Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/12/2009 G Issue 13590
الأحد 26 ذو الحجة 1430   العدد  13590
سلطان العز.. خليل الفضيلة.. أينما حللت حلَّت المكارم
د. محمد صفاء بن شيخ إبراهيم حقي (العلواني)

 

أن يجعل الرب محبتك في قلوب عباده، ويمنحك القبول، إرادة إلهية، وتوفيق رباني، ينعم به على من يشاء من عباده، وأن يوفقك الرب حتى تكون خليل الفضيلة وتغدو جبلة لك وطبعاً، فتعرف بها وتصير علماً لها، وكأنك قد احتويتها بكل أركانها وتمثلت في شخصك؛ فذاك من رضا الرب الرحيم الحكيم الكريم.

إن سلطان الفضيلة قد تربع بحق على القلوب بما آتاه الله من الحكمة والنبل، وبما أودع فيه من الفضائل والقيم، وبما جبله عليه من الشهامة والكرم، وقد كنا نعتقد أن محبتنا لسموه، وإعجابنا بشخصه، وتغنينا بنهجه وفضائله، هو كونه ولي عهدنا الأمين، المحب لشعبه، الساهر على راحته، غير أنه يتبين للعالم كل يوم أنه أمير همام بينه وبين الفضيلة عهد والتزام، وبينه وبين الكرم عقد مبرم بإتقان، فما أن يحل بين شعب حتى تحضر الفضائل بين يديه طائعة، وما أن يقيم بأرض حتى يكون الكرم والعطاء قد سبقه بإيعاز منه، بالأمس كنت أتجول في البلاد التي تشرفت لقضاء الأمير سلطان مدة نقاهته فيها، أعني المملكة المغربية _ سلمها الله وأهلها _ والتي عاش أهلها فضائل سموه وصحبه الكرام، وسمعت باستفاضة في أحاديث لا تنقطع عن عطاء سموه الكريم، وما كان يلقاه الفقراء وأهل الحاجة والعوز من اهتمام ورعاية من لدن سموه، وهو ديدنه، يحفظه الله، وكيف كان شهر رمضان أكثر تميزاً هذا العام؛ فموائد الإفطار عمت المدينة، وهدايا العيد طرقت كل باب، وأدخلت الفرحة كل نفس، ورسمت البسمة على وجه كل طفل وطفلة، وقدمت الأدوية والعلاجات للمرضى ومن يئنون من الألم، فكانت الألسنة تلهج بالدعاء لسموه، والأيدي ترتفع ترجو الله السلامة لسموه، وفي كل مجلس لم تغادرنا مشاعر العزة والفخر ونحن نسمع الحديث عن مكارم سموه وفضائله، كل يروي قصة وفاء، ووقفة وكرم، له أو لقريب أو ابن أو جار أو صاحب.. تكتب بمداد من ذهب،... إنها قصص سلطان العز الذي يملك القلوب أينما حل وارتحل.. وما هذا العطاء بصوره المتنوعة إلا فيض من غيض من عطاء أميرنا المحبوب، وما هو إلا امتداد لعطائه الذي أغدق على شعبه بسخاء عشرات السنين، عطاء من لا يخشى من ذي العرش إقلالاً، والناظر في لقاءات سموه بأبناء شعبه ومواقفه النبيلة لا يملك إلا أن يقف إجلالاً وإكباراً لهذا الرجل العظيم، فبارك الله لنا فيك سلطان الخير، وبارك الله للجميع في عودته الميمونة سالماً غانماً معافى، ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يديم على سموه وعلى ولاة أمرنا جميعاً الصحة والسلامة وطول العمر؛ إنه القادر على ذلك.



safahakki@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد