Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/12/2009 G Issue 13593
الاربعاء 29 ذو الحجة 1430   العدد  13593
أولويات السلطان.. (أهله) المقاتلون من أجل الوطن
شاكر سليمان شكوري

 

عندما يغترب الإنسان عن الوطن والأهل، لا تكاد قدماه تطأ أرضه عائداً حتى يستنشق بعمق عبير هواه.. عائدا إلى أقرب الأقربين - وهم أهله بالطبع - ليطمئن ويُطمئن أولاً. إلا أن الإنسان النبيل في شخص بقامة السلطان كان له رأي آخر في الأولويات وترتيب النسب حيث اختص جنوده الشجعان الأوفياء على الجبهة بأول إطلالة على إنسان الوطن، ووضعهم في بؤبؤ العين الحانية المعبرة عن أغلى عواطف الأب القائد تجاه أبنائه البررة، وأن لهم السبق على الأهل، لم تعتذر عنه النقاهة من مرض طال، ولا طغى عليه الحنين إلى خاصته بالنسب، إن هؤلاء المقاتلين الجرحى أبناؤه كما هم كل المواطنين وهم في هذا الموقف أولى بإطلالته الأولى حتى عن أبناء النسب.

ما أعظم الدرس.. وما ارفع القامة التي جعلته مثلاً للإنسانية كيف توشج القيادة القربى إلى هذا الحد غير المسبوق لكل مواطن وترسخ أولوية اهتمامها بالجنود المنافحين عن أرضه وإنسانه.

وقبلة الشكر التي أصر ان يطبعها على رأس كل المقاتلين على الجبهة الجنوبية الجرحى في المستشفى بالرياض - رغم حرجهم البالغ من قامة الصالح ومقامه - لهي أشرف وسام يتمناه كل مقاتل شريف من قائده والده، كما فعل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في زيارته لهم حاملا تحيات خادم الحرمين الشريفين وتمنياته لهم بالشفاء العاجل، إنها منهجية تسلسلت في هؤلاء القادة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهد عبدالله خادم الحرمين الشريفين الملك المطور - يحفظه الله - ويذكرني المشهد هذا بالملك الشهيد فيصل - طيب الله ثراه - حين كان يتأهب للسفر إلى الخارج في مهمة رسمية وطلبت منه زوجته أن يزور ابنته المريضة في مستشفى الطائف حيث كانت الأسرة آنذاك فاعتذر لها بأن الوقت الباقي على السفر لا يتسع لزيارة ابنتي لأنني إذا زرتها فعلي أن أزور كل المرضى في المستشفى.. لأنهم كلهم أبنائي ولهم علي ما لابنتي بالنسب. واكتفى بقوله: سلموا لي عليها - وسوف أتصل لأطمئن عليها في سفري إن شاء الله.

فهنيئاً لنا بوطن كلنا أبناء لقادته وإن لم يكن على وجه النسب فعلى وجه العطاء والالتزام، وتقدر لنا الأعمال الإيجابية خاصة في حماية الوطن.

وهنيئاً لقادة لهم في قلوب مواطنيهم جميعاً هذه المنزلة الرفيعة المثلى التي يندر مثلها في أرقى البلاد والشعوب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد