Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/12/2009 G Issue 13580
الخميس 16 ذو الحجة 1430   العدد  13580
بغلة عمر يا مسؤولون
عبدالله الرفيدي

 

لقد فتحت الكارثة ملفاً مهماً جداً في عمل الإدارات الحكومية ومنها الأمانات والبلديات، فهناك مدن بحاجة حقيقية إلى مراجعة أداء بلدياتها وطريقة عملها في صرف الميزانيات التي تصرفها على البنية التحتية، وإنني أتمنى أن تشكّل لجنة مستقلة يختار أعضاؤها من خيرة أبناء الوطن الكثر لتطوف المدن المهمة للوقوف على القصور الحاصل من كل إدارة فيما يخصها.

فهناك مدن توكل فيها المشاريع لشركات غير ملتزمة، وهناك مشاريع تبقى سنوات، وهناك شركات لها النصيب الأكبر من المشاريع دون غيرها وبالتالي تنفيذها يكون بطيئاً أو سيئاً ثم يتوقف.

ويجب أن يحاسب كل مسؤول عن تقصيره بعد كل تحقيق.

ولو أردنا أن نحصر أهم المشاريع الحيوية سنجد أن الصرف الصحي وتصريف السيول على رأس القائمة في التعثّر أو التأخّر في التنفيذ، ثم تأتي الطرق الرديئة البناء، ثم التخطيط غير المدروس للمدن والأحياء، ثم ظهور أحياء كاملة لا يوجد بها خدمات، والهم الأكبر الذي يواجه المواطن هو عدم وجود إراض يستطيع أن يقبل عليها بأسعار معقولة وعليه أن يتجه بعيداً للبحث عن ما يناسبه.

ويجب أن تذكر أن مشكلة الصرف الصحي ووجود أحياء تطفو على بحيرات هائلة من المياه الملوّثة كثيرة وتشكّل النسبة الأكبر من مساحة كل مدينة.

والمشكلة ليست في عدم توفر المال، بل في التنفيذ والمتابعة والأمانة في أداء الواجب.

لقد رأيت كيف المسؤولون يسارعون باتهام المواطن دائماً بالتقصير وأنه السبب وراء كل قضية إهمال تظهر.

المواطن المسكين لا يجد من يدافع عنه ونجد أن وزارة التجارة تتهمه عندما تعجز عن أداء دورها بأنه هو وراء ارتفاع الأسعار والاحتكار والغش، والبلديات تتهمه بأنه قد بنى بيتاً بعيداً عن أعين النظام.

وتأتي وزارة العمل لتتهمه بأنه غير مؤهل بعد أن عجزت عن إجبار رجل الأعمال على السعودة.

وأخيراً أتساءل كيف يستطيع مواطن صرفت عليه الدولة ليتعلَّم ويتبوأ مركزاً مهماً أن يقبل على نفسه التقصير ويغش بالمنصب ويجذبه المال الذي يفترض توظيفه لبناء وطنه.

إنها بحق مشكلة الإحساس بالمواطنة.. وأخيراً أيضاً ماذا يريد هؤلاء المسؤولون لقد فتحت القيادة أبواب الخزائن ليصرفوا على بناء الوطن وإعطاء كل مواطن حقه. لا أعلم كيف يعيش هذا المسؤول في سكرة الكرسي وينسى أنه لن يأ خذ من هذه الدنيا هللة واحدة، ولنتذكر قول عمر بن الخطاب عندما وجده الصحابة يبكي فسألوه عن السبب فقال: خشيت أن تتعثر بغلة في العراق فيسألني الله عنها.

لله درّك أبا متعب.. لقد عاهدت ووعدت فوفيت وكفيت.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد