القاهرة - سجى عارف
العديد من السعوديين الذين يقررون زيارة بلدان العالم خلال فترات الإجازة تسود لديهم فكرة سلبية عن دور سفارات المملكة خارج البلاد، وقد تكونت هذه الفكرة من تخوفهم لدخولها ومن الرهبة التي تملأ قلوبهم وأفكارهم جراء التفكير في عبور بوابات السفارة.
ولتصحيح هذا الخطأ السائد أجرت (الجزيرة) لقاء خاصاً مع الأستاذ حسن محمد البحيري رئيس شؤون الرعايا بالنيابة بسفارة المملكة بالقاهرة.
يقول البحيري عن تهيّب السعوديين من مراجعة السفارات في الخارج: الحقيقة يؤسفني القول إن هذا الخطأ فعلا موجود، وهذا الانطباع لدى الناس والذي يبعدهم عن السفارات، خوفاً من الوقوع في المشكلات، وهو خاطئ كليا مع أن مهمة السفارات في الخارج بالعكس هي الاهتمام بالرعايا السعودية. وهناك توجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله بالاهتمام بالرعايا السعوديين في الخارج وتهيئة جميع السبل والإمكانيات الممكنة لخدمتهم والوقوف إلى جانبهم والدفاع عن قضاياهم وعن حقوقهم، ومتابعة أوضاعهم بالكامل ومشاكلهم وإيجاد الحلول المناسبة لهم. وكل هذا لتحقيق أعلى مستوى من العناية والاستقرار والأمن لهم في الخارج، حيث إن هذا الانطباع الموجود في بعض أذهان الناس يختلف تماما عن الحقيقة، فهذا الانطباع يجعل المرء قبل دخوله إلى السفارة يشعر بالارتباك والرهبة تخوفا منها مع أن العكس هو الصحيح، فالسفارة معك وليست ضدك، فهي من تقف معك وأي مشكلة تحدث لك هي من تعمل على حلها ومتابعتها. ولدينا التكليف ومتابعة من معالي سفير المملكة بالقاهرة هشام محي الدين ناظر بأن رئيس شؤون الرعايا شخصيا هو الذي يتعامل تعاملا فوريا مع أي واقعة - لا سمح الله - تحدث يكون فيها طرف سعودي، كما ونشارك حضوريا معهم في مشاكلهم وإلى أن تنتهي الواقعة وإلى أن يغادر المواطن إلى أرض الوطن وكلفنا ببذل أقصى جهد لراحة هذا الموطن.
وسألناه.. الأستاذ البحيري: من خلال ما ذكرتم كيف تصفون لنا دور قسم شؤون الرعايا في حل مشاكل المغترب السعودي، سواء كان مقيماً أو سائحاً؟!
- نعم.. هي تسمى الرعايا وليست الرعية فهي رعاية الرعايا، بمعنى أننا نرعى الرعايا السعوديين فهي بالألف وليست بالهاء المربوطة فجميع الموجودين من سعوديين على أرض مصر يعتبرون من الرعايا السعوديين، وهدفنا نحن في هذا القسم أن نتابع مشاكلهم ونحلها بل ولابد أن نتحرك لها تحركاً فورياً دون تأخير ونطمئن على سلامة هذا الشخص وننهي الواقعة الحاصلة أو مشكلته أيما كانت.. فكل بني آدم خطاء وأحيانا ما يكون الفرد السعودي على خطأ وبالرغم من ذلك الرعايا تقف معه وتسانده حتى لا يدخل التوقيف أو الحجز، أو يتعرض لأي ضائقة لا سمح الله ومباشرة يتم حلها من جذورها. ولدينا طاقم من المستشارين القانونين والمحامين جاهزون للتحرك الفوري وقت حدوث أي واقعه للرعايا السعودي.
السعودي المنقطع
هل لكم أن توضحوا لنا المهام الأخرى التي تقوم بها قسم شؤون الرعايا غير حل المشاكل؟!
- نقوم تسجيل جوازات السفر كذلك، وفي حال فقدانها أو سرقتها يستخرج له بديل عنها يطلق عليه تذكرة مرور.. وهي تخوله الدخول إلى المملكة والحصول على جواز سفر بديل. كما نقوم بتمديد جوازات السفر المنتهية. وقريبا سوف نتمكن من إصدار جوازات جديدة للمواطن السعودي من قبل شؤون الرعايا بعد انتهاء اللوائح والإجراءات الحالية. أما في الوقت الحالي مازلنا لا نملك ذلك فلم نصل لهذه المرحلة بعد، لذلك نتمنى خلال سنة أو أقل أن يستطيع المواطن تجديد جوازه المنتهي من قبل السفارة دون الحاجة للعودة إلى السعودية.
إضافة إلى ذلك لدينا ما يسمى بالسعودي المنقطع أي لو تعرض للسرقة أو انتهت أمواله أو ليس لديه مال، يصرف على أسرته إلى أن يعود، نحن نعطيه سلفة مالية حتى يعود للمملكة فيسددها كما ونقدم له تذكرة السفر ونحجز له وقت المغادرة الذي يختاره، وما سبق ذكره حسب التوجيه من المقام السامي بندها مفتوح لم يحدد بمبلغ معين حتى لا يأتينا شخص وقد انتهى المبلغ فلا نستطيع مساعدته، فقد جعلها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الراعي لكل السعوديين أينما كانوا مفتوحة البند في كل وقت وعلى مدار العام. ولدينا أيضا قسم خاص بالوكالات وبما يشابه كتابة عدل فلو أراد شخص عمل وكالة لآخر في السعودية نحن نسهل عليه ذلك، كما نرعى قضايا الزوجية، فالعديد من السعوديين يتزوجون من مصريات وينجبون منهم أطفالاً وتحدث لدى بعضهم مشاكل معهم، لذلك يوجد لدينا مستشارون ومتخصصون في حل هذه المشاكل وهم ذو كفاءات معينة.
ملاحقة الآباء المماطلين
ماذا تقصد بهذه الاستشارات؟
أحيانا يتزوج الرجل فينجب لكنه يرفض تصحيح وضع ابنه أو يرفض إعطاءه الجنسية السعودية أو غيرها من المشكلات الزوجية فالجنسية هي أحد الحقوق الأساسية للطفل ذو الأب السعودي والأب الذي يرفض تصحيح وضع طفله يتم التبليغ عنه في المملكة حتى يقوم بسرعة إجراء تصحيح وضعه وسابقا كنا نعاني من تزمت الأب بسبب مشكلته مع الأم إلى أن صدر نظام لحماية الطفل يسمى نظام المطلوبين لدى الأحوال المدنية نستطيع به إيقاف جميع المعاملات الوطنية للمواطنين غير المتعاونين معنا وقد وضعنا الآباء الذين يرفضون التعاون لتصحيح وضع أبنائهم ضمن هذا النظام فأنجزنا معه الكثير وساعدنا بقدر كبير على تدارك هذه المشكلة ووضع حد لها وهذه عقوبة إهمال تسجيل ابنه بحيث أن كل معاملاته تقف وتعطل إلى أن يتم تسجيل ابنه في الأحوال الشخصية، إضافة إلى مشاكل النفقة والتعليم، وهناك الكثير من المشكلات ونحن الحمد لله نسعى لحلها في أسرع وقت.
خمسة محامين
ويضيف البحيري كما يوجد لدينا قسم الشؤون القانونية، وقد خصص هذا القسم في حال لجأ أحد الرعايا لأي استشارة قانونية والذي يعمل به عدد من المحامين السعوديين والمصريين، وعددهم خمسة محامين يتم اللجوء إليهم في الاستشارات القانونية أو حل المشكلات التي تواجه السعوديين في مصر لدى أقسام ومراكز الشرطة وتسهيل إجراءاتهم فيها.
وهنا كذلك قسم للشؤون الصحية وذلك في حال لجوء أي سعودي بحاجة لرعايا صحية يقوم هذا القسم بالاتصال بالمستشفيات والتنسيق مع الأطباء في المجال الذي يحتاجهم فيه الفرد السعودي ويراعى اختيار أفضل الأطباء على مستوى الجمهورية المصرية بحيث لا يصل المريض المستشفى إلا وقد وجد كل شيء جاهزاً لأجله من قبل السفارة، بل ونتابع حالته الصحية إلى أن يتعالج ويعود لموطنة سالم معافى. وهنا أيضا الصندوق الخيري وهو صندوق به نمنح به المساعدات المالية لأبناء السعوديين الموجودين في مصر، كما يوجد قسم خاص بالزواج وهو المختص بعملية استقبال الموافقات الصادرة من وزارة الداخلية السعودية وإتمام بقية إجراءاتها بمصر.
دليل الزائر
لكن ما الذي يتوجب على المسافر السعودي فعله عند وصوله لجمهورية مصر العربية؟
- لقد أصدرنا كتيباً صغيراً أوردنا فيه جميع التعليمات والقوانين وأرقام الهاتف المصرية وبعض القوانين الخاصة بمصر والتي قد يحتاجها الزائر السعودي وأطلقنا عليه اسم دليل الزائر وقد قمنا بتوزيعه على معظم زوار شؤون الرعايا كما ويحتوي على كل بيانات السفارة وكيفية الاتصال بها في حال حدوث أي ضائقة مهما كان نوعها مع هذا السعودي المغترب.
قاعدة البيانات
ماذا عن توعيته الفرد السعودي خارج المملكة؟
- المشكلة هنا هي نفسها التي تطرقنا إليها من البداية وهي أن المغترب السعودي يخاف التوجه للسفارة، ولذلك أجدها فرصة لمناشدة كل السعوديين وأقول أن سفارة بلدكم معكم وليست عليكم، وأتمنى على كل سعودي زائر أو مقيم بصفة دائمة أن يزور السفارة حتى لو لتحديث بياناته على الأقل فالطبيعي عند تسجيل جواز سفرة نسجل العنوان والتلفون وأي معلومات نجدها لهذا الشخص، لكن أيضا من الطبيعي احتمال أن يغير عنوانه ورقم جواله أو أي بيانات تخصه، لذلك نحن نطالبه بالقدوم لتحديث بياناته فهدفنا كمسؤولين هو تكوين قاعدة بيانات صحيحة عن جميع الرعايا السعوديين في القاهرة خاصة المقيمين بمصر، لكني لا أملك عمل هذه القاعدة من البيانات إلا بتعاون من السعوديين أنفسهم، لذا أناشد السعوديين مراجعه السفارة والتعاون معها لإنشاء قاعدة معلومات صحيحة حتى نتمكن في المستقبل من عمل استراتيجيات عمل معينة طبقا لقاعدة البيانات المتوفرة لدينا.
لكن ما هي الأنشطة التي تقدمها شؤون الرعايا بالنسبة للعائلات السعودية المقيمة بجمهورية مصر العربية؟
- أين هم الرعايا التي نقيم لهم الأنشطة؟! نعود لنفس المشكلة الأولى وهي خوفهم من تواجدهم بالسفارة الذي يشكل عائقا في خدمتهم. أي مواطن يصلنا ننبهه ونوعيه ونثقفه حتى في أموره الخاصة مهما كانت وفي أمور أبعد لمستوى تفكير الفرد، فقط يعطوننا الفرصة لذلك ونحن متواجدون على مدار الأربع والعشرين ساعة. فبعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي لدينا آلية الاتصال بنا أما عن طريق السفارة والتي تعمل 24 ساعة، فهناك أشخاص مناوبين على مدار اليوم لتستقبل أي شكاوي أو أي اتصالات من قبل الرعايا السعوديين والتي تصلنا في نفس اللحظة على الخط الساخن. وبالتأكيد أحيانا نعمل في منتصف الليل وأحيانا عند الثالثة صباحا حسب وقت تواجد المشكلة وخاصة في الإجازات التي نجد فيها بعض الزحمة لكثرة السياح، أن موظفي السفارة - ولله الحمد - يمتازون برحابة صدر وطوله بال ليتحملوا كل مشكلة قد تواجههم ولدينا هنا السيد حسني عاشور من الموظفين المخلصين والذين خدموا في السفارة لأكثر من 20 سنة.
ذكرت أن هناك مشاكل تقع فيها الجالية السعودية فما هي هذه المشكلات؟ وكيف يتم التعامل معها؟
- صحيح.. أن معظم المشاكل التي يقع فيها السعوديون أو 99% من المشاكل هي نتيجة الجهل بالقوانين المحلية، فالزائر السعودي لا يعلم أن مصر بها قوانين قد لا تتماشى مع بعض التصرفات، لذلك أنشأنا هذا الدليل حتى يتعرف على ما له وما عليه، ففي الدليل تنبيهات كبيرة تشمل كل شيء منذ وصوله إلى المطار حتى مغادرته بسلامة إلى أرض الوطن على سبيل المثال من ضمن القوانين المصرية أنه لا يسمح للسائح الأجنبي بالدخول والخروج بأكثر من خمسة آلاف جنيه مصري وما زاد عن ذلك يتم مصادرته، أما النقد الأجنبي فلا يزيد عن عشرة آلاف دولار أو ما يعادلها وما زاد عنه يكون بشيكات. هذه نقطة واضحة في الدليل حتى يلم الزائر السعودي بالقانون المصري فلا يتعرض لأي مساءلة أو يقع في المشكلات بمصر، أيضا التعامل أو التعاقد مع الشركات السياحية في نظام التايم شير فلا بد عليه ألا يدفع أي مبالغ مالية قبل استشارة السفارة حتى لا يتعرض لوعود وهمية أو شفهية، وهنا نحن ندرس هذه الشركة وهل هي حقيقية ومصرح لها أم لا؟ ثم عليه نقوم بتوجيه النصيحة له، وكذلك شراء العقارات حتى لا يجد بعد دفع المبلغ أن القانون ليس معه، مثلا القانون المصري يحظر تملك الأجنبي لأرض زراعية، وبجهل بعض المواطنين بهذا القانون ببساطة يضعون استثماراتهم في أرض زراعية ليكتشفوا بعد ذلك أنها ضاعت بسبب جهلهم بالقانون، كذلك بالنسبة للطالب السعودي الذي يقوم باستئجار السيارة التي قد تكون غير مؤمن عليها، أو من مكتب غير معتمد، وأحيانا يطلب منه توقيع إيصال أمانة على بياض أو بقيمة السيارة، وأحيانا يُطلب رهن جواز السفر. كل هذه أشياء مرفوضة تماما ودائما ما نحذر الرعايا وننبههم للحذر منها، وكذلك كيفية التعامل مع شخص ادعى بأنه رجل أمن وما الواجب فعله هنا بأن يطلب منه الهوية الدالة على شخصيته ويمنع إعطاؤه أي جوازات سفر أو أي مبالغ مالية.
لا مشاكل معلقة!
هل لكم أن توضحوا نوعية المشاكل التي تقف قسم أمام شؤون الرعايا دون حل، وقد تبقى معلقة لسنوات؟!
- لا يوجد مشاكل قد تكون معلقة لأننا دائما ما نجد حل لكل المشاكل التي تواجه الرعايا بطريقة مناسبة، بمعنى أننا نحاول أن نقرب وجهات النظر بين أطراف المشكلة سواء كان في أي جهة رسمية أو حتى لو كان مع أحد الأخوان المصريين، مع مراعاة المساس بالمواطن السعودي. وبقدر الإمكان نحاول أن نهيئ كل السبل لخدمته والوقوف بجانبه. لذا أستطيع أن أقول ولله الحمد أن كل المشاكل التي تواجه قسم الرعايا استطعنا ونستطيع أن نجد حلولاً مناسبة لها وقد حققنا مستوى عالياً جدا من الرعاية والعناية والاستقرار والأمن للرعايا السعوديين، ومازلنا نحاول ونتابع أن نجد الحلول لمشاكلهم.
جهودنا تعادل عشر وزارات
وهل هناك تعاون مباشر بين قسم شؤون الرعايا وأي من الجهات بداخل المملكة؟!
- نحن هنا بقسم الرعايا نقدم خدمات تقدمها ما يقارب العشر وزارات داخل المملكة، فهناك شؤون كتابة عدل ومحكمة وتزويج وعلاج، كما نحل المشاكل الاجتماعية وتقديم شهادات ميلاد والتي لا تستغرق إجراءاتها خمس دقائق، كما نقدم له خطابات تسهيل مهمة للحصول على إقامة من مجمع التحرير وخطابات لإكمال دراسته للملحقية الثقافية سواء في المدارس أو الجامعات المصرية، وكذلك تصاريح خروج لأبنائهم وبناتهم وزوجاتهم التي تقدم من الجوازات، وخطابات تأشير دخول لتسهيل السفر لأي دولة أخرى وحتى شهادات إثبات سكن وغيرها من الأمور. أي أننا نقدم كل ما يخص المواطن السعودي لتسهيل أموره في جمهورية مصر العربية.
الزواج الصيفي
وكيف ترون مشكلة الزواج العرفي، أو ما أطلق عليه أحياناً بالزواج الصيفي؟!
- الحقيقة أن هذا الموضوع الكبير ليس من السهل التحدث فيه لا في خمس دقائق ولا في ساعة، ولهذا الأمر جذور عميقة وقديمة جدا والمواطن السعودي حتى يتمكن من الزواج من غير السعودية لا بد أن يحصل على موافقة من الجهات الأمنية المختصة بالمملكة والبعض غير مسموح له بالزواج من الخارج، لذا فالذي يحدث هو أنه عند خروج السعودي يتزوج زواجا عرفيا، وهذا النوع من الزواج ما هو إلا التفاف على النظام حتى لا يدخل في الرضوخ للموافقة الخاصة من وزارة الداخلية. وهنا نحن نحذر أن هذا الزواج ينتج عنه العديد من المشكلات، وهنا أجدها فرصة عبر الجزيرة لأحذر جميع الراغبين في هذا النوع من الزواج فهو يطلق عليه بالخطأ انه زواج شرعي وهو عكس ذلك، وهو غير معترف به لدينا نظرا لعدم توثيقه من قبل وزارة الداخلية، وبالتالي ينتج عنه الأطفال، وسابقا لم نستطع عمل شيء لهم إلى أن صدرت التوجيهات من المقام السامي الكريم التي تنص على أنه أي شخص سعودي يأتي للسفارة معه ابن أو بنت ولديه الأوراق الرسمية أنه طفلة أو طفلته يمنح له تذكرة المرور ليسافر للمملكة ويقوم بتصحيح وضع ابنه أو ابنته ويمنح رقم سجل مدني وجواز سفر لطفله أو طفلته، وبهذا التوجيه قد حلت الكثير من المشاكل بفضل من الله ثم من خادم الحرمين الشريفين.
ماذا عن الزوجة؟!
- أيضا يعمل لها تصحيح وضع لكن بعد حصولها على الموافقة من وزارة الداخلية لهذا الزواج.
حتى لو كان هؤلاء الأشخاص الممنوعون في الزواج بغير السعودية؟!
- هذا يرجع للجهات الأمنية المختصة، فأنا لا أستطيع أن أفتي في هذه الأمور، وبناء على ما يصلنا نحن نتخذ الإجراء المطلوب.. ويتوجب علينا التوضيح أن القضية كبيرة جداً فإذا أعطي للسعودي الموافقة بالزواج من خارج البلد بشكل مفرط وبلا ضرورة تبقى بنات البلد ومن الذي سيتزوجهن؟! لذا فهذا الأمر مختص بالجهات الأكثر دراية به والمختصين بنتائجه.
بالتأكيد القضية كبيرة ونسبة العنوسة ارتفعت وهذا الذي سمح للفتيات السعوديات بالزواج من الأجانب بدورهن فهل ينطبق عليهن ما ينطبق على الرجل السعودي؟!
- أيضا زواج المرأة السعودية من أجنبي لا بد فيه من موافقة الجهات المعنية والمختصة بالأمر مع توافر بعض الاشتراطات المعينة لا بد من توافرها وهي ضوابط مستوفاة في السعودية الراغبة في الزواج من أجنبي.
ماذا عن حقوق أطفال الزوجة السعودية من الزوج الأجنبي؟!
- الزوجة تتبع الرجل وليس هو من يتبعها، لذا أبناؤها يحملون جنسية والدهم وهنا نحن نواجه مشكلة فالمرأة السعودية ترغب في استقدام زوجها ليعيش معها بالمملكة والقوانين السعودية واضحة وصريحة أنه عند حصول المرأة السعودية على موافقة الزواج من الأجنبي فلا يحق لها منحة الإقامة الدائمة بالمملكة مستقبلا ولا الجنسية ولا عن حضانة الأم لأطفالها، فيجب التفريق هنا، أننا نحن هنا على الأراضي المصرية وهي دولة لها قوانينها وأنظمتها والمفترض على أي إنسان موجود على هذه الأرض أن يحترم القوانين والأنظمة لهذه البلاد فإذا كانت قوانين هذه الدولة تمنح حق الحضانة للأم فهي لها ذلك وإلا فالعكس صحيح، ومن حق الأب أيضا المطالبة بحقوق أبنائه في حال طلاق الزوجين، وهنا تحدث المشاكل بين الزوجين، لكن الأهم في النهاية هم الأبناء فنحن نقاتل ونصارع ونحارب للحفاظ على مستقبل هذا الطفل من الضياع.. فنحن نسأل دائماً هل تم تصحيح وضع الطفل؟!، هل سجل على أنه سعودي؟!، هل منح أوراق تثبت سعودته؟! مع ملاحظة أن شهادة الميلاد لا تعني أنه سعودي لأنه حتى الآن ليس لديه رقم السجل المدني الذي يؤكد أن هذا الشخص سعودي الجنسية والمكون من 10 خانات، وهذا الرقم يعادل الرقم القومي المكون من 14 خانة في جمهورية مصر العربية.
الرؤية الشرعية للأطفال
كيف يتم التعامل مع الزوج السعودي الذي يحرم زوجته المصرية من رؤية طفلها ليربى هذا الطفل يتيم الأم؟ وهذه ظاهرة منتشرة مؤخرا، وكيف يتم حل مثل هذه المشاكل؟!
- تستطيع رؤية ابنها، فهذه الرؤية الشرعية لا يحق لأحد منعها من ذلك فهو حقها المكتسب، فإذا تقدمت لنا زوجة مصرية برغبة رؤية ابنها في المملكة تقوم سفارة المملكة بالرفع للجهات الأمنية المختصة والاستئذان لها لترى ابنها بالمملكة، وبعد حصولها على الموافقة بالطريقة الصحيحة تحصل على تأشيرة دخول يرافقها محرم لترى أبناءها هناك أما حيث يسكن أو حسب التعليمات في جهة من الجهات المحددة كالإمارة أو القسم، ونحن هنا في قسم شؤون الرعايا نقدم كل ما نستطيع لخدمتهم وحتى المساعدات المالية طالما أنه في مقدورنا وثقوا وتأكدوا أننا لن نبخل على أي مواطن سعودي بما نقدر عليه من أي مساعدة من أي نوع أيما كانت بأي مكان في أي وقت هذا أمر مفروغ منه، وما دمنا لا نخالف النظام.. فعلينا احترام النظام والقوانين.
التعامل مع الوفيات
فيما يخص معاملات الوفيات كيف يتم التعامل معها؟
- بمجرد تلقي أي حالة وفاة لمواطن سعودي تقوم السفارة فورا بمتابعة موضوعة وإرسال شخص مختص لمتابعته وليستلم الجثة والكشف عليها وإكمال الإجراءات اللازمة من غسيل ونحوه وحسب طلب أهل المتوفى أو المتوفاة من السعوديين إذا كان يرغب في دفنه في جمهورية مصر، حيث هناك مقابر خاصة بالسفارة لدفن السعوديين أو أن رغبوا بدفنه في المملكة فيتم وضعه في صندوق بعد غسله وإرساله في نفس اليوم لاستلامه من قبل أهله.
خطط مستقبلية
ما هي رؤيتكم في الخطة المستقبلية لتطوير نظام شؤون الرعايا وتقديم خدمات أفضل للمغتربين؟!
- سبق وان ذكرت أننا في صدد إنشاء قاعدة بيانات للإخوة السعوديين المقيمين بجمهورية مصر الشقيقة، وبناء على هذه القاعدة سنرى ما هي احتياجاتهم وإستراتيجية العمل معهم بعد ذلك؟!، وطرق التواصل معهم وكيفية توفير متطلباتهم وتقديم كل ما يريدون من خلال هذه القاعدة. وأعود وأناشد جميع السعوديين المقيمين في جمهورية مصر العربية للإدلاء ببياناتهم وتسجيل جوازاتهم في السفارة وتحديثها سنويا ويكون التواصل معهم مستمر لمساعدتهم والوقوف إلى جانبهم.
كما نقوم سنويا بحصر للأنشطة ونقيمها مثلا كم حالة أو كم ورقة أو كم عدد المراجعين السعوديين، أو كم شهادة ميلاد أصدرتها السفارة خلال هذا العام.. وبناء على هذا نحاول التطوير من عملنا ليصبح أفضل حالا من السنة التي تسبقها.
وأخيرا هل تحب إضافة كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟!
- كلمتي الأخيرة هي أني أعود مرة أخرى لأناشد وأطلب من جميع السعوديين في مصر لتسجيل بياناتهم والتواصل معنا باستمرار في السفارة لمنحنا الشرف في خدمتهم.