Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/01/2010 G Issue 13622
الخميس 28 محرم 1431   العدد  13622
 
أرض الجوف والزيتون
قبلان بن دهيليس الفقعوصي

 

طبيعة المناخ والتربة والمياه بمنطقة الجوف جميعها عوامل مؤثرة في إنتاج شجرة الزيتون. وكون الجوف تحتفظ بهذا الإرث الطويل لشجرة الزيتون فكان من الطبيعي أن تكون زراعة الزيتون في مزارعها منذ ملايين السنين، ووجود أشجار الزيتون المتحجرة خير دليل على ذلك. وللطلب المتزايد على هذه الشجرة فقد هبّ المزارعون جميعاً بزراعة هذه الشجرة المباركة؛ ما حدا بالشركات العملاقة إلى التنافس الكبير لإنتاج الزيتون بأنواعه كافة؛ ما يؤكد توافقها مع الطبيعة المناخية للمنطقة؛ ما سهل على الكثيرين الحصول على هذه الشجرة من مشاتل الزيتون المتوافرة بالمنطقة، التي كان من الصعب الحصول عليها سابقاً، حتى أصبح هناك توافر لجميع أنواع الزيتون. وعندما أدرك المستثمرون أهمية إنتاج الزيتون أنشأت عدد من الجمعيات والمستثمرين المَعَاصر التي لا تخلو أي محافظة في المنطقة من وجودها، حتى أصبح المزارعون لتلك الأشجار يجنون دخلاً جيداً يعوض ما خسروه في الإنتاج. وبالرغم من أن قطف الزيتون يعدُّ من أصعب قطف الثمار إلا أن أهل الجوف لا يزالون يعتمدون على الطرق العادية برغم تطلبه توفير كثير من الأيدي العاملة؛ ما دفع الشركات إلى جلب وسائل حديثة تساعدهم على هزّ الشجر وسقوط حبات الزيتون، وهذه الآلات مرتفعة السعر؛ ما جعلها حكراً على الشركات. ولا يزال الكثير من المزارعين يفتقد الوعي للتعامل مع المشاكل التي تواجه زراعة الزيتون. وهناك العديد من الحقائق حول فوائد الزيتون التي يصعب حصرها في مقال، ومن أهمها أنه قد تبين أن أولئك الذين يستهلكون زيت الزيتون بصورة منتظمة أقل عرضة للإصابة بمرض السرطان، خاصة سرطان الثدي، وأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، كما يستخدم زيت الزيتون للمساعدة على خفض ضغط الدم ونسبة الكولسترول؛ وبالتالي خفض احتمال التعرض للإصابة بأمراض القلب، وذلك ليس مستغرباً والزيتونة الشجرة المباركة التي أشار القرآن الكريم إلى بركتها.

مهرجان الزيتون الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام برعاية كريمة سنوية واهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف أضفى نوراً على نور يضيء من الشمال إلى أقصى مدن المملكة؛ فهو ملتقى اقتصادي وسياحي بالدرجة الأولى، ويلتقي على ضفافه كافة شرائح المجتمع المختلفة؛ ما جعل المزارعين يهتمون أكثر بزراعة الزيتون، خاصة المزارع الصغير الذي لا يستطيع تسويق إنتاجه؛ حيث إن مثل هذه الأمور هي محل اهتمام سموه الكريم للقضاء على جميع مشاكلهم حتى لا تضيع جهودهم سدى. الحديث الذي أدلى به خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - عند إعلان الموازنة العامة للدولة لهذا العام 1431هـ يأتي تأكيداً لسياسته في إدارة المال العام للدولة، والعدل في توزيع الثروات على مشروعات التنمية، ومن جهة أخرى هو عنوان آخر على تأكيد الأبجديات الأساسية للنظام المحاسبي والإداري في إدارة المال العام على كافة الأجهزة الحكومية بتفعيل وحدات المتابعة لديها لمتابعة أعمالها والتأكُّد من سلامة تنفيذها؛ وذلك من أجل توفير الوقت وسرعة ودقة إنجاز العمل وتوفير كافة الإمكانيات المادية لها. إلا أن بعض الإدارات الحكومية تعتمد على صرف مبالغ من بند قطع الغيار بحجة أن ليس لها بند؛ ما أدى إلى تقديم فواتير مبالغ في قيمتها أصلاً حتى ينفذ البند وتعجز تلك الإدارة عن إصلاح بعض الأعطال لنفاذ البند على أشياء لم يخصص من أجلها.

ولكن بعض تلك الإدارات ينبغي أن تعتمد على التخصص بالدرجة الأولى؛ فلا يعقل أن يكلف مسؤول عن محطة توليد كهرباء ما لم يكن تقنياً يعرف مدى توزيع الأحمال للمولدات، وكذلك الوضع في المستشفيات الحكومية التي تتعامل مع أرواح البشر مباشرة لا ينبغي أن يرأس الطبيب من هو أقل منه مؤهلاً علمياً حتى لو اختلف التخصص، ومع ذلك تجد بعض المستشفيات (200) سرير يرأسها فني خريج معهد بعد الكفاءة المتوسطة، يرأس مثل ذلك استشاريين وأخصائيين وجراحين نساء وأطباء مقيمين.إنَّ السبب لبعض الأخطاء هو نتيجة لبعض القرارات التي يجب معالجتها قبل الأخطاء الناجمة عنها؛ فالقرارات هي التي فتحت الباب لاستغلال بعض البنود، ومجازاة المقصر في أداء عمله غاية منشودة، لكن ينبغي الاهتمام بما أدى إلى ذلك قبل حدوثه.. يجب تحديد الأسباب التي سهلت لهم طرق هذا الإخلال لنتمكن من محاولة العلاج من الجذر؛ لأن الخطأ لا يكون إلا عبر أسبابه.



bndhlis@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد