Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/12/2009 G Issue 13604
الأحد 10 محرم 1431   العدد  13604
هذرلوجيا
البوكر
سليمان الفليح

 

من شيم (الخليج) وأخلاقه المتوارثة أن يبقى ممتناً لمن أسدى له جميلاً في بدء نهضته التعليمية والعمرانية، بل وينحني إجلالاً لمن علّمه أبجديات (التحضر)!! ولكن (بعض) من علّمه تلك الأبجديات يريد أن يبقى الخليج (منحنياً) حتى يتقوس ظهره لكيلا يستطيع مواصلة السير في ركب الحياة. والحديث هنا لا يشمل بالطبع أولئك المخلصين لرسالتهم الإنسانية سواء في الخليج أو في غيره، بل يقتصر على بعض من بأنفسهم مرض حتى لو لم تطأ أقدامهم أرض الخليج، وبعض الأنانيين الذين يرفعون المقولة المهترئة (من علمني حرفاً كنت له عبداً)، مما يجعلنا هنا نشكر السيد (أنتر بن نت) الذي حرر البشرية من هذا الاستعباد السرمدي، وخصيصاً لمن يعتقدون أن هذا العبد عليه أن يبقى عبداً بل وصغيراً أيضاً لا يحق له التحرر والنمو أمام ذلك المعلم الفظّ حتى لو شاخ أو أصابه الخرف أو تجاوزه الزمان. بالطبع قد يتساءل القارئ هنا، وما مدعاة كل هذا القول؟! ولذا نختصر التساؤل نقول و(عمر القارئين) يطول: حقيقة لقد (تخرّمت) آذاننا - نحن جيل النهضة في المنطقة لكثر ما سمعنا هذه (المنّة) حتى لو تجاوزنا ثقافياً وعلمياً أساتذتنا الكرام الأولين، فهم ما أن رأونا ننافسهم في المحافل الثقافية والأدبية حتى شهروا بأوجهنا سيفاً جديداً يميزهم عنا، ألا وهو حكاية (المركز والأطراف)، أي اعتبروا أنفسهم هم المركز ونحن الأطراف(!!). ومع أن بعض مثقفينا قد قنع وخنع لهذه المقولة إلا أن بعض من (شدّوا) ظهورهم واستقاموا من طيلة الانحناء وألقوا إلى الريح قناع العبودية المقيت قالوا: بل العكس تماماً، فهم الأطراف ونحن المركز، إذا كان الأمر يتعلق باللغة والأصل والدين (إذا ما كانت المسألة تتعلق بالحضارة الإسلامية مثلاً وهي بيت القصيد وذلك لأن رسالة الإسلام نزلت في الجزيرة العربية وحملها أهل الجزيرة إلى الأطراف بلغتهم العربية وانتشرت في عواصم (المركز) لتشكل حضارة إسلامية منبعها الجزيرة العربية التي أصبحت (طرفاً) الآن بمفهومهم (الأعوج)). أما إذا كانوا يتحدثون عن حضارات أخرى تأثرت وأثرت بهذه الحضارة عبر تماسها بعواصمهم، فلم لا يحييون لغات تلك الحضارات البائدة لتكون وعاءً لأطروحاتهم المعتسفة (الغريبة الجديدة) - أي المركز والأطراف - والتي جعلوا منها سيفاً - كما قلنا - ليبقى مشهراً فوق رؤوسنا لتبقى قاماتنا محنية وجباهنا خاضعة لمشيئة (المعلم - السيد) وإلى الأبد. رغم كل ما حققناه من إنجازات حضارية تخطت - كثيراً - مراكزهم المفترضة.

يبقى القول أن كل ما قلناه آنفاً هو بسبب اللغط واللعب والشللية والأستذة المقيتة التي هيمنت على فرز المتقدمين لجائزة البوكر للرواية العربية والتي شاركت فيها كوكبة (مضيئة) من الروائيين السعوديين أمثال الزميلة أميمة الخميس والزميل عبده خال والزميل عبدالله بخيت والذين أوصلتهم لجنة الجائزة إلى مرحلة الـ(12) لمجرد (ذر الرماد في العيون ليس إلا) مع أننا كنا ندرك (هنا) أن الأسماء المصاحبة لهم هي التي ستحظى بالفوز من منطلق (إقليمي) يتعلق بما تناولناه في هذه المقالة، وأخيراً حينما أعلنت الأسماء الـ(6) التي ستختار اللجنة منها روائياً واحداً فقط للحصول على جائزة البوكر بدأت الأبواق الدعائية - الثقافية - للأسف، تطنطن باسمين من منطلق (شللي وإقليمي) أحدهما رفضت ترشيحه ناقدة عربية (مركزية) لأنه ذكر فقط في روايته اسم زعيم خليجي راحل - بالخير - أسهم في بناء ما هدمته الحرب في وطنه(!!) أما سبب رفضها للآخر فلأن روايته هي طبق الأصل عن رواية أمريكية قديمة، وهي محقة مع الثاني.

أخيراً اسمحوا لنا أن نقول وبالفم المليان ما أقل حظ (عبدونا) مع حظ (عبدوهم) لأن عبدوهم سيحصل على البوكر (أو الجوكر) وما علينا سوى (توزيع الورق!!) وكعادتنا دوماً(!!).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد