Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/12/2009 G Issue 13604
الأحد 10 محرم 1431   العدد  13604
ممر
لا تنس الاحتفاء بيوم ميلادك!
ناصر الصرامي

 

اسـتقر وفـد سعودي في أحد الفنادق الكبرى، ومن عادته الاحتفاء بعيد ميلاد ضيوفه خلال فترة إقامتهم، لكن مدير خدمة الضيوف وجد أن تواريخ الميلاد لأكثر من نصف أعضاء الوفد الكبير متقاربة، إن لم تكن متوافقة، مما يعني تكلفة مالية عالية، لذا توجه إلى منسق الوفد للاعتذار.

عبر المدير عن حرجه بسبب تعذر إمكانية الاحتفاء بأكثر من نصف الوفد، عندها دخل المنسق في موجة ضحك هستيرية، قبل أن يبدأ في توضيح كيف توضع تواريخ الميلاد، دون شهادة ميلاد موثقة وحيث التواريخ نتيجة التخمين، ومقابل التاريخ الهجري المختار، يوضع ما يقابله من الميلادي، ثم أخبره أنه لم تكن من (العادات) المتعارف عليها سابقا - الاحتفال بأعياد الميلاد الشخصية. لم يفهم المدير لكنه ارتاح من واجبه.

حين تسأل الجيل الأكبر عن أعمارهم تبدأ في الغالب عملية حسابية من الذكريات للوصول إلى التقدير الأقرب، أو الأصغر!. وهذا أمر عائد طبعا إلى فترة مبكرة حين حدثت الأشياء والتنمية الأولى بسرعة، بحيث يقدم كل شخص لعمره وأعمار عائلته حسب الحاجة أو التوقعات عند التقدم لطلب أوراق رسمية.

قبل أيام دعاني صديق إلى عشاء، ثم وجدت احتفاء خاصا، عرفت فيما بعد أنه مخصص لذكرى ميلادي المجيد!، عادة لا أحرص عليها كثيرا، ولكني جربتها في مناسبات مختلفة، وأتذكر في سنة أنني احتفلت عبثيا، بذكرى ميلادي طبقا للتاريخ الهجري، وآخر للميلادي المدون على الجواز، وثالث طبقا للتاريخ الحقيقي. والأخير يقترب من أيام أعياد الميلاد التي يحتفل فيها العالم بمولد المسيح، ونهاية عام.

تذكر يوم ميلادك الخاص والاحتفاء به على وليمة عشاء، أو جلسة أصدقاء، هي تجربة مثرية، هي أقرب إلى تجميد افتراضي للزمن، ومحاولة معرفة كيف (نسبح) فيه وهمومه وشجونه، دون أن تتذكر أنفسنا أحيانا ونحن نسافر في زمننا الخاص ومعه.

تاريخ ميلادنا الخاص فاصل مهم نعيد النظر فيه للأشياء من حولنا، كوعود قطعناها ثم أهملناها، وأصدقاء مروا من حولنا وذهبوا، والأقربون الذين نبتعد عنهم، ولنتذكر مجمل رحلتنا حين خرجنا إلى هذا الأرض نصرخ، ولا نزال نصرخ بأصوات ترتفع لتعلن جهلنا، أو أوهامنا.

تاريخ الميلاد الشخصي يمنحنا فرصة لمراجعة شريط خاص بين النجاحات والإخفاقات، ويجدد تغذية أنفسنا بطاقة إيجابية تجعلنا أقل جاذبية للتيه في وقت يمر سريعا جدا.

لذا احرصوا على تذكر تاريخ ميلادكم ولو على جلسة شاي خال من السكر، عندها قد تشعرون بطعم مختلف للزمن!.

كل عام وأنتم بخير،،




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد