Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/12/2009 G Issue 13590
الأحد 26 ذو الحجة 1430   العدد  13590
أهلاً بسلطان.. (زاد الركب)
حمد بن فراج الجمهور

 

لقد سال مداد كثير.. وكتب الكتَّاب، وتحدث المتحدثون والمحلّلون عن عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز من رحلته الاستشفائية الطويلة.. ولا أرى أي نوع من الاستغراب لهذا الفيض من المشاعر الدافقة تجاه سمو ولي العهد.. فالوفاء من شيم مجتمعنا المسلم. وإذا كان حب الناس ومشاعرهم الإيجابية تجاه أحد من الناس من مؤشرات حسن الطوية، وطيب النفس، فإن سلطان يستحق هذا الحب وأكثر.. فليس أدل على مكانته السامقة في نفوس المواطنين والمقيمين من الألقاب الكثيرة التي خلعوها على سموه، وكلها ألقاب تنم عن معاني الخير والبر والرحمة.. وبذلك ملك سموه القلوب.. على كل المستويات.. فانظر عدد رؤساء الدول، والمسؤولين الكبار مسلمين وغير مسلمين الذين زاروا سلطان واطمأنوا عليه حيث كان سموه يقضي فترة النقاهة، وكثير من الناس لم يكن بمقدورهم غير أن يرفعوا أكف الضراعة داعين له بالشفاء.. وأن يجعل الله أجر صبره على الابتلاء في موازين حسناته.

فلسنا - نحن السعوديين - وحدنا من يشهد على خيرية سلطان، فهناك الكثير حول العالم من بلغه جانب من خيرية سموه، ولشمول هذه الخيرية وتنوعها قام المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات بتكريم سلطان ومنحه وسام الشرف الإنساني الأعلى لعام 2007، وقد تم تخيّر سلطان من بين 36 شخصية عالمية مميزة في ميادين العمل والجهد الخيري والإنساني والحضاري. وهذا التكريم لا يقل بأي حال عن جائزة نوبل.. وقبل ذلك حاز سموه جائزة الشخصية الإنسانية (2002).

إن سلطان فعلاً جدير بهذه الأوسمة والجوائز، وغيرها من مظاهر التكريم، لأن مفهوم سموه للتنمية البشرية متقدم، ورؤيته لعمل الخير والعمل الإنساني عموماً راقية. ومعروف أن جهود سلطان شامله وتغطي الأعمال الخيرية والإغاثية والصحية والتعليمية والثقافية والبيئية والاجتماعية والخدمات الإنسانية، واهتمامه بتعليم القرآن ونشره وتحفيظه بارز بين إسهاماته في مجال البر ومساعدة الناس، وذلك سواء في أوساط منسوبي القوات المسلحة أو بتنظيم المسابقات المحلية والخارجية التي يتنافس عليها المسلمون.

لقد أسس سلطان ما وفّقه الله إليه من أعمال خير على فكرة عظيمة لها معان ومدلولات رائدة وجليلة، وهذه الفكرة التي تؤطر مساعيه هي: (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم)، وهذه الفكرة بارزة في كل أعماله:

- مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية.

- مدينة سلطان الإنسانية، وبرنامج سلطان للاتصالات الطبية والتعليمية.

- مشروع الإسكان الخيري.

- مركز سلطان للعلوم والتقنية.

- جائزة سلطان العالمية في المياه.

- شركة (باذل الخير)، والموسوعة العربية.

- جائزة الأمير سلطان للبيئة.

وغير ذلك كثير من أعمال الخير والتنمية والبر يسعى بها سلطان، وتنتشر أعماله في المجتمعات محلياً وعلى نطاق العالم، لدرجة أن سموه وجه كل ما يملك، حتى مسكنه الخاص لخدمة هذه الأهداف النبيلة. فهو زاد الركب، ومؤسسة الخير، والشجرة النافعة المثمر بالخير.. إن جميع المشروعات التي يؤسس لها سلطان ويرعاها تتصف بالريادة والتميّز وعدم التقليدية، فمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية منظومة متكاملة عملاقة من الخدمات التنموية والخيرية والاجتماعية، وسبق أن تم اختيارها كأفضل منظمة إنسانية عربياً وإسلامياً لكفاءة الأداء، ونبل الأهداف الإنسانية، والأساليب، ونسبة التبرعات التي تصل إلى الهدف، ومدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية مشروع رائد، سواء من حيث حجمه أو ما يقدمه من خدمة متخصصة متطورة معتمدة من أرقى المراكز العلمية العالمية، وهي تلبي احتياجات المجتمع بأسلوب متقدم. وسلطان في جهوده الخيِّرة.. وأعماله الإنسانية.. وخدمته للإسلام والمسلمين.. يتمثّل القيم الفاضلة التي نشأ عليها وغرسها المؤسس، الملك عبد العزيز - رحمه الله - في أبنائه.. فأهلاً بسمو ولي العهد.. ونسأل الله العلي القدير أن يسبغ عليه نعمة الصحة ليواصل سموه عطاءه الخيّر.



Hfg2010@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد