Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/12/2009 G Issue 13593
الاربعاء 29 ذو الحجة 1430   العدد  13593
ذلك الحفل البهيج: حفل سلطان – سلمان

 

لقد كان حفلاً متدفقاً بالوفاء والحب والتلاحم بين القيادة والمواطن.. كان احتفاء صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير الجليل نايف بن عبدالعزيز بأخيه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير المحبوب (سلطان بن عبدالعزيز) على عودته سالماً معافى بحمد الله إلى أرض الوطن احتفاء مبهجاً يجسد معاني الحب والوفاء والأخوة (بسلطان وسلمان).. ذلك اللقاء الذي تم في الصالة الخضراء بمجمع الألعاب الرياضية. ضم جموعاً غفيرة من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وأطيافاً مختلفة من المجتمع السعودي جاؤوا من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ليشاهدوا ويصافحوا ويسلِّموا على محبوبهم (سلطان) ومحبوبهم (سلمان) ويروهما رأي العين بعد غياب دام أكثر من عام.. كانت الفرحة غامرة كل المكان.. ولقد امتلأت الشوارع المحيطة بالمجمع بجموع المواطنين ولا سيما الشباب، وجموعاً من النساء مرحبين بقدوم سموه..

إن هذا اللقاء يتيح للمفكر والمتأمل مدى تلاحم هذه الجموع وانصهارها وتفاعلها مع الحدث الذي جمعها على حب القيادة.. ذلك المكان الذي عبق بأسمى تجليات الوحدة الوطنية.. ممثلة في الشباب والشيوخ، الأمراء، والعلماء، والمواطنين وكبار الموظفين، والمسؤولين، لا فرق بينهم.. جموع غفيرة من أمراء المناطق، وشيوخ القبائل ورجال الأعمال ومواطنين من مختلف مناطق المملكة.. مما جعل المكان مكتظاً ومليئاً بكل ما هو سعودي.

لقد تشرفت بحضور هذا الحفل بمعية سعادة وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق الدكتور أحمد بن محمد السناني، وشعرت بسرور غامر وفرحة مثلى للالتقاء برموز هذه البلاد الغالية والسلام عليهم، وتجلّت مظاهر الفرح في أحلى صورها.. حيث كانت الابتسامة تكتسي المكان.. ونشوة الفرح بيننا تزدان..

لقد كان الحفل في غاية التنظيم والترتيب والنظام، وكان البرنامج مناسبا للوقت المتاح، فبعد آيات من الذكر الحكيم، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز راعي الحفل كلمة ضافية شاملة لمعاني الحب والإخاء ورحب بسمو الأمير سلطان وبسمو الأمير سلمان على وفائه العظيم ومرافقته لأخيه سلطان مدة علاجه، كما تطرق سموه لما تم إنجازه من النواحي الاقتصادية، والسياسية، والأمنية والثقافية والتعليمية، ومراحل التعليم العالي والدعم الكبير الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأبناء المملكة على المستويات العلمية والثقافية، سواء من حيث الابتعاث أو الجامعات المحلية.

ونّوه سمو سيدي الأمير نايف بالمخاطر التي تحيط بالمملكة وما تواجهه من ظروف سياسية (إرهابية) و(حدودية) في الجنوب، وما يتعرض له بعض أبناء هذه البلاد من تغرير واستهداف.

وأكد سموه أن هذه البلاد ستبقى شامخة سائرة على النهج القويم، والدعوة إلى الله، وإلى هدي رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسوف تبقى آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر.

وكان للشعر حضور جميل ورائع المقفى منه والنبطي الذي تردده أصوات الجماهير احتفاء بسمو سيدي سلطان وكانت رقصة العرضة (النجدية) التعبير الأمثل الذي ضم صفوفاً من أصحاب السمو الملكي الأمراء يتناغم مع نداء رقصة الحرب التاريخية الأسطورية.

إن هذا اللقاء الجميل يجسد (ديمقراطية سعودية) من نوع مختلف فلا فرق فيه بين أبناء هذه البلاد.. المكان متاح للجميع.. ففي ذات الوقت الذي تصافح فيه عزيزاً عليك لم تره منذ مدة طويلة يفاجئك آخر، بابتسامة جذلى تذكرك به عندما كنت طالباً تدرس وإياه في مقاعد الغربة.. جمعتنا بالكثير هذه الصالة المباركة، جمعنا سلطان وسلمان، وصاحب الدعوة والاحتفاء سمو الأمير نايف حفظهم الله جميعاً.

ولقد صدق الشاعر عبدالرحمن العشماوي في كلمة أخيرة في قصيدته عندما قال (إخوان).. أي نحن إخوان.. والله نحن إخوان في هذه البلاد.. فمنذ أن عاد الأمير سلطان سالماً معافى والفرحة غامرة البلاد في جميع مناطقها ومحافظاتها ومراكزها، ومدنها.. ذلك الأب الحنون ذلك (الباسم الحاسم) أمد الله في عمره وعافاه وشفاه إنه جواد كريم..

وتبقى المملكة العربية السعودية أنموذجاً يحتذى به في العلاقة بين الحاكم والمحكوم بين القيادة والمواطن.. يصعب أن تجد له نظيراً منذ أيام المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والحمد لله رب العالمين.

د. عبدالمحسن بن محمد الرشود
* مستشار وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق.



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد