Al Jazirah NewsPaper Friday  15/01/2010 G Issue 13623
الجمعة 29 محرم 1431   العدد  13623
 
الرئيس التونسي افتتح الندوة الدولية حول الشباب والمستقبل
الأمير نواف بن فيصل: العالم الجديد يجب أن يبنى على التفاهم والحوار ليس على مفاهيم الصراع وإلغاء الآخر

 

تونس - واس

افتتح فخامة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في العاصمة التونسية أمس الندوة الدولية حول الشباب والمستقبل بحضور صاحب السمو الملكي نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوزارية المنبثقة عن مؤتمر وزراء الشباب والرياضة الأول بالدول الإسلامية.ورحب فخامة الرئيس التونسي في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح بصاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد، مشيدا بالدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في كافة القضايا التي تهم الأمة الإسلامية والشباب.ودعا فخامته جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة إلى المشاركة الفاعلة في احتفالية السنة الدولية للشباب لعام 2010م التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي من خلال برامج عملية شاملة وهادفة تفتح أمام الشباب المجال للنشاط والإبداع وتوسع معهم فرص الاستشارة والحوار في جميع الميادين التي تهم عصرهم وعالمهم، متوقعاً أن تشكل السنة الدولية للشباب فرصة متميزة لتعزيز العناية بالشباب وتعميق معرفتهم بالمسؤوليات الحضارية والتاريخية الموكولة إليهم.

ورأى فخامة الرئيس التونسي أن الشباب في كل أمة معرضون أكثر من غيرهم لتأثير الأخطاء المحلية والاختلالات العالمية، مشيرا إلى ما تخلفه في نفوسهم من خيبة وإحباط، منتقدا زج الشباب في خلافات عقائدية ونزاعات عرقية وطائفية وتعبئة نفوسهم بمشاعر الكراهية والحقد والعنصرية والتهاون بسيادة الوطن إلى الحد الذي يورث الأجيال الصاعدة التبعية واتخاذ قرارات خطيرة وغير محسوبة من شأنها أن تسد الآفاق أمام الشباب وتدمر مستقبلهم.

عقب ذلك بدأت فعاليات الندوة بالجلسة الأولى التي رأسها معالي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية في الجمهورية التونسية سمير العبيدي، وكان أول المتحدثين فيها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي ألقى كلمة المملكة في الندوة قائلاً: (يسعدني في هذا اليوم المبارك أن أكون بينكم في هذه المناسبة العزيزة المهمة والتجمع الكبير الذي تشهده الجمهورية التونسية الشقيقة ناقلاً لكم تقدير ومحبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- الحريصين على كل ما فيه الخير للأمة العربية والإسلامية وقضاياها وخاصة ما يتعلق بالشباب العربي والمسلم الذي هو عدة المستقبل وأمل الأمة).

وأشار سموه إلى أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات متنوعة.. وتلك سنة الله في حركة الحياة.. مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه شبابنا في هذه الحقبة تختلف عن التحديات التي واجهتها الأجيال السابقة.. ولعل أهم التحديات التي تؤثر على سلوك الأفراد هو تحدي العولمة وآلياتها التي تعني هيمنة قطب أو أقطاب على العالم وتصدير ثقافته من خلال فرضها تحت شعارات عدة وهناك تحديات تنبثق من خلال المجتمع المسلم متعلقة بالشباب أنفسهم وتتمثل في العوامل المحيطة التي تؤثر على ثقافة الشباب وتوجهاتهم الفكرية والسلوكية التي تعمل على إحداث اضطراب في مسار وسلوك الشباب والتزامه بخصائصه الإسلامية التي شرف الله بها الأمة المسلمة بغض النظر عن أعراقها وألوانها ولغاتها.

وبين سمو نائب الرئيس العام لرعاية الشباب في كلمته أن العالم الجديد يجب أن يبنى على مفاهيم التعاون والتكامل وأساليب الحوار والتفاهم والبناء المتكافئ ولا يمكن أن يبنى على مفاهيم الصراع والعداء والاستعلاء وإلغاء الآخر، ويؤكد ذلك ويدعمه حقيقة أن المشكلات والقضايا الكبرى التي تواجه هذا العالم الجديد هي بالضرورة ذات طابع عالمي وأبعاد كونية ولا يملك جانب واحد - مهما أوتي من العلم والتقدم والتطور - أن يواجهها منفرداً وإننا جميعاً لا بد أن نكون شركاء متضامنين في مواجهة مشكلات ملحة مثل الإرهاب والتطرف أيا كان نوع هذا التطرف والفكر الدخيل وقضايا البيئة والمخدرات والأمراض والجهل والفقر.. مؤكداً أن ما يدعو للتفاؤل أن هذا الموضوع أصبح يحظى بعناية متزايدة من جميع دول العالم الإسلامي، وهناك حركة ملحوظة من النشاط والعمل في هذا الاتجاه، مدللاً بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بهدف إزالة حالة الاحتقان التي تعيشها المجتمعات الإنسانية ومعالجة حالات الظلم والعداوة والكراهية ومواجهة ظاهرة التطرف والعنف، مؤكداً أهمية تلك الدعوة كونها تأتي في ظل ظروف دولية بالغة الدقة شهدت بروز ظواهر جديدة كصراع الحضارات وصراع الأديان والثقافات.وقال سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد: إن دعوة خادم الحرمين الشريفين، تشكل دعماً لميثاق الأمم المتحدة ومواثيق حقوق الإنسان التي نصت على تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام بعيداً عن التعصب والتمييز والتحريض.

وأضاف قائلا: إن دعوة فخامة الرئيس زين العابدين بن علي إلى إعلان عام 2010م سنة دولية للشباب قد لقيت أصداء عربية وعالمية طيبة وتفاعلا من جميع المنظمات المعنية في عالمنا الإسلامي ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي نظمت هنا في العاصمة التونسية على مدى ثلاثة أيام مؤتمراً دولياً حول قضايا الشباب في العالمين العربي والإسلامي تمخض عن وثيقة (عهد تونس من أجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في العالم الإسلامي) وما يميز هذه الوثيقة أنها تسعى لتكريس الإرادة الراسخة في النهوض بأوضاع الشباب والارتقاء بقدراته وتفعيل طاقاته وضمان مشاركته النشطة في تعزيز إسهام البلدان الإسلامية ضمن مسيرة الحضارة الإنسانية، وإذا كانت هذه الوثيقة خطوة مهمة في اتجاه كسب رهانات الحاضر والتعامل الإيجابي مع تحديات المستقبل على صعيد معالجة قضايا الشباب في العالم الإسلامي فإن المؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي ملتزمان بالعمل الجاد والدؤوب لتفعيل مضامين هذه الوثيقة.

وأردف سموه قائلا: إن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من إيمانها بأن شباب العالم الإسلامي في أمس الحاجة لمزيد من الجهود التي تتعاون وتتكامل فيها برامج مؤسسات التربية والتوجيه والإعلام والثقافة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية.. قد أولت هذا الجانب أهمية بالغة محليا وعربيا وإسلاميا من أجل بناء قدرات الشباب فكريا ومعرفيا وتفعيل دوره في المساهمة الفعلية في مختلف مناحي الحياة.. وإذا كانت معالم هذا الاهتمام كثيرة على الصعيد المحلي فإن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي يشارك في هذه الندوة بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين، كما أن الإستراتيجية الوطنية للشباب المزمع إقرارها قريبا التي تهدف إلى تنمية تلك الفئة التي تشكل الشريحة الأكبر من المجتمع السعودي ما هي إلا ترجمة فعلية لهذا التوجه الذي حمل الكثير من المشروعات التي تستهدف إعداد الشباب المتسلح بالإيمان والعلم والمعرفة. أما على المستوى العربي والإسلامي فإن المملكة بوصفها قبلة للإسلام والمسلمين ومهبط الوحي فهي تنطلق من ثوابت ومسئولية إسلامية جسيمة في خدمة كل ما يحقق عزة وكرامة الأمة.. وإن مما يجعلها من الدول الرائدة في هذا المجال تبنيها واحتضانها ودعمها للعديد من الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية التي تعنى بالشباب منها الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي التي هي إحدى سنابل الخير التي تمتد من المملكة العربية السعودية إلى جميع دول العالم.. خدمة للشباب المسلم وتربيته وتوجيهه وحمايته عقائدياً وفكرياً وأخلاقياً، وتأهيله علمياً.

وبين سمو نائب الرئيس العام لرعاية الشباب أنه من خلال توصيات المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الشباب والرياضة الذي انطلق من المملكة العربية السعودية حاملا رؤى ومقاصد منظمة المؤتمر الإسلامي في تقوية التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية في الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية. واللجنة الوزارية المنبثقة عن المؤتمر والتي تشرفت بمسئولياتها ننظر من خلالهما ببالغ الأهمية إلى هذه الندوة الدولية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة التونسية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي.. باعتبار محاورها تصب في نفس الإطار العام للتوصيات والقرارات التي تمخض عنها المؤتمر والتي تشكلت من ثلاثة محاور هي ( التحديات التي تواجه الشباب المسلم والأنشطة والفعاليات المقترحة والإستراتيجية الشبابية المقترحة لمواجهة التحديات التي تواجه الشباب المسلم فكريا واجتماعيا و بيئيا و ثقافيا وفكرياً).

وقال سموه (يشرفني في ختام كلمتي أن أنقل تقدير قيادة المملكة العربية السعودية للاهتمام الكبير الذي توليه الجمهورية التونسية الشقيقة حكومة وشعبا بقيادة فخامة الرئيس زين العابدين بن علي لقضايا الأمتين العربية والإسلامية وخاصة تبنيها واحتضانها لهذا المشروع الإسلامي المهم والمتمثل في عهد تونس من أجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في العالم الإسلامي.. كما أقدم الشكر الجزيل لمعالي وزير الشباب والرياضة بالجمهورية التونسية الشقيقة ولمعالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ولمعالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومعالي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي على ما بذل من جهود سبيل تحقيق النجاح الكامل لهذه الندوة الدولية.. والشكر موصول لكل من ساهم من الشخصيات والأكاديميين والباحثين والمشاركين من الهيئات والوزارات والمنظمات في تفعيل هذه الندوة ومحاورها من الشخصيات والأكاديميين والباحثين والمشاركين من الهيئات والوزارات والمنظمات مشاركة وحضورا وتفاعلاً).

واختتم سموه كلمته قائلاً: (إن أهم ما يبرز في مستهل هذه الندوة هو الخطاب المميز جدا الذي استمعنا إليه جميعاً من فخامة الرئيس زين العابدين بن علي الذي يشرفنا أن يكون خطاب فخامته من الوثائق المهمة التي نعتمد عليها إن شاء الله في مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب واللجان المتفرعة منه).. متمنيا سموه من الله العلي القدير أن تتكلل جهود المشاركين في هذه الندوة بكل ما يصب في خير وصالح شباب الأمة الإسلامية ويعزز مكانتها. رافق سموه في حفل الافتتاح معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر والأمين العام لاتحاد اللجان الاولمبية العربية الوطنية عثمان بن محمد السعد ووكيل الرئيس العام لشئون الشباب منصور بن عبدالعزيز الخضيري ومدير عام معهد إعداد القادة محمد بن صالح القرناس ومدير عام العلاقات العامة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبدالله بن عبدالرحمن الدايل.

وكانت الجلسة الاولى قد شهدت العديد من الكلمات حيث ألقى الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي السفير عبدالمعز بوخاري كلمة المنظمة وكلمة لرئيس الرابطة الدولية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية باتريك فنتوريني وكلمة لمدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية الدكتور علي بن عبدالخالق القرني وكلمة لرئيس مؤسسة ثقافة السلام والمدير العام السابق لليونسكو فيديريكو مايور سارجوسا، وكلمة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للدكتورة ولاسيما بحوث وكلمة للأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، وكلمة لمدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور إبراهيم حسب الله، وكلمة ممثلة المديرة العامة لليونسكو اليزابيث لونكورت وكلمة لممثلة رئيس البنك الدولي جلوريا لكافا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد