Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/12/2009 G Issue 13590
الأحد 26 ذو الحجة 1430   العدد  13590
عودة بألوان الوطن
د. فهد بن عبدالله السماري*

 

يعود المشهد السعودي اليومي الحميم إلى الاكتمال بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، فقد كان العام الماضي ناقصاً بغياب سلطان الخير عن الوطن وإن لم يكن غائباً عن المشاركة في إنجازاته..

فيده المعطاء لم تغب عن فعاليات الوطن وقلبه النابض بالحب للجميع كان متناغماً مع نبض حركة الحياة السعودية، وابتسامته الرحبة كانت أقوى مفعولاً من الدواء والمرض، آب إلينا رجل البذل محفوفاً بأدعية المسلمين بأن يحفظه من كل شر وسوء وحمدهم لرب الداء والدواء بعودته الميمونة، فالأمير سلطان بن عبدالعزيز قريب من كل أسرة وفرد عزيز في كل أسرة بفعل الحب المتبادل بين القيادة والشعب، هذا الحب العميق الذي خطه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورسخه على أساس من أسس الإسلام العظيمة، وواصل تعميقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من خلال قراراته ومنجزاته المتعددة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز الساهر على أمن هذه البلاد واستقرارها.

تخرج الأمير سلطان بن عبدالعزيز من مدرسة والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود التي كانت تعتمد في نهجها على القرآن الكريم والسنة النبوية وعلى النبل والحزم والصبر والشجاعة والعطاء في سبيل الدين والوطن، والمتتبع لمسيرة سموه - يحفظه الله - سيلحظ الثقة الكبرى التي أنيطت به في الصعود بالبلاد إلى منازل الرقي ومراتب التطور، فقد تولى سموه في أولى محطاته العملية إمارة منطقة الرياض في عهد والده - طيب الله ثراه - حيث كانت العاصمة تتفتح إلى الحياة المدنية وتطمح إلى نعيم العواصم الأخرى بعد حروب طاحنة واضطرابات متتالية على مر تاريخها.

وسيلحظ المتابع لمسيرة سموه أنه - حفظه الله - تولى بعد ذلك حقائب وزارات تنموية وترتكز عليها خطط النمو والتقدم وذات أهمية قصوى في دولة حديثة، فقد تولى الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزارة الزراعة في عام 1373هـ وقام بتأسيسها، وتكمن أهمية ذلك في كون المجتمع السعودي جديداً وستكون بالتالي الزراعة أساساً حضارياً مهماً في تلك المرحلة من عمره، وبعدها بعامين تولى وزارة المواصلات حيث يعد النقل والتنقل في بلاد واسعة أمراً مهماً للاقتصاد المتنامي والحياة الاجتماعية الآمنة وتوطين التقنيات الحديثة والترابط الحضاري.

وفي عام 1377هـ تولى سموه مسئولية وزارة الصحة حيث كان المجتمع ينتقل من الطب البدائي إلى الطب الحديث بأجهزته وكوادره العلمية وترسيخ مبادئ التثقيف الصحي، وغيرها من الوزارات التي كانت تعيش مرحلة التأسيس والترسيخ في كيان التنمية الوطنية.

بعد ذلك والمجتمع ينتقل إلى عالم الخصخصة في منعطف اقتصادي كبير يتولى الأمير سلطان بن عبدالعزيز رئاسة مجالس إدارات مؤسسات اقتصادية هي المرتكزات الرئيسة للاقتصاد السعودي، كل ذلك لما عرف عن سموه أفق إداري متطلع ورؤية تنظيمية متفوقة، كل هذه المسؤوليات التاريخية المتصاعدة التي تولاها ويتولاها سموه - حفظه الله - تؤكد الدور التاريخي لسموه في كيان الدولة المدني فضلاً عن مكانته الكبيرة في التاريخ السياسي السعودي.

ولسموه - حفظه الله - دور في تنمية وتحريك مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسات البر والخير والإعاقة والبيئة والمياه والفكر والعلم والطب والتعليم من خلال دعم مناشطها بالرعاية والمساهمة المعنوية والمادية ما جعلها تتقن دورها الحضاري والإنساني داخل المجتمع ليس السعودي فقط بل والعربي والإسلامي، وذلك ما أكسب سموه حب الجميع ونال عليه جوائز عدة كان قبول سموه لها ضمن حرصه - حفظه الله - على دعم دورها في وجوه التنمية المختلفة.

يعود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وفي معيته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي يحتل مكانة النبض في القلب لدى الوطن والمواطن وبعودتهما ستشرق شمس جديدة مع انطلاقة عام جديد على العاصمة الرياض وعلى الكيان السعودي الراسخ، عوداً حميداً ستعود معه الألوان لابتسامة الوطن والمواطن ويكتمل عقد الأسرة السعودية على طول أشبار الوطن، فهذا هو سلطان الذي تربى على يدي ملك عظيم سطر للتاريخ ملحمة حضارية عريقة لن تنساها كتبه، هذا هو سلطان الخير والعطاء اليد اليمنى والقوية لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - والقلب الكبير لكل مواطن، والابتسامة الخضراء لكل الوطن، وها هو سلمان الرجل المعطاء القارئ الواعي بالتاريخ، الذي نهضت مدينة الرياض وما حولها على يديه من تنمية شاملة، ورقي واسع، والذي يرعى الثقافة والعلم ويساند ما يخدم مبادئ الدولة وأسسها.

فحمداً لله يا وطني على عودة سلطان المحبة والخير، وأخيه سلمان رجل الوفاء والحكمة.

*الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد