Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/12/2009 G Issue 13593
الاربعاء 29 ذو الحجة 1430   العدد  13593
مطر الكلمات
سلطان.. الفرح السعودي الكبير
سمر المقرن

 

نعيش في مملكتنا الحبيبة هذه الأيام فرح ليس كالأفراح وعرس ليس كسائر الأعراس، إنها أيام عودة ولي عهدنا المحبوب الأمير سلطان بن عبدالعزيز، هذا الرجل الذي تلهج له قلوب السعوديين وغير السعوديون أن يسبع عليه ثوب الصحة والعافية, إننا في أيام عرس اجتمعت فيها القلوب وقد جمعتها المحبة والوفاء والصفاء, قلوب تحب سلطان الخير وتتمنى له الخير. كيف لا وهو رجل النخوة والكرم الحاتمي وفزعة العربي الأصيل وصاحب الأيادي البيضاء على المساكين والفقراء والمرضى وأبو اليتامى ووين الأرامل, مؤسسات صحية وضعها لرعاية المرضى وعلاجهم فقراء أعوزتهم الحاجة وضنك العيش فمد يده لهم وأغناهم وأنهى معاناتهم, وأناس كثير لا يمكن حصرهم له أفضال عليهم لا ينكرها إلا جاحد للمعروف. سلطان لا يستطيع إلا أن يكون كريماً سخياً لأن نفسه كريمة سخية فالكرم جبلة إنسانية ولا يمكن اكتسابها أو تصنعها أو تمثيلها, هذه الشخصية لم يملك معها أبناء الشعب السعودي إلا أن يحبوها, حتى إن الطريق إلى مطار الملك خالد أغلق من شدة الزحام لكثرة الناس الذين ذهبوا لاستقباله ليلة وصوله من المغرب إنه الحب الصادق الذي لا يستطيع الناس مقاومته في قلوبهم, كان الجميع سيعذره لو انصرف مباشرة إلى بيته لكن كرمه العاطفي منعه برغم التعب والإرهاق وطول مدة الرحلة فوقف يسلم على الناس ممن جاء ليسلم عليه ويهنئه بسلامة الوصول, كان حفلاً كبيراً لكن أعظم ما فيه في تلك الليلة هو لقاء الرجلين العظيمين: ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه سلطان بن عبد العزيز ذلك اللقاء الذي ذرفت له دموعنا ونحن نسمع سلطان الخير يطلب من الملك أن يسمح له بتقبيل يده والملك يرفض ثم يقبلان بعضهما البعض في شوق عارم بعد لوعة الغياب في مشهد من أسمى وأروع صور المحبة, صور المحبة هذه ملأت نفسي بالأمان والشعور أن بلادنا بخير ما دام أن حكامها هم هؤلاء العظماء, أبناء العظيم الذي وحد أرجاء هذا الوطن الغالي وتركه بعد رحيله لهؤلاء الرجال الملك عبد الله وإخوانه سلطان ونايف وسلمان.

لم يكتف سلطان بملء قلوبنا بمحبته في ليلة قدومه والذي توقعنا أنه يحتاج للراحة بعدها حتى رأيناه في ثاني يوم وهو يزور الجرحى من قواتنا المسلحة والذين أصيبوا في المعارك مع الحوثيين المتسللين لنرى التواضع والسماحة والندى من جديد وهو بتواضع يذكرني بأخلاق (الفاروق) عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قام يقبل رؤوس أبناءه الجرحى ويتفقد أحوالهم ويقضي حوائجهم, كان ذلك المشهد تاريخي لا يمكن لنا أن ننساه، بل إنه طبع صورة لن تفارقنا جميعاً، لنظل نلهث بملء قلوبنا الصادقة أن يمده الله -عز وجل- بوافر الصحة والعافية، وأن يطيل لنا بعمره ليظل بيننا يزرع على أرض هذا الوطن حباً وعطفاً.. هذا هو سلطان بن عبد العزيز رمز الخير والجود والوفاء وعملة نادرة الوجود ورجل ملك قلوب الناس صغيرهم وكبيرهم.

www.salmogren.com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد