Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/12/2009 G Issue 13593
الاربعاء 29 ذو الحجة 1430   العدد  13593
أوليات جامعية
د. مساعد بن عبد الله النوح

 

حرص الجامعة السعودية على توافر معايير الجودة الشاملة في مجالات التعليم الجامعي مفخرة ليس لكل منتسب لها فحسب، بل للمجتمع بأسره؛ لأن هذه الحال تمنحها فرصة الارتقاء بمستوى أداء وظائفها الأكاديمية والإدارية

والمجتمعية من جهة، وتمكّنها من الحصول على الاعتماد الأكاديمي وبالتالي تمكّنها من فرصة الدخول في قائمة أرقى جامعات العالم من جهة أخرى. الأمر الذي جعل الجامعة السعودية سواء الحكومية أو الأهلية والقديمة أو الحديثة في سباق حميم فيما بينها. لكن يقابل هذا الحرص بعض الإرهاصات التي قد تتسبب في التأثير على أدائها لوظائفها ومنها:

- تخلف الأخذ بمتطلبات التدريس الفعّال؛ فلا يزال عدد من أعضاء هيئة التدريس يأخذون بمقومات التدريس القديمة مثل اعتماد الكثير منهم على طرق التدريس ووسائل الإيضاح وأساليب التقويم المعروفة التي أثبتت الكتابات العلمية أنها غير كافية للتدريس الجيد. فما أجمل أن تتوجه الجامعة السعودية إلى المكتبات الرائدة في المجتمع وتنسق معها على أن تمنح أعضاء هيئة التدريس أسعاراً رمزية لشراء متطلبات التدريس الفاعل.

- غياب المتابعة الرسمية الحازمة في تدوير المقررات الدراسية، إذ يوجد من أعضاء هيئة التدريس من يقوم بتدريس مقرره أعواماً عديدة حتى غابت الرغبة في التطوير العلمي لديه، فالخطة الدراسية هي ذاتها ومتطلبات تفعيلها هي نفسها. فما أجمل أن تتوافر عمادة معنية بالتدريس الجامعي وذلك على غرار عمادة البحث العلمي وعمادة خدمة المجتمع. ومن مهامها: تطوير الخطط الدراسية القائمة بما يتناسب مع الاتجاهات المعاصرة في التدريس الجامعي ووضع جداول المقررات وتحديد مواعيد الاختبارات الشهرية والفصلية ودراسة حالات حمل المقررات المتكررة وعمل اللقاءات الدورية بين أعضاء هيئة التدريس في التخصص ذاته والإشراف على مسابقة التدريس المتميز وتحفيز المقصّرين من أعضاء هيئة التدريس. ولا يجب أن تستكثر القيادات الإدارية في الجامعة السعودية هذا الاهتمام على التدريس، فهي الوظيفة الأولى في سلم وظائف الجامعة.

- جهل القسم العلمي بالإنتاج العلمي والنشاط العلمي لأعضاء هيئة التدريس فيه. فما أجمل أن تطالب الجامعة السعودية كل قسم علمي بعمل لوحات توضع داخل قاعة اجتماعات القسم أو ممره الرئيس ويعلق عليها صور من الإنتاج العلمي والنشاط العلمي لأعضاء هيئة التدريس تحت إشراف رئاسة القسم؛ للتعريف بهما.

- جهل الجامعات الأوروبية والأمريكية الموصى بها من قبل مقام وزارة التعليم العالي ببرنامج تطوير المهارات اللغوية والعلمية الذي تقرره الجامعة السعودية لمن يحمل درجة الدكتوراه من الداخل أو جامعة عربية وتنادي بالأخذ به للتمتع بفرصته للدراسة في هذه الجامعات مثل نظرائه الحاصلين على درجة الدكتوراه من الخارج. فما أجمل أن ُتعرّف الجامعة السعودية بهذا البرنامج للجامعات في أوروبا وأمريكا.

- غياب توصيف محدد لمحتوى برنامج تطوير المهارات اللغوية والعلمية، فحسب اطلاعي على برامج بعض الزملاء لحظت أن كل واحد له توصيف محدد. فما أجمل أن تتولى الجامعة السعودية وضع الخطوط الرئيسة لمحتوى هذا البرنامج ومطالبة كل من يرغب في الاستفادة منه بعمل برنامجه على ضوئها.

- ما زالت المخاطبات الورقية للجامعة هي السائدة على المخاطبات الإلكترونية وهذا قد يتسبب في تأخر وصولها للمستفيدين منها أو ضياعها. فما أجمل أن يتم تغليب المخاطبات الإلكترونية ولا سيما بين أعضاء هيئة التدريس ومن هو على شاكلتهم فالروابط الإلكترونية لهم معروفة لدى وكالات الجامعة السعودية وعماداتها وإداراتها.

- قِدم الأوراق التي تعلّق على اللوحات الإعلانية في ممرات الكلية والأقسام العلمية أو وضعها بصورة غير منظمة مما يشوّه منظر الممر أو يفقد هذه اللوحات جاذبيتها. فما أجمل أن يكلّف موظف إداري مسؤول عن تعليق الأوراق الجديدة ووضعها بصورة مناسبة ومتابعة إزالتها بعد نهاية مدتها.

- تدني الاهتمام بحقوق طالب الجامعة السعودية؛ إذ يأخذ الاهتمام الفعلي بهذه الحقوق على شكل مكتب صغير يقوم على إدارته موظف إداري يجهل أصول التعامل السليم مع طالب هذه المرحلة؛ وذلك وفق نتائج بحث علمي قمت به على مستوى الجامعات السعودية.

- المناظر القبيحة لمكاتب أعضاء هيئة التدريس والتي أقرب وصف لها بغرف عمال محطة بنزين، حيث تكدس أعضاء هيئة التدريس بكل غرفة فضلاً عن مخلفات العمل القديمة وهذه الحال قد تتسبب في تدني مستوى الرضا الوظيفي لديهم.

(*) أستاذ مشارك - كلية المعلمين - جامعة الملك سعود


drmusaedmainooh@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد