Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/12/2009 G Issue 13593
الاربعاء 29 ذو الحجة 1430   العدد  13593
عاد سلطان وعادت معه الافراح والآمال
مي عبدالعزيز عبدالله السديري

 

لقد عاد المحبوب إلى أحبابه وعادت معه الآمال والأفراح، وعاد ابن البلد إلى بلده، عاد الصقر إلى قمة جبله وعاد الأسد إلى عرينه وعاد أبو الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمقعدين إلى ميدانه، عاد الوالد الحنون إلى أبنائه الأعزاء وعاد سلطان إلى سلطانه ليعاود عطاءه لمن أحب وكرّس حياته لهم ويستأنف مهماته ومسؤولياته التي كلفه بها خادم الحرمين الشريفين تجاه دينه ووطنه وأمته.

لقد ابتهجت السماء والأرض بقدومك يا صاحب السمو الملكي وزغردت الجوانح والمهج فرحاً بعودتكم وتبسمت الأرواح برؤية وجهك وابتهلت القلوب إلى الله العلي القدير سائلة دوام الصحة والعافية لك يا والدنا الحبيب.

اسمح لي يا سيدي أن أقول لسمكوك الكريم إن المملكة قد لبست ثوبها القشيب لاستقبالك وإن المواطنين والمقيمين يشكرون الله على عودتك بصحة وعافية من رحلتك العلاجية التي تكللت بالنجاح بعد أن أكرمنا الله بشفائك، فالحمد لله والشكر له على ما أعطى سموك وأعطانا، لقد سعدنا جميعاً يا سيدي شيباً وشباباً بعودتكم التي انتظرناها بقلوب داعية لك بالخير وعلى رأسنا سيدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين.

يا سيدي إن عودتك إلى أهلك وأخوانك وشعبك بكامل الصحة والعافية قد أسعدت كل مواطن وتركت البسمة على كل الوجوه، وبهذه المناسبة فإني أتقدم بالتهنئة إلى سيدي خادم الرمين الشريفين وإلى صاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير نايف وإلى صاحب السمو الملكي الوالد أميرنا المحبوب سلمان وإلى الأسرة الملكية كل باسمه وإلى الشعب السعودي الذي أحبك وأحببته.

لا أكتم سراً يا سيدي إن قلت إن قلوبنا جميعاً كانت وجِلة خلال غيابك عنا، وكانت كلها تدعو لك بالعودة والحمد لله لقد استجاب الله لهذه القلوب التي سكنت بها، وسكنت في قلبك فهنيئاً لنا بهذا الحب المتبادل بيننا وبينك، لذلك الحب الذي نتبادله مع قائد فذ وسيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير نايف وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان أمير منطقة الرياض ومع أفراد الأسرة المالكة حفظكم الله جميعاً.

لقد أحببناك يا سيدي لمتابعتك سيرة المرحوم والدك جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه - لقد أحببناك لأنك وفيٌّ لما ينتظره شعبك منك، أحببناك لأننا عرفناك بأعمالك الخيرة وإنجازاتك التي شملت كافة الميادين، عرفناك بكرمك وجودك ورعايتك لأهلك وشعبك وقضاء حاجات المعوزين والفقراء، إن محبتنا لك ليست ناجمة عن خوف وإنما هي ثمرة وحصاد لما زرعت ولعطائك اللا محدود والدائم لرعايتك ولوطنك، وهي محبة صادرة من القلب وانعكاس لما تحمله في قلبك لنا من المحبة والخير، أحببناك وسنبقى نحبك لما لمسناه عند سموك من سياسة خلاقة، فقد جمعت في شخصك الكريم حكمة لقمان وفلسفة أرسطو ووسطية الإسلام، لقد أحببناك لشجاعتك وسماحتك ورعايتك وإنسانيتك ولحفظك للأمانة التي اختارك الله إليها.

ابتسامتك الدائمة التي لا تفارقك وبشاشة وجهك الكريم قد حببتنا بسموكم وإذا أحب الله عبداً حبَّب الخلق به وها نحن نرى أن الله أحبك فأحببناك، إن سموكم مثل الغيمة الماطرة التي لا ندري أين تنزل، ولكنها بأمر من الله تنزل وتحيي الأرض والناس ولا أعرف يا سيدي هل يأخذ السخاء من سموكم أم أنك تأخذ من السخاء، المهم أن سخاءك يشمل كافة شرائح المجتمع، هو عطاء وخدمات وقضاء حاجات المعوزين ومعالجة المرضى ورعاية الأبحاث في الجامعات، ويكفي أن وجودك في الحياة لنا هو الأمل والتفاؤل ورغم المسؤوليات الجسام التي تتحملها فإنك تجد الوقت الكافي لتلبية حاجات كل من يطرق بابك.

لقد تعودنا من العرب أن بعض الناس يقومون ببعض الأعمال ليشاهدها الآخرون وذلك للتباهي والتفاخر، وأما أنت يا صاحب السمو الملكي فإنك تفكر بالإنسان بكل نواحيه بما في ذلك تنمية العقل والجسد، وأكبر دليل على ذلك المشروع الخيري (مدينة سلطان الطبية) وهذا مالا نجده في أغلب الدول النامية، ولقد جعلتنا من الدول المتقدمة لأنك لا تفكر بالإنسان العادي فقط وإنما تفكر بالناس غير الطبيعيين، وهنا تتجلى عظمتك لأنك تفكر بجميع أبناء شعبك وكلهم عندك سواسية، إنك تفكر بالمقعدين وذوي الحاجات والحالات الخاصة وهذه هي الإنسانية بعينها، وأما إنجازاتك على مستوى الوطن الغالي فهي عديدة لا حصر لها، تسلمت وزارة الزراعة فأرسيت لها الأسس السليمة العلمية، وبعد ذلك تسلمت وزارة المواصلات فنقلتها من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي، ومن ثم تسلمت وزارة الدفاع فجعلتها درعاً للوطن، تذود عنه وتضحي من أجله بعد أن هيأت لها كافة أسباب القوة فكانت حصيلة جهودك المخلصة بناء دولة قوية منيعة عزيزة الجانب نعتز بها وبقيادتها الرشيدة.

ولا يفوتني أن أذكر معترفة بالجميل والمعروف مشروع مستشفى الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية الذي زُود بأحدث التقنيات الطبية بحيث يقدم بصورة نموذجية للمريض الذي يدخل إليه في حالة صعبة جداً ويخرج منه سليماً بكل معنى الكلمة، وإني أعرف أن المستشفيات الأخرى تهتم بالمرضى العاديين وأما هذا المستشفى فهو فريد من نوعه على مستوى العالم، ورغم أنني أكاديمية ولكن وجدت أنه لا بد لي أن أضرب مثالاً على حسن رعاية وأداء هذا المستشفى أن يعلمنا سيدي ولي العهد الأمين بواسطته كيف يكون العطاء بلا حدود، وكيف أن الإنسان يتخطى المصاعب وإني أعترف بالجميل وأشكر سيدي صاحب السمو الملكي على افتتاحه هذا المركز، فقد دخلت إلى هذا المستشفى وأنا لا أستطيع السير والحمد لله أولاً والشكر لسيدي الأمير سلطان فقد خرجت منه وأنا أمشي بشكل طبيعي، وأنا أدعو لسيدي بالصحة والعافية مع كل خطوة أخطوها، وكذلك الشكر لسيدتي صاحبة السمو الملكي الأميرة جوهرة بنت عبدالعزيز على اهتمامها الشخصي بالمرضى وهذا ما لمسته شخصياً، وبالطبع فإن هذا العطاء السخي لا يصدر إلا عن الأصالة التي أخذتها عن تربية والدها.

في المستشفى المذكور هناك 20 مركزاً للطوارئ والعمل مستمر في الوقت الحاضر على افتتاح 600 مركز إضافي بعد تجهيزها التجهيز المتقدم تقنياً وتأمين الكوادر اللازمة لذلك.ومن إنجازات صاحب السمو الملكي كلية الأمير سلطان للعلوم والخدمات الإسعافية المتخصصة بتوفير الكوادر الصحية اللازمة للمشروعات الصحية القائمة والمستقبلية، وذلك بتأهيل طلاب حاصلين على الشهادة الثانوية لمدة أربع سنوات وذلك بمعدل 500 طالب سنوياً، وقد أهداه سموه إلى جامعة الملك سعود، ويضاف إلى هذه الإنجازات السابقة التي تعهدها سيدي ولي العهد خدمات إسعاف الطائرة التي تتجه فوراً عند تلقيها الإبلاغ عن مصابين وتحضرهم إلى المستشفى وتقدم لهم الرعاية الطبية الكاملة حتى مغادرتهم بعد الشفاء، ولم يقتصر عطاء سيدي ولي العهد على المستوى المحلي الطبي والعلمي فقط، فقد رعى سموه الموسوعة العالمية إلى جانب موسوعات أخرى، وأمّن كرسياً ثقافياً في جامعة موسكو ليظهر الإسلام على حقيقته، كما أن لسموه مشاركة فاعلة في المهام الدولية وله حضوره المؤثر في المحافل الدوية حيث يمثل المملكة في تلك المحافل فهو خير ممثل للمملكة لأنه يعرف فنون السياسة معرفة تامة وله علاقات مميزة فهو المعلم والقائد والسفير.

وبهذه المناسبة أرى أن من واجبي أن أشير إلى سيدي أميرنا المحبوب سيد نجد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان أطال الله في عمره وأيده بتوفيقه ورضاه، فأنت يا سيدي مثل نجد وفيٌّ نقيٌّ، مثل نجد في مناخها، لا أدري هل علمت نجد الوفاء أم أن نجد قد تعلمت الوفاء من سموك، تركت كل أعمالك وأهلك لتبقى إلى جانب أخيك سيدي ولي العهد الأمين فكان وجودك إلى جانبه ومرافقتك له يمثل وجود نجد مع الأمير سلطان وهي حاضرة دائماً في قلبه، وهذا ليس بغريب عن سموكم.

وأخيراً أطبع قبلة المحبة والوفاء على رأسك وعلى كتفيك ويمينك ويسارك يا سيدي ولي عهدنا الأمين سائلة الله أن يديم عليك صحتك وأن يرعاك برعايته.. كيف لا.. وقد تربينا بأحضان محبتك لنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد