Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/12/2009 G Issue 13604
الأحد 10 محرم 1431   العدد  13604
ميزانية هذا العام والنفط القادم
أ.د.عبدالله بن عبدالعزيز الموسى

 

من المبشرات مع مطلع هذا العام الهجري الجديد إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ميزانية هذا العام 1431-1432هـ، (2010م)، وقد تحدث -حفظه الله- عن الميزانية حيث قال: إنه رُوعي في إعداد هذه الميزانية حاجات اقتصادنا الوطني مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الدولية، حيث حرصنا أن تكون هذه الميزانية استمراراً لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة في بلادنا الغالية، على الرغم من الظروف الاقتصادية الدولية التي أدت إلى انخفاض أسعار البترول وكميات تصديره، وذلك بمواصلة توجيه الموارد للإنفاق على الجوانب الأكثر دعماً للنمو الاقتصادي وللتنمية وتعزيز جاذبية اقتصادنا الوطني للاستثمار، وتوفير مزيد من فرص العمل للمواطنين من خلال التركيز على قطاعات التنمية البشرية والبنية الأساسية والخدمات الاجتماعية.وقد جاءت ميزانية الدولة لتساهم في زيادة النمو الاقتصادي بمفهومه الشامل المادي والفكري، وإقامة البنية الأساسية وصيانتها، وتوسيع الخدمات العامة وتطويرها كجزء من متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. كذلك جاءت الميزانية لتساهم في دعم كافة قطاعات الدولة، ولتركز على المشاريع التنموية التي تؤدي إلى استمرارية النمو ورفع الطاقة الاستيعابية للاقتصاد وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، وتم توزيع الاعتمادات المالية بشكل يركز على قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.وقد بلغ ما تم تخصيصه لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة حوالي (137.600.000.000) مائة وسبعة وثلاثين ملياراً وستمائة مليون ريال، ويمثل أكثر من (25) بالمائة من النفقات المعتمدة للعام المالي القادم، وبزيادة نسبتها (13)% عما تم تخصيصه بميزانية العام المالي الحالي 1430-1431هـ.

ولغرض توفير البيئة المناسبة للتعليم وزيادة الطاقة الاستيعابية للجامعات والكليات المتخصصة تضمنت الميزانية اعتمادات للجامعات الأربع الجديدة في (الدمام، والخرج، وشقراء، والمجمعة) تزيد على (3.000.000.000) ثلاثة مليارات ريال، وكذلك استكمال إنشاء المدن والمستشفيات الجامعية في عدد من الجامعات تبلغ تكاليفها (28.700.000.000) ثمانية وعشرين ملياراً وسبعمائة مليون ريال.وتم البدء في تنفيذ جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الملك سعود للعلوم الصحية وفروعها.

كما يجري حالياً تنفيذ مساكن أعضاء هيئة التدريس بالجامعات بتكاليف تبلغ (6.500.000.000) ستة مليارات وخمسمائة مليون ريال.وبشائر الخير التي هلت مع هذه الميزانية هو الدعم اللامحدود للتعليم العالي لإعداد التنمية البشرية لتواكب التطورات التي تعيشها المملكة، ومن المسلم به أن نجاح المؤسسات يعتمد على القوى العاملة التي تنهض بها، فالتنمية البشرية حسب ما يعرفها المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة هي عملية تنمية المهارات والمعارف والقدرات والاتجاهات للأفراد، وهذا لا يتحقق إلا بالتعليم. وتجسيداً لهذا المفهوم فقد ركزت الدولة -حفظها الله- في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار الواعد في أبناء الوطن، وإذا كانت الموارد المادية تنضب ومن أهمها (النفط) فإن الأجيال لا تنضب مادامت الحياة، فالمبتعثون المسلحون بالعلم والمهارة والثقافة هم (النفط القادم).

ووزارة التعليم العالي وهي تقدر هذا الدعم الكبير لقطاع التعليم وتستشعر المسؤولية المناطة بها من الحكومة الرشيدة، فقد أعدت الخطط المناسبة لاستكمال بل وزيادة معدل النمو في مسيرة التعليم العالي بالمملكة واستكمال التطورات النوعية والعددية في مؤسساته، وتوسيع قاعدته لمواكبة متغيرات العصر الحديث وما حققته البشرية في مجال التعليم والتكنولوجيا.وفي الختام فإن التوجيهات التي ختم بها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كلمته في إعلان الميزانية لهذا العام لهي منطلقنا وهدفنا -بحول الله تعالى وتوفيقه- وهي ختام مسك لكلمتي هذه حيث أكد - حفظه الله- أن الميزانية -ولله الحمد- فيها الخير وفيها البركة -إن شاء الله- المهم عليكم إخواني إتمامها بجد وإخلاص والسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها.

وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد