكبة كل تقدم، ومساندة كل عمل عربي مشترك، ودعم كل تقارب فعّال بين الدول والشعوب. وأكدت أن ملتقى قادة الإعلام العربي يأتي بهدف تبادل وجهات النظر بين أصحاب الشأن والقرار الإعلامي العربي، والوقوف على التحديات، وتطوير استراتيجيات المواجهة من أجل ترقية أدوات وأداء الإعلام العربي، وأضافت أنه قد أصبح من الواجب علينا أن نبحث عن الوسائل والأساليب التي تضاعف من الإيجابيات وتحد من السلبيات في عصر تلاشت فيه الحدود وتحطمت فيه الحواجز. وأضافت أن مناقشة الدورة الأولى للملتقى لدور القيادات الإعلامية العربية في اللحظة الراهنة، خصوصاً مع التحولات التي تضرب الاقتصاد العالمي، وفي ضوء المقاربة المستوعبة الشاملة التي تأخذ في الاعتبار مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لهي خطوة ضرورية من شأنها أن تسهم في إنجاح جهود التفاعل الناجح مع الفضاء الاتصالي المعولم، وحيازة تنافسية مهنية قادرة على الذهاب نحو أفق عربي أكثر اتساماً بالشفافية والتواصل، ودعم متجهات الديمقراطية والتمدين. وأعلنت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال الملتقى إشهار جائزة البحرين لحرية الصحافة، الجائزة التي ستنطلق أولى دوراتها في اليوم العالمي لحرية الصحافة المقبل 3 مايو 2010م. ومن جهة أخرى أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور محمود عبدالعزيز أن ما تشكله رعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لفعاليات الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي من دلالة على اهتمام مملكة البحرين بدعم الإعلام العربي وتعزيز التعاون بين القائمين عليه وقياداته، ونوه بجهود الملتقى الإعلامي العربي في دعم التكامل بين الأنشطة الحكومية والأهلية والاندماج بين هيئات المجتمع المدني في المسار العام للعمل العربي المشترك. وفي كلمته أكد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس ضرورة أن يتجه الإعلام العربي إلى الوجهة الإيجابية بما يخدم أمتنا وأوطاننا ويحقق الوحدة الإعلامية، وأشار إلى مبادرة مملكة البحرين بإطلاقها جائزة البحرين لحرية الصحافة التي تعد تأصيلاً لمبادئ العمل الصحفي، مشيداً برعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لفعاليات الملتقى التي تعكس حرص سموه على تطوير المؤسسة الإعلامية العربية، وأضاف أن الإعلام سلاح ذو حدين قادر على التفريق كما هو قادر على لم الشمل كما أنه بات مؤثراً في لم الشمل وتوجيه الشعوب، وأشاد بجائزة البحرين لحرية الصحافة التي تعد حافزاً للأقلام الحرة التي تريد النهضة لمجتمعها وتقدمه، متمنياً للقمة الإعلامية العربية التي تنعقد في رحاب مملكة البحرين أن تؤتي ثمارها وأن تقدم للمؤسسة الإعلامية مفاتيح التقدم والتطور.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد