من خلال (الإنترنت) وبالتحديد من موقع الزميل فؤاد المشيخص، وعبر تجميعه لأهم ما ينشر في الصحف السعودية التي يجمعها تحت مسمى (المؤشر الإعلامي) أتابع النشاط المكثف والرائع لمثقفي القطيف، فهؤلاء الرائعون يقومون بدور تنويري وتثقيفي يعجز عن القيام به أفضل الأندية الأدبية والثقافية التي نشرتها وزارة الثقافة والإعلام وتقدم لها الميزانيات والأموال، في حين ما يقوم به مثقفو القطيف تطوعاً، يدفعهم حبهم لوطنهم ولمنطقتهم ولخدمة الثقافة.

كثيرة هي الندوات والمحاضرات التي تعقد في القطيف ويحضرها جمهور متعطش للثقافة ومحب لها، وتنشر ما يدور في تلك الندوات على مواقع متخصصة يتابعها عشرات الآلاف من المهتمين من خلال الدخول إلى تلك المواقع.

آخر إسهامات مثقفي القطيف المعرض الفني الذي أقيم لـ60 فناناً وفنانة من المنطقة الشرقية متبرعين بأعمالهم للمتضررين من سيول جدة.

المعرض الخيري الذي أقيم بمبادرة من المثقفين في المنطقة واحتضنه مركز التنمية الاجتماعية في القطيف جمعت فيه لوحات للفن التشكيلي والخط العربي والتصوير الضوئي وعرض من خلاله الستون فناناً 200 عملاً فنياً تزامن افتتاحه مع بدء حملة التبرع بالدم للمتضررين من سيول جدة.

المعرض الفني حمل اسماً فنياً رائعاً يظهر مدى ترابط وتماسك أهل الحكمة إذ حمل المعرض عنوان: (وقفة بين ساحلين) والمعنى هنا واضح ودلالته ومضامينه تجسد وطنية الساحل الشرقي تجاه ما أصاب إخوانهم في الساحل الغربي.

هذه الوقفة الإنسانية الرائعة من فنانين يستشعرون آلام مجتمعهم السعودي، والذين تبرعوا بريع أعمالهم ليذهب ريعها إلى المتضررين حيث سيقوم مركز التنمية الاجتماعية بتحويل قيمة اللوحات إلى شراء مواد عينية وترسل إلى المتضررين من سيول جدة.

مبادرة وطنية إنسانية ثقافية يسبق بها مثقفو وفنانو القطيف الآخرين الذين اكتفوا بالعواطف دون أن يترجموها إلى فعل كما فعل أهل القطيف الذين أرسلوا دماءهم إلى جدة.. وشاركوا المتضررين من السيول بمعرض خصص ريعه لمساعدة المحتاجين.

أهل القطيف علقوا الجرس، فمن يقرع الجرس ويتابع فعل الخير الذي انطلق من الساحل الشرقي ليعبر إلى الساحل الغربي.