Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/01/2010 G Issue 13622
الخميس 28 محرم 1431   العدد  13622
 
خطبة الجمعة في حياتنا المعاصرة
منصور إبراهيم الدخيل

 

إن ترسيخ السلوك السوي مهم في حياتنا ولا يمكن أن نتطور ونتقدم إلا من خلاله، فالإسلام قدم للأمم كافة مخزوناً حضارياً لامس حياة الإنسان وما يتلاءم مع تكوينه الجسمي والعقلي وحامل هذا المخزون هم المسلمون الذين عليهم دور في تبليغه للناس كافة ولاسيما العلماء والخطباء والدعاة، فالمساجد مهيأة لهؤلاء الذين أشرت إليهم ليقولوا كلمة الحق وخصوصاً خطبة يوم الجمعة التي ينتظرها المئات من المسلمين بلهفة وترقب وينتقلون من جامع إلى آخر بحثاً عن خطيب متمكن يعيش العصر وملم بمقاصد الشريعة وتوظيف فقه الواقع كما يجب ولكن للأسف الشديد فإن فئة كبيرة من خطباء الجمعة بعيدون عن الواقع وبيئة المجتمع وخطبهم يغلب عليها الأسلوب الإلقائي القديم وترديد خطب مضى عليها الزمن ولا تتلاءم مع هذا العصر ويفترض أن يكون خطيب الجمعة على درجة عالية من التحصيل العلمي ولديه القدرة في التعامل مع المتغيرات والمستجدات التي تحيط بالأمة حتى يكون مؤثراً في هؤلاء المصلين المستمعين لخطبته، فكثير من المصلين يتمنى أن يستمع من الخطيب إلى حلول لمشاكل يواجهها في حياته الأسرية والعامة، فعلى سبيل المثال حالات العنف داخل الأسرة تفشت وهي أشبه ما تكون بظاهرة في حاجة إلى معالجة، كذلك الأسلوب الجاف في التعامل أصبحت ملازمة لفئة كبيرة من الناس في حاجة إلى معالجة عقوق الوالدين ونكران جميلهما في حاجة إلى معالجة الطلاق وما يسببه من تشتت الأسرة هو كذلك في حاجة إلى معالجة أيضاً المعاكسات والأساليب الأخرى التي تصاحبه مثل البلوتوث في حاجة إلى معالجة.. والمخدرات ذلك السلاح الفتاك الذي أصبح ظاهرة خطيرة تهدد سلامة الأسرة والمجتمع كافة في حاجة إلى معالجة.. أيضاً التطرف الذي لا يبعد عن المخدرات ألم يكن يفوقها في حاجة إلى معالجة.. وكذلك يجب ألا ينسى خطيب الجمعة توجيه المصلين في الذنب الذي يرتكبه بعضهم الآن وهم يستمعون للخطبة، وذلك بتوقيف سياراتهم في الأماكن الممنوعة أو التسبب في إغلاق فتحات الخروج والطلوع الذي ينتج عنه ازدحام وبطء في تنقل المركبات وضحيته المصلون ومستخدمو الطريق.

أخي خطيب الجمعة ما أشرت إليه هو قليل من كثير يحتاج إلى أن تتناوله بأسلوب حضاري بعيداً عن الأسلوب التقليدي، وباختصار شديد حتى لا تجعل المصلين يصيبهم الملل والنوم كما هو الحاصل الآن عند بعض الخطباء الذين يطيلون في الخطبة ومدة الصلاة تكون أقل وهذا منافٍ للسنة النبوية المطهرة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد