الرسائل النصية القصيرة (SMS) هي خدمة تتيح لمشتركي الهواتف المتنقلة إرسال واستقبال الرسائل مكتوبة عوضا عن المحادثة الهاتفية، وهي خدمة مفيدة جدا لمن يحسن استخدامها الاستخدام الأمثل، إلا أنه للأسف الشديد لدينا فئة من الناس تسيء استخدامها من خلال إزعاج الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم.

الأسبوع الماضي أطلقت إحدى شركات الهاتف المتنقل حملة إعلانية بأن الرسائل متاحة لمشتركيها بالمجان، وما أن عرف بها بعض المشتركين إلا وبدأت الرسائل تنهال بشكل غير مقبول ومزعج، تتجاوز حدود الأدب وتقتحم خصوصية المشتركين. فقد تفاجأ الكثير بمن يتعدى على خصوصيتهم من خلال إرسال رسائل وبشكل مستمر بدون مراعاة للوقت أو الذوق العام في نوعية الرسائل المرسلة، فالرسائل تصل في الصباح والمساء وحتى في وقت النوم.

لست متخصصا بعلم النفس أو علم الاجتماع، ولكن ذلك السلوك يؤكد أن لدينا مشكلة في الوعي في الاستفادة من العديد من وسائل التقنية الحديثة وبدلا من أن نحمد الله على أن أنعم بها علينا فنحن نسيء استخدامها، وما يؤكد ذلك نوعية الرسائل التي تم تبادلها ولعلي هنا أذكر رسالة وصلتني الساعة الواحدة والنصف صباحا والمرسل طبعا للأسف من المعارف ونص الرسالة (اتشو، اتشو، الحمد لله تراني عطست)!!، هذا مثال لإحدى تلك الرسائل التي أقل ما توصف بأنها (تافهة) ولا تحمل أي معنى، وغيرها الكثير الكثير. فالواجب أن يدرك من يرسل مثل تلك الرسائل أن هناك أشخاصاً لديهم خصوصية يجب احترامها، فقد تصل مثل تلك الرسائل لأشخاص وهم مرافقون لمرضى، أو في عزاء، أو في مسجد أو في عمل وهكذا.

هناك من لا يستطيع إقفال هاتفه المتنقل للهروب من تلك الرسائل، إما بسبب ما يتطلبه عمله أو لحاجته أن يبقى في وضع طوارئ واستقباله لمثل تلك الرسائل يمثل مصدر إزعاج وتعدٍ على الخصوصية حتى وإن كانت من أحد معارفه.

في الختام، شكر النعمة هو الواجب علينا وليس نكرانها بإساءة استخدامها بحجة أنها (مجانية).