Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/01/2010 G Issue 13627
الثلاثاء 04 صفر 1431   العدد  13627
 
رداً على ما كتبه د. زيد بن محمد الرماني
الحب العاطفي غير موجود في حياتنا

 

سعادة رئيس التحرير المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أطلعت على ما كتبه د. زيد بن محمد الرماني في صفحة الرأي في عدد الأربعاء 27-1-1431هـ رقم 13621 حول حب الزوجة لزوجها وما يلازم ذلك الحب من أمور يجب أن تدركها الزوجة ومما كتب (وحسن بالمرأة أن تعرف في الرجل مواطن ضعفه ومواطن قوته وأن تسعى في إثارة عواطفه الحبية الكامنة والعمل على إيقاظها بما عندها من قوة هي نفسها راكزة بل هي متأصلة فيها منذ حياتها الأولى..). أقول كم هو جميل أن تدرك الزوجة ذلك والأجمل أن تعمل به كحقيقة مسلم بها بعيداً عن زيف الحياة الزوجية المصنعة التي يعيشها البعض اليوم.

لكن يبقى السؤال ما مدى الحب المطلوب من المرأة تجاه زوجها في واقع الحياة التي نعيشها اليوم وفي ظل الكم الهائل من المشاكل الزوجية والأسرية التي تحيط بمجتمع المرأة قبل زواجها! وهل تتحمل المرأة عناء هذا الحب لوحدها وما مقداره؟

في واقع مجتمعنا اليوم نجد أن الأمر مختلف فبناء الحب في حياة المرأة أوجد على أساس عادات وتقاليد ركزت على زرع الاحترام والتقدير المتبادل بين أفراد الأسرة وأصبح واقع الحب مبنيا على هذا الأساس تاركا وراءه الحب العاطفي كشيء ثانوي لا أهمية له وتكمن المشكلة في الصدام العاطفي مستقبلا بين الزوجين عندما تفتقد الزوجة لإثارة العواطف الحبية الكامنة في الزوج!.

ما أقصده ببساطة يجب أن ندركه كمربين وكآباء وأمهات حقيقة الحب العاطفي هنا! الذي بات اليوم شبه غير موجود في حياة أبنائنا وبناتنا اليوم وأصبحت ثقافة العيب تغذيه وتنميه وتؤصل في نفوسهم هذه الحقيقة.

لا زال الكثير منا يجهل أهمية الحب في حياة الفتاة صغيرة كانت أم مقبلة على زواج فكثيراً من الناس يعتقد بأن الحب العاطفي يقتصر على الكبار دون الصغار وأنه من العيب أن يتعلم الصغار المعاني والعبارات المتعلقة بجوانب الحب في حياة الأسرة وخاصة الأم والأب، ويصبح الحب في حياة الأبوين رموزاً لا يعرفها الصغار وتتحول إلى عالمهم العيبي الذي بدوره يلزمهم شكلياً بعدم تجاوز حدودها خاصة داخل الأسرة وتكمن المشكلة عندما يستقى الحب ويتعرف عليه من مصادر جديدة كالمدرسة ووسائل الإعلام.

لذا كان واجباً علينا أن نشعر أبناءنا وبناتنا بالحب وأحاسيسه العاطفية وننميها فيهم منذ الصغر فمن حقهم علينا أن لا نحرمهم هذا النوع من الحب بل يجب أن يمارس في حياتهم اليومية فعلياً وبالأقوال والأفعال ولا ننتظر المناسبات كي نعبر ونقبل فيها أبناءنا! فكم من أب أو أم تستنكر تقبيل ابنها أو ابنتها لها وربما يتمعر وجهها نتيجة ثقافة العيب التي تغذت عليها في حياتها الأولى.

إن الفتاة التي تفتقد للحب العاطفي الأسري قد تفشل في حياتها الزوجية فضلاً عن بعض المشاكل التي قد تترتب عليها نتيجة فقدان هذا الحب إذا ما استطاعت التغلب عليه وقلب الظروف لصالحها، واستدراك ومعالجة ما فات وعكس ذلك مزيد من الألم والحزن في حياتنا.

صالح سعد السبيعي


salehsaadm@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد