الازدهار المتسارع في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة يكاد يتجاوز الراصدين، ومحافظة المجمعة نموذج لهذا التطور. محافظة المجمعة لم تعد هي المحافظة قبل أربع سنوات !!.. تكاثرت بها المراكز التجارية الكبرى، وتسابق إليها أشهر المطاعم، وتوفرت فيها أهم المرافق. أما الازدهار العمراني فقد تجاوز معدل النمو الطبيعي.
وهذا التطور كله لا يجاري التطور التعليمي في المحافظة. إنشاء الكليات والجامعة مؤخراً زاد الازدهار وكان من أسبابه المباشرة. كل شيء هنا يتطور ما عدا المكتبات. مكتبات المحافظة لا تلبي حاجة المجتمع قبل إنشاء كلية واحدة فكيف الآن وقد أنشئت جامعة؟!.
لا يعتمد التعليم الجامعي على القاعات فقط، ولا على الجامعة فقط، بل على البيئة العلمية النشطة، وأهم مقومات هذه البيئة المكتبات. استبشرتُ خيراً حينما أغلقت المكتبة العامة بالمحافظة أبوابها قبل عدة أشهر لتجديد رفوفها وترميم مبناها وتهيئته للباحثين والقراء، وهي أفضل الموجود في السابق، ولعلها تكون الرائدة في المستقبل.
مع الجهود الحكومية الحثيثة لتوفير البيئة العلمية المناسبة للطلاب تبقى مسؤولية رجال الأعمال في الارتقاء بمكتبات المحافظة، وتوفير مكتبات تتناسب مع وجود جامعة. الرفوف المحدودة في هذه القرطاسية أو تلك لا تؤهلها لأن تكون (مكتبة) يمكن لطالب الجامعة أن يجد فيها مراجعه الرئيسة!.. أخيراً.. المكتبات في محافظة المجمعة ضرورة ثقافية وفرصة تجارية.
أستاذ اللغة العربية بكلية المجتمع بمحافظة المجمعة