Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/12/2009 G Issue 13582
السبت 18 ذو الحجة 1430   العدد  13582
نهارات أخرى
الصحافة تنتظر سقفاً أعلى!
فاطمة العتيبي

 

الخطوات الجبارة التي أقدم عليها ملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في محاربة الفساد بدأت منذ توليه الحكم وتأسيسه للجان محاربة الفساد وتشجيع النزاهة لكنَّ كثيراً من الجهات الحكومية أبطأت عمل هذه اللجان وسوفت في منحها المعلومات التي تعينها على عملها وتشكل تياراً معادياً للصحافة يشكك بذمة الصحفيين الذين يسعون لكشف الفساد وحاولوا تسريب إشاعات وأخبار مكذوبة لكي تقمع كل محاولة نزيهة للوقوف ضد الفساد الإداري والمالي المتفشي في بعض الجهات الحكومية.

كانت تلك الخطوات من رجل يصنفه العالم بأنه من أقوى الرجال نفوذاً في العالم وتجلى ذلك في قراراته الشجاعة في تضميد جراح المنكوبين في جدة وتعويض كل أسرة فقدت غريقاً لها بمليون ريال.. وتعويض المتضررين عن ممتلكاتهم من منازل وعربات ستقرر اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق.

تلك شجاعة رجل مؤمن لا يريد أن يتحمل في عنقه رقاب الناس فهو يُدرك أنه ولي أمر وانه قائد دولة وان مسؤوليته عظيمة تجاه شعبه الذي يحبه ويمنحه الولاء الدائم..

شجاعة المؤمن مثلما هي رحيمة بالشعب فهي شديدة وغليظة على من حملوا الأمانة وخانوها من أنفقوا أموال الدولة في مشاريع وهمية غشوا ولي أمرهم وخدعوا شعبهم وأوهموا الناس باكتمال البنية التحتية لمشاريعهم حتى إذا جاء السيل كشف المخبوء وأظهر الحقيقة.

سيظل الأمر على ما هو عليه في مواضع أخرى، فالناس تئن وآلامها كثيرة والدولة تضخ المليارات، وثمة فجوة كبيرة بين الناس ودولتهم هي هذه العناصر الفاسدة التي تغير مسار ضخ الأموال بدلاً من مسارها الصحيح إلى مسارات ملتوية تصب وتنتهي في جيوبهم الخاصة وذوي القربى لهم.

كان للملك عبدالله خطوات عظيمة وأحلام كبرى في أن يعيش كل سعودي في أي بقعة من هذه المملكة في عيش رضي ورغيد فبدأ في محاربة الفقر في القاع ومحاربة الفساد في الهرم.

لكن صندوق الفقر لم يثمر إلا عن خطوة جيدة تتمثل في ضم الفقراء والأيتام للتأمينات..

لكن المتوقع من مشروع عملاق ضخت الدولة فيه الكثير أن يكون حرباً شرسة على الفقر.

في رأيي أن سطوة الصحافة لا بد أن تزيد وأن أنوف الصحافيين لا بد أن تدخل في كل شيء وأي شيء وأن تفتح النوافذ في الجهات الحكومية للصحافة بأمر من المقام السامي وأن تكون المشاريع بمناقصاتها وتنفيذها تحت السمع والبصر تعقد لها المؤتمرات الصحفية ويتابع المجتمع بكل فئاته خط سيرها وإنفاقها.

إن الخطوة المنتظرة من مقام الرجل الشجاع عبدالله بن عبدالعزيز أن تُمنح الصحافة الضوء الأخضر لكشف السلبي والتصفيق للإيجابي وأن يتحمل الصحافيون مسؤوليتهم فإن قالوا صدقاً فهم عونٌ للدولة على كشف المخبوء وإن قالوا كذباً فهم يستحقون العقاب ورفع الدعوى عليهم من المتضرر.. لكن السقف يجب أن يكون عالياً.

شجاعة الملك عبدالله منحت الحرية سقفاً جيداً لكننا اليوم وبعد هذه الأحداث المريعة في جدة نحتاج إلى سقف مفتوح لا تحده إلا قيم الدين الإسلامي ومصالح بلادنا العليا..



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد