Al Jazirah NewsPaper Friday  04/12/2009 G Issue 13581
الجمعة 17 ذو الحجة 1430   العدد  13581
مقدمة العدد
أريد أن أسأل: هل أنا: منافق..؟

 

كنت مستقيماً بل أقرأ: (صحيح مسلم) على أحد طلاب العلم، لكن لا أدري شيئاً فشيئاً رأيتني أميل نحو: التوسع أقصد: التهاون ونفسي من الأعماق تناديني: كفى لكني انطلقت على وجهي لماذا أتشدد؟

لماذا هذا: التزمت..؟

لا أدري هل أنا مسكون بخوف ما..؟

هل أريد السُّمعة..؟

هل تربيتي المبكرة ساذجة..؟

بل إنني انطلقت شخصاً آخر لا لحية .. الصلاة في البيت كثيراً، بل إنني بحكم توسعي أفتي بجواز الصلاة في البيت.

ووجدت من احتواني وشجعني ففرحت بهذا كثيراً،.

هل أنا: مريض..؟

هل أنا مريض بالنفاق..؟

خ .. غ .. ع .. - الرياض

ج - أولاً - آمل أن تتدبر هذه القصة جيداً،:

(كان (بلعام بن باعورا) يسكن بجوار الكنعانيين في جبال الأردن، وكانت تغلب عليه البداوة وكان قد حصل على علم لا بأس به، وكان يلازم هذا العلم لكنه في قرارة ذاته في شخصيته الثانية يريد شيئاً ما: جاهاً - مركزاً - مالاً - سمعة لدى الناس وقوة لدى الكنعانيين، لكنه لا سبيل له إلى هذا، فوافق أن (موسى) صلى الله عليه وسلم مرَّ بقومه يريد فلسطين الأرض المقدسة فجاء إليه الكنعانيون قالوا:

أي بلعام؟

- نعم

هذا موسى وقومه.

- حمداً لله أعلم هذا.

ألا تدعو عليه؟ فأنت لديك علم من الكتاب.

- أفعل.

كان بلعام يعلم من هو (موسى) وأن دعاءه لن يُستجاب، جاء إليه الكنعانيون مرة أخرى قالوا:

أي بلعام..؟

- نعم.

انظر إن أنت دعوت على موسى قدمناك ورفعناك.

- لا بأس.

هاه.. ماذا صنعت..؟

- أبداً.

كيف..؟

- لا نفع في الدعاء عليه لكن ليس المكر والحيلة زينوا نساءكم وعطروهن وحملوهن البضاعة ليبيعوا على (بني إسرائيل) قوم (موسى) ولا يمتنعن عن شيء أرادوه منهن.

ثم ماذا أي بلعام..؟

- نفعل إذاً كما قال: بلعام.

لا بد من الإغراء.

- نفعل.. نفعل.

وزينوا: النساء وعطروهن وحملوهن البضائع، حينئذ حصلت الفتنة في بعض (بني إسرائيل)،

حين علم موسى بهذا دعا على:

(بلعام)، ثم أمر موسى صلى الله عليه وسلم قومه بالرحيل، وقد تابعوا بعد أن أدركوا الإغواء.

وفي بلعام هذا نزل قول الله تعالى ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ .....?، الآيات.,

وأنت لست منافقاً لكنها انتكاسة لعلها تمر فتعود ولو بعد حين إلى الفطرة، وتعود إلى أعماق نفسك الصافية، لكن حاول في حالتك هذه الآن أن تتفكر في حالة وحالات من زل - حفظك الله -.

صالح بن سعد اللحيدان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد