Al Jazirah NewsPaper Friday  08/01/2010 G Issue 13616
الجمعة 22 محرم 1431   العدد  13616
 
تفاصيل أخرى عن مسامرة محمود عباس مع رؤساء التحرير:
نحن من يصرف على أهل غزة و85 % من ميزانية السلطة لتأمين احتياجاتهم والمبادرة العربية يجب أن يفعّلها العرب والمسلمون

 

في زيارته الأخيرة للمملكة التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رؤساء تحرير الصحف السعودية، حيث تحدث عن العملية السياسية التي أصبحت الوسيلة المتاحة الآن لانتزاع الحقوق الفلسطينية. وأوضح أن العملية السياسية المتوقفة الآن كانت قد نشطت بالطلب من الوفد الفلسطيني تحديد الأرض الفلسطينية التي سيجري التفاوض عليها، وقد كان ردنا أن أرضنا الفلسطينية هي كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل: الضفة الغربية، البحر الميت، قطاع غزة، وقبل ذلك القدس، إلا أن المفاوضات التي تمت مع الجانب الإسرائيلي وبمشاركة وسطاء دوليين ومن أهمهم الولايات المتحدة الأمريكية استثنت مسألة القدس وتركت لمفاوضات المرحلة النهائية.

وعن المصالحة الفلسطينية والمحاولات التي تبذل للم شمل البيت الفلسطيني قال الرئيس الفلسطيني: إن الحوار مع الإخوة في حماس، عندما حاولت مصر الوصول إلى اتفاق وتفاهم بين حركتي فتح وحماس، وتم وضع وثيقة أرسلت للإخوة في حماس الذين ردوا بأن لهم ملاحظات أخرى ثم طلبوا منا أن يتم التوقيع في دمشق.

إذن، المشكلة ليست في الوثيقة وإنما تكمن في القدرة على استمرار الحوار، والقدرة على تطبيق الاتفاق في ضوء الأسباب الجغرافية.

وحماس وإن قبلت بأن تتم الانتخابات في وقتها، وهو ما أبلغونا إياه، إلا أننا لاحظنا أنهم لا يريدون إجراء الانتخابات من خلال جملة إجراءات وأقوال، فهم يعلنون بأنهم يريدون انتخابات نزيهة وأن الأمر حدث فيه دخول دولة عربية في شؤون دولة عربية أخرى وبالتالي أعلنا تمديد عمل المجلس التشريعي لعشر سنوات.

وتحدث الرئيس الفلسطيني عن الأوضاع في قطاع غزة، فذكر بأنه ومنذ الانقلاب الذي نفذته حركة حماس وسيطرت على القطاع، فإننا وحتى يومنا هذا وإلى الغد، ونحن نتحمل كل شيء لمساعدة أهالي قطاع غزة على تحمل أعباء الحياة، فنحن نوفر الغاز والأدوية والبترول وندفع ما يعادل 58 بالمائة من الميزانية. ومع هذا فإن الأجهزة التابعة لحركة حماس والتي تدير السلطة هناك تأخذ ثمن هذه الخدمات من خلال جبايتها لرسوم تستوفى من شعبنا للأسف الشديد، وهي تأخذ ثمن كل الخدمات من مياه وغيرها ولو بالقوة، وهذا مؤكد وثابت لدينا فهي لا تضيف لأهل غزة شيئاً من احتياجاتهم ولا يمكن أن تشتري لهم سواء عن طريقنا أو المعبر، فهم ليسوا بحاجة إلى هذه الأنفاق التي قد تستخدم في قضايا التهريب، ومنها تهريب المسكرات والسجائر والسيارات وغيرها من أشكال وألوان التهريب، ولذلك رأت مصر أنه من الضروري غلق هذه الأنفاق، علماً بأن هناك حصاراً، وهذا الحصار يمنع دخول بعض المواد الإنسانية المرسلة من المؤسسات الدولية.

والمطلوب هو استمرار الحوار، وقد اتفقوا الآن على السماح بدخول المساعدات وتحديد ما يدخل وما يخرج عبر هذه المنافذ.

وعند عودة الرئيس الفلسطيني إلى موضوع المبادرة العربية أوضح بأن هناك نقطة يجب أن نتنبه إليها وهي القمم الإسلامية والقمم العربية، فالمطلوب مبادرة عربية إسلامية لتعزيز المبادرة العربية وتقويتها، فالمبادرة العربية التي اعتمدها العرب في قمة بيروت أصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ من مناقشات مجلس الأمن، ولا نزال نحاول إحياءها مرة أخرى، فالمبادرة مهمة جداً، ويجب أن ندافع عنها، ويجب أن نروّج لها دائماً وأبداً، وكما قلت فإن النقاش حول المبادرة يعرف تفاصيله حتى الرجل العادي في إسرائيل، ولكن إسرائيل لا تريد أن تجد هذه المبادرة طريقها إلى الوجود، ولا يفوتني في هذا الإطار أن أشير إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل لم الشمل الفلسطيني.

أما الإسرائيليون، وعلى رأسهم نتنياهو، فدائماً ما يرددون: لا نريد شروطاً مسبقة، ولن نوقف الاستيطان، دون أن يستندوا إلى أي مرجعية، بل هو من يحدد شروطاً مسبقة، ويريد أن يهوّد الدولة ويفرض كلمة يهود على أرض الواقع.. وكان الحديث عن من الذي قدم التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان، بينما الواقع يشير إلى تأييد جميع الدول لمناقشته وإجماع كل المجموعات العربية والإفريقية، وعندما احتجت إسرائيل قامت علينا الدنيا ولم تقعد.

وأكد الرئيس محمود عباس بأن إسرائيل كما هو معروف تريد المناورة، لذلك فهي تحاول الالتفاف حول هذه المبادرة العربية، ولذا فإنه يجب علينا تركيز الحديث عليها وتحديد ما هو المطلوب، وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما كانت عليه حدودها في 1967م.. وعلينا أن نقدم هذه المبادرة للأمريكيين وإذا تقبلها هؤلاء جميعاً فيمكن ساعتها فتح باب الدخول في المفاوضات اليوم أو غداً أو بعد غد.ولكن علينا أن نحدد مطالبنا بشكل واضح، وهو أننا نريد دولة فلسطين كما كانت عليه قبل 1967م وأن يكون ذلك خلال فترة محددة وفق جدول زمني معين وخطوات معينة، وساعتها سنكون مستعدين لبدء التفاوض والحوار.وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الجميع متاح له خوض الانتخابات الرئاسية وبالنسبة للأسماء المرشحة للانتخابات ومنها مروان البرغوثي وأحمد السعادات وغيرهما، فإن كل من يجد في نفسه الحق في الترشيح عليه أن يتقدم إلى الانتخابات. أما أنا فلا أملك أن أقول إن فلاناً مرشح أو هؤلاء مرشحون ولكن ليتقدم كل من يجد في نفسه الأهلية لذلك، وأنا لن أترك فراغاً، والانتخابات كالعادة مثل أي بلد هناك من يشرف عليها، وليس أنا بالطبع، فهناك جهة تتولى الإشراف عليها ومتابعتها.

وكشف أبو مازن عن أن الدول العربية اجتمعت واتفقت أن تذهب إلى مجلس الأمن، وكان الحديث عن أهمية تحديد حدود الدولة وتحديد الأراضي المحتلة، وهذا الأمر سبق مناقشته في الجامعة العربية، وقالت الجامعة العربية إننا إذا اتفقنا على هذه النقاط فسنكون جاهزين للذهاب بها إلى الدول المعنية، وبخاصة أمريكا، من أجل استئناف مفاوضات جديدة قد تستغرق سنة أو سنتين أو أكثر، والذي يجب أن يكون أن تعلن الدولة خلال هذه الفترة.

ووجه الرئيس الفلسطيني الدعوة لرؤساء التحرير قائلاً: وإذا كنت أدعوكم لزيارة الأراضي الفلسطينية فإنني لا أعطي أو أمنح تأشيرات، فأنا لا أزال تحت وطأة الاحتلال، وأنا أطلب تأشيرة من إسرائيل لكي أخرج أو أدخل للبلاد، وأنا أقول ذلك حتى لا نغالط أنفسنا، ولكن ما أستطيع أن أفعله أن أوفر لكم الأمان بعد الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، سواء كنتم سعوديين أو غير سعوديين.

منوهاً بأن السلطة الفلسطينية قد استطاعت توفير قدر كبير من الأمن، مؤكداً بقوله: فإننا قد استطعنا كذلك تحقيق تطور اقتصادي جيد.. والآن أستطيع أن أقول إنني ليس عليّ ضغوط من أحد.. وهذه هي المعطيات والأسباب الحقيقية التي دفعتني إلى عدم ترشيحي إلى فترة أخرى للرئاسة الفلسطينية واتخاذه الآن.. فالمهم عندي هو ما الذي حققته وليس الاستمرار في منصب ما..

وإنما حماس تحتج بأن لنا علاقة بأمريكا بينما ليس لنا علاقة بأحد، بل هم الذين ذهبوا إلى الحكومة الأمريكية وعرضوا عليها الدولة ذات الحدود المؤقتة، أي أنهم قبلوا بـ60 أو 50% من الحدود المطالب بها مع الاتفاق على تحديد 15 سنة هدنة، وهذا يعني أن الخلاف بالأساس ليس بسبب وجود علاقة مع الشرق أو الغرب وإنما يرجع سبب الخلاف إلى رغبتهم في إقامة علاقات هنا وهناك.. وإذا كانت لديهم قدرات إعلامية فإن قدراتي الإعلامية محدودة ولا نحظى بالمتابعة سوى من بعض القنوات الإعلامية مثل العربية وجريدتي الحياة والشرق الأوسط. أما غالبية الوسائل الإعلامية فإنها تساندهم وتظهر أنهم أصحاب الحق، وحتى عندما حاولنا إنشاء قناة لفتح لم يفلح الأمر وأغلقناها بعد ستة أشهر لضعف إمكاناتنا.

وبإصرار وبإيمان قوي أكد أبو مازن بأنه من واقع المفاوضات مع الجانب الأوروبي فإن حدود الأرض المحتلة هي القدس وحتى حدود 1967، وهذا واضح جداً للجميع.. وفتح لديها النية لعقد منتدى دولي في باريس، وقد تم الاتفاق مبدئياً على كل ذلك، على أن يكون المؤتمر الثاني في موسكو، وإذا تم الاتفاق على عقد المنتدى في باريس فإننا نرحب بذلك، علماً بأن المبادرة العربية طُرحت قبل أن يصبح باراك أوباما رئيساً لأمريكا، وقد أعلن ذلك بنفسه وهو في القاهرة، وتحديداً داخل جامعة القاهرة.

والملاحظ أن حماس تتحدث الآن عن المقاومة الرشيدة، ولكن أين هذه المقاومة؟ وأين الموازنة بين السياسة والمقاومة؟ وبين أي شيء والمقاومة؟ ولا أريد أن يزايد بعضنا على بعض ولا أريد أن أقول إنني أقاوم بينما الآخر لا يفعل ذلك، وهذه ليست أسراراً بل هي أمور معلنة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد