يعدّ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمير منطقة الرياض من الشخصيات البارزة على المستويات المحلية والعربية والدولية في اهتمام سموه البالغ بذوي الاحتياجات الخاصة، وانشغال سموه بالقضايا المتعلقة بهذه الفئات سواء من النواحي الإنسانية، والاجتماعية، والحقوقية، والتعليمية، وغيرها، وتكريس كل جهود سموه بما يكفل لهم الحياة الكريمة على أرض المملكة، وكان لهذه الرعاية الكريمة من سموه لهذه الفئات، والتي تجاوزت بضع عقود من الزمان، أبعاد كبرى ورؤية ثاقبة ورسالة جليلة وأهداف نبيلة جعلت المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول العربية والإسلامية المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة، كما ساهمت هذه الرعاية الكريمة في أن تتبوأ المملكة العربية السعودية المكانة اللائقة بها على الصعيد العالمي في مصاف الدول المتقدمة التي تولي عنايتها بحقوق الإنسان والتنمية البشرية، وتهتم بذوي الاحتياجات الخاصة.
ونظراً لما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- من جهود خلاقة وأعمال جليلة في مجال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، كان لها فضل السبق والريادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد تشرفت الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنح جائزتها الدولية لعام 2009 م لسموه الكريم، لتكون هذه الجائزة رمزاً للجهود الحثيثة والمتنامية في مجال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.
ونحن إذ نفخر بهذه الجائزة الدولية، التي تعتبر أرفع جوائز الأولمبياد الخاص الدولي، والتي تمنح للملوك والرؤساء والقيادات الذين يهتمون بتقديم خدماتهم لذوي الاحتياجات الخاصة بهدف دمجهم في المجتمع والاستفادة من طاقاتهم وتوجيهها بما يحقق لهم أدوارهم في المجال الرياضي، فإننا نثق ثقة لا حدود لها ونؤمن إيماناً كاملاً بأن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- هو المدرسة الكبرى في الخير والعطاء والعمل الإنساني اللامحدود، وكيف لا؟، وسموه بحق شجرة طيبة وارفة الظلال كثيفة الأغصان، شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فالأصل الثابث يتمثل في المغفور له - بإذن الله تعالى - جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مؤسس المملكة العربية السعودية، الذي كان له -ولايزال- بالغ الأثر في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- والتي جبلت على البذل والعطاء، والتضحية والفداء، من أجل الدين والوطن والمواطن، هذه الشخصية التى تحمل فى جنباتها الآمال الكبرى والتطلعات الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة بكافة أوجهها ومجالاتها على أرض المملكة العربية السعودية، ولاشك أن أهم المجالات التنموية على الإطلاق هو التنمية البشرية التى ينعكس مردودها وتشمل نتائجها كافة مجالات الحياة، فالاهتمام بالإنسان لا يكون إلا لخير الإنسان، أما الفروع التي تبلغ عنان السماء فتتمثل في بعض نبت صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لبحوث الإعاقة، هذا المركز الذي يقدم كافة الخدمات البحثية والتعليمية الخاصة بالمعاقين، ونظراً لأنني من المهتمين بذوي الاحتياجات الخاصة على المستويين الشخصي والمهني فإنه لمن دواعي السرور أن أتابع نشاط صاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة متمثلاً في أنشطة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وجمعية الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ، وجمعية الإعاقة الحركية للكبار، والجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب، وجمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض، وغيرها من المؤسسات التي تشرف برئاسة سمو الأمير.
ومن ثم فليس غريباً أو مستغرباً أن يحصل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- على الجائزة الدولية من الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2009، وبهذه المناسبة الميمونة يطيب لنا أن نرفع خالص آيات التهاني القلبية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-رعاه الله- ملك الإنسانية وراعي الشعب السعودي والداعم الأول لذوي الاحتياجات الخاصة، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى جميع أفراد الأسرة المالكة -حفظهم الله جميعاً- وإلى الشعب السعودي الكريم.
- المدير التنفيذي لمشروع تطوير خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود
khalidh2@hotmail.com