Al Jazirah NewsPaper Monday  11/01/2010 G Issue 13619
الأثنين 25 محرم 1431   العدد  13619
 
بين قولين
أسرار (جَلاَّب خان)
عبد الحفيظ الشمري

 

التفت العالم أخيراً إلى شرق الطريق السريع بجدة بعد طوفان الشهر الماضي، فبات الجميع يتأمل ويمحص ويدقق، وهناك من بات يُحَاسِب ويُحَاسَب ولا سيما أن هذه المنطقة تداخلت فيها صور متناقضة ومهام غير معروفة، بعضها لا يزال غامضاً كلغز يحير على نحو واحدة من أغرب قصص وادي مريخ شرق هذا الطريق.

فالذين عثروا على منزل الرجل الباكستاني (جَلاَّب خان) ظلت ترتسم على محياهم وقسماتهم امارات الدهشة، ففي هذا الوادي يقطن هذا الرجل في بيت خرب متهالك بمعية (قبيلة) ولا نقول (أسرة) حيث تتكون من نحو 82 فرداً، نساء أربع على ذمته، وأخريات مطلقات، وفي معية الجميع سبعون طفلاً، فيهم من هو على حد البلوغ.. بعضهم جياع، ومن بينهم نساء يعانين الفقر وكل هؤلاء هم عائلة أو قبيلة (جَلاَّب خان).

فهذه القبيلة تشبه القنبلة التي تكاد تنفجر أو ربما انفجرت ولا نعلم عنها شيئاً، فحادث السيل أو الطوفان هو من كشف لنا أمر هذا الرجل وعائلته التي تم اكتشافها من قبل أعضاء من جمعية البر وهيئة الهلال الأحمر التي وقف مندوبها مشدوهين من هول ما رأوا.

فقد عرف منذ الأزل أن السيل يخرج الخبايا ويكشف المستور على نحو وكر (جَلاَّب) الذي يدعي أن إقامته وأسرته شرق السريع نظامية، وأن هذه الكتيبة المكونة من اثنين وثمانين شخصاً هم أبناء وأحفاد وطليقات ويافعات وشباب وفقر ومرض وقاذورات وما إلى ذلك في وكره العامر بالأسئلة العجيبة.. تلك التي يصدمك أولها حينما تعرف أن (جَلاَّب) يعمل سائقاً براتب (850 ريالا) فقط؟!

ومع توالي هذه الأسئلة التي تنهمر كالمطر أو تتدفق كسيول جدة آنذاك.. فكيف له أن يجدد الإقامة ويضيف هذا الجيش من النساء والأطفال في معيته دون أن يثير أي سؤال لدى الجهات المعنية!!

وهل الإقامة (على مائها وملحها)؟! بمعنى هل هي حقيقية؟ وهل لنا أن نصدق ونمرر هذه التخاريف على أنها حقيقة؟ من أنه مجرد رجل مسكين عصامي يسكن شرق السريع يلد ويربي ويتزوج ويطلق ولديه الآن بعد الفيضان أربع نساء وعدد لا بأس فيه من المطلقات اللائي يقمن مع أبنائهن في كنفه العامر وراتبه العجيب.

هل لنا أن نصدق أمر (جَلاَّب خان) وأمر إقامته النظامية كما يزعم؟! وهل ستنطلي عبارة راتبه 850 ريالا شهرياً؟!

رب ضارة نافعة.. فعسى أن تعتدل الحال ويتكشف المزيد من الخبايا ويتم إصلاح ما يمكن إصلاحه، وأن يتم التحقق من قصة (جلاب) وقبيلته.. نقصد عائلته، فيتم ترحيله إلى أودية أخرى أوسع، أكثر عدلا، كأودية سوات وكيهير وبلوشستان أو أي مكان، فالأمر لم يعد مجرد وافد قد يُزْعَم أن أمره (هين) إنما باتت الحالة في غاية الخطورة، فهب أن هذه القبيلة عاشت عشرة أعوام أخرى.. فما الذي ستخرجه هذه الأكاديمية العجيبة من طاقات مشوهة ومشبوهة للشوارع في جدة ومكة والطائف والرياض ومدن أخرى؟!



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد