Al Jazirah NewsPaper Friday  04/12/2009 G Issue 13581
الجمعة 17 ذو الحجة 1430   العدد  13581
للرسم معنى
من لا يظهر اسمه بالانجليزية ليس بعالمي
محمد المنيف

 

ومن الغرور ما قتل، هذه الجملة تنطبق على أحد الأحبة التشكيليين ممن نقدِّر فيه إبداعه وتجاربه، مع التحفظ على محاولاته القفز للوصول إلى العالمية عبر تعامله مع بقايا مخلفات الحداثة المفتقدة للهوية، فتسببت في نسيانه أو تناسيه.. إنه ابن الساحة التشكيلية المحلية المنتمية للوطن وتراثه الذي يستشف منه بعضاً من أفكاره، وأكسبته أولى خطوات نجاحه، فمن المؤسف أن تنزل إجابته على سؤال بريء من زائر لأحد المعارض عن رأيه في الفنانين السعوديين كجلمود صخر حطه السيل من عل بأن ليس هناك فنان سعودي يمكن أن يعترف به إلا من يظهر اسمه على النت ب (الانجليزية)، لا أدري من أين جاءه الإحساس أنه أصبح في فترة قصيرة مقيِّماً وحاكماً على ساحة عمرها أضعاف عمره وعمر مرحلة تقليده وتبعيته للمجهول.

هذا الرأي مبعثه مشاركة هذا المبدع (فناً) في مناسبات نعلم حقيقتها والمجحف (تقديراً) لأبناء جلدته ومبدعي وطنه الذين لا تهمهم العالمية بمفهومه الذي يتبعه ويضع نفسه في دائرة ضوئه المفتعل بقدر ما يهمهم أن يبحثوا في تراثهم ويؤكدوا هويتهم ويعبّروا عن انتمائهم بصدق.. وهذا يكفي.

ومن المؤسف أيضاً أن يضيف لإجابته رأياً آخر في أنه (يتحدى).. وهي العبارة التي استاء منها طارح السؤال أن يجد هذا الزائر فناناً سعودياً يعرف أسماء الفنانين العالميين (متناسياً) وليس (ناسياً) أنه (هو) لم يدرس تاريخ الفن الذي تلقاه دارسو الفن في الساحة من خريجي معهد التربية الفنية وخريجي أقسام التربية الفنية بجامعاتنا بكل ما يتضمنه من معلومات وأسماء وخبرات وتجارب.. وما اطلعوا عليه من أعمال لكل مراحل تطور الفن التشكيلي إلى يومنا هذا، مع أن هذا الأمر ليس مهماً ولسنا معنيين بالأسماء بقدر ما تعنينا الأساليب التي نأخذ منها ما يناسبنا ونترك ما يجرنا إلى هاوية عولمة الثقافة لطمس الهوية، ومثل هذه الأساليب لم يعد التعرف عليها حكراً على من يجيد (الإنجليزية).. بل في متناول كل من يتعامل مع برامج الترجمة.

إليك أخي وصديقي أقول: ثق أنك بهذه (الفوقية) والشعور بأنك أصبحت عالمياً تغرد مؤقتاً خارج السرب ولن تجد أُذناً صاغية وأن ما تقوم به لا يتعدى حدود ما يُوصف بفقاعة صابون أو منطاد لن تتمكن من حمايته وقت الأعاصير إذ سيكون مآله السقوط ولن تجد بعد ذلك من يتلقفك إلا وطنك وإخوانك الذين اتهمتهم جهاراً (بالأمية) وأنك (الأوحد) مع أنه لا يخفى عليك الأدلة القاطعة لفنانين عرب كانوا لعبة ووسيلة لتحقيق هدفين من أهداف تلك المؤسسات التغريبية أحدهما مادي.. وهذا لا نختلف معك عليه.. لكن الهدف الأهم بالنسبة لهم وضعك طعماً ليتأثر شباب الساحة بنهجك الجديد الغربي المولد والغريب الأطوار شكلاً ومضموناً، وهذا لم ولن يتحقق لهم.. فالفنانون هنا وأعني الناشئة يعون أنهم أبناء ثقافتهم وتراثهم، أمناء عليها مع أننا جميعاً مع تطوير الذات والارتقاء بمفهوم الفن ومنافسة الآخر.. لكن بحدود العقل والمنطق وحفظ حقوق الوطن وأهله.

صديقي العزيز: كن كما ينتظرك أحبتك.. وكما عُرف عنك باحثاً عن تقديرهم لك.. ولإبداعك فهما زادك نحو النجاح، فمن خرج عن داره قلَّ مقداره مهما طال الزمن.



monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد