Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/12/2009 G Issue 13593
الاربعاء 29 ذو الحجة 1430   العدد  13593
أمير البسمة
د. إبراهيم بن أحمد الضبيب

 

أجزم بالقول إنه لا يمكن أن تشاهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في أي محفل اجتماعي إلا وتجده مبتسماً، وذلك تأكيداً لمنطوق الحديث الشريف: (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة) حتى أصبح ديدن سموه الابتسامة والتفاؤل بعزة الوطن وأهله، فسخاؤه بالابتسامة يتسابق مع سخاء يده الكريمة حتى أُطلق عليه سلطان الخير لما له من أيادٍ بيضاء على المشاريع الحكومية والخيرية.. فقلّ أن تجد مشروعاً خيّراً في هذا الوطن دون أن يكون لسموه الكريم بصمة ناصعة عليه.. سواء بدعم مادي أو كلمة للحثّ على الخير.. خصوصاً فئة الأيتام والمعاقين، نعم إنه سلطان بن عبدالعزيز الذي أمضى أكثر من ستين سنة خدمة لهذا البلد.. أميراً ووزيراً وولياً للعهد.. كل تلك المناصب رصعت تاريخه بأنقى الألماس.. وأصبح له محبة عند المواطنين يشهد عليها من تسمَّر أمام شاشات التلفاز.. ومن تصفح المواقع الإلكترونية والصحف والمجلات لمتابعة عودته واستقباله.. فهذا الإجماع على محبته ميزانه واضح لمحبة الله سبحانه وتعالى.. فالعباد إذا أحبوا شخصاً لهجوا له بالدعاء الذي يرد القدر.. قال صلى الله عليه وسلم: (لا يرد القدر إلا الدعاء).. فالصدقة دواء -بإذن الله- قال صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقات).. فصدقات سموه سخّرها الله بإذنه لشفائه.. معتقداً سموه بعقيدة المؤمن أن المرض الذي يصيب المسلم هو تطهير له من كل ذنب -بإذن الله-.. نعم لقد سر واستبشر كل سعودي بشفائه، وما موقف سموه عند استقبال خادم الحرمين الشريفين له ولو لمرة واحدة أن يقبِّل أنف خادم الحرمين الشريفين.. وما تواضع الكبير للصغير بالإجابة إلا إشعار باللحمة بين أفراد الأسرة المالكة وتقدير صغيرهم لكبيرهم، وهي خصال إسلامية وعربية رسمها موحد هذا البلد عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله رحمة واسعة- وانعكست هذه اللحمة على حب المواطن لولاة أمره وحب ولاة الأمر للمواطنين.. فلا أروع من تواضع سموه عندما قبَّل رؤوس المصابين من جنودنا البواسل عند زيارته -رعاه الله- لهم بالمستشفى فهي وسام على صدر كل مواطن.. وقد توّج ذلك بأمر سموه بصرف مبالغ مجزية لشهداء الواجب وأبنائهم ممن استشهدوا عند الدفاع عن حدودنا الجنوبية.. لذا فإن خصال الأمير سلطان بن عبدالعزيز من بسمة وسخاء وحسن خلق وتواضع هي خصال فطرية لا يمكن أن يتصنّعها أو يدرسها أي شخص فهي خصال لا تأتي بتعلُّم بل يهبها الله لمن يشاء.. بارك الله لنا في سلامته.. وأمد الله في عمره بالطاعة والصحة والعافية.



drdhobaib@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد