Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/01/2010 G Issue 13628
الاربعاء 05 صفر 1431   العدد  13628
 
الدكتورة خولة الكريع: تكريم خادم الحرمين لي شخصياً هو رسالة بأن المرأة تعيش اليوم عصرها الذهبي
لو عُرضت عليَّ وزارة الصحة فلن أقبلها!

 

جدة - عبدالله الزهراني:

اعتبرت الدكتورة خولة الكريع رئيسة مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - شخصياً لها مؤخراً وتقليدها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، رسالة موجهة بأن المرأة السعودية اليوم تعيش في عصرها الذهبي وقد خرجت من الأسوار المحكمة التي حاطت بها عقوداً طويلة، وقالت في هذا السياق: «المرأة السعودية استطاعت أن تثبت دورها الفعال وكفاءتها العالية ومقدرتها على المساهمة في مسيرة تنمية الوطن وليس هذا فحسب؛ فولي الأمر - حفظه الله - يثمن هذه المشاركة، وما تكريمي إلا خير رد على مَن يعتقد غير ذلك».

وأضافت الدكتورة خولة الكريع في حفل تكريمها باثنينية عبدالمقصود خوجة بحضور جمع غفير من الأدباء والمفكرين والدبلوماسيين والكتاب والإعلاميين بجدة مساء أمس الأول، أن التكريم الرفيع لها يدل دلالة واضحة على أن حكومتنا الرشيدة تؤمن بأهمية العلم وترعى العلماء وتدرك وتعي أن العلم اليوم هو أساس التعامل والسيادة بين الدول والشعوب المتقدمة، كما أن المليك المفدى ينظر بعين العدالة والمساواة لجميع أبناء الوطن؛ فمعيار المفاضلة لديه ليس جنس أو منطقة معينة، ولكن هو العمل المخلص والعطاء المستمر من أجل تقدم هذا الوطن الغالي.

ولفتت إلى أنها تلقت العديد من التهاني من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمسؤولين والأدباء والمثقفين ورجال الدين، ووصفت ذلك بأن حال الشعب السعودي ذي التفكير الوسطي المعدل يقول للمرأة السعودية اليوم: لقد حان وقتك وهذا عصرك؛ فأصبح يبارك لها الدخول إلى ميدان العمل والمشاركة في تحمل المسؤولية.

ورجعت الدكتورة خولة بالذاكرة إلى الوراء وتحدثت عن بدايات دراستها حيث قالت: اسمحوا لي أن أكشف سراً وأنا اليوم محاطة بمجموعة كبيرة من المفكرين والأدباء والكتاب، وهو أنني قبل أن أشق طريقي في دراسة الطب كان حلمي القديم أن أكون (أديبة)، حيث كانت القراءة متعتي، كما أجد في الكتابة قمة سعادتي، وأؤمن بأن القلم يستطيع أن يحلق بحدود الفكر وأجنحة الروح إلى فضاء فسيح بلا حدود، وقدر الله لي أن أكون متفوقة جداً في المواد العلمية؛ فانصرفت عن قراءة كتب الأدب وتوجهت إلى قراءة كل ما هو علمي بحت.

واستطردت في حديثها بالقول: «كنت متشبعة بالنظرة القديمة السائدة بأن العلم والأدب لا يجتمعان، حينها فضلت أن أحمل لقب (دافورة)، وهذا اللقب يعني الذي يعمل بجد واجتهاد علمي؛ للحصول على أعلى الدرجات»، مضيفة أن مشوارها لم يكن بالسهل واليسير؛ فقد مرت بلحظات فقدت فيها بريق الأمل تماماً، وذلك أمام وعورة الطريق وسهر الليالي، مستعينة بالإيمان بالله ثم المثابرة والطموح، والتي أوقدت لها شعلة الأمل وأعادت وميضها مرة أخرى.

وأوضحت أن قرار تخصصها في أمراض السرطان كان يعود إلى أنها لم تجد نفسها في الطب الإكلينيكي البحت، وذلك على الرغم من أنها قضت فيه سبع سنوات من عمرها، ورأت أن حصر دورها كطبيبة في فحص المرضى وصرف العلاج لهم أمر غير كاف؛ فقد كانت تشعر بضرورة بذل المزيد للمرضى أكثر من التشخيص وصرف الدواء، وأضافت قولها: «كان يحز في نفسي ويعصرني الألم عندما أشاهد حالات لمرضى السرطان وكل ما نستطيع تقديمه كأطباء هو أدوية كيميائية بالغة السمية حيث تحملون أضرارها وحتى دون التأكد بأنها ستعمل أثناء علاج المرضى».

وزفت البشرى للحضور بأنه قد ظهرت أدوية جديدة لعلاج السرطان مؤخراً ستعيد الأمل - بإذن الله - لكثير منهم، وقالت: «بعد توفيق الله نحاول أن تكون المملكة الرائدة في تقديم هذه الأدوية الجديدة لمرضانا، وهذه الأدوية تسمى بالأدوية الموجهة التي نستطيع تصميمها بطريقة تقضي على الخلية السرطانية من دون التأثير في الخلايا السليمة المحيطة بها؛ وبالتالي يتم القضاء بشكل تام وبتأثيرات جانبية قليلة وقد تكون معدومة».

ولم تنف الكريع أن هناك عروضاً قدمت لها من أمريكا للبقاء فيها، وبينت الكريع أن هجرة العقول العربية لدول غربية تعود إلى وجود الإمكانات المادية والتقنية والبحثية التي تقدم بصورة أسرع بعيداً عن البيروقراطية التي تقتل الإبداع والتميز، مؤكدة أن المملكة لا تزال لديها الإمكانات الكبيرة التي تستطيع أن تسخرها لاجتذاب علماء من الخارج، فضلاً عن الدعم المالي الكبير في الداخل.

وفي ردٍّ على سؤال لإحدى الحاضرات حول طموحها وخططها المستقبلية وحلمها بأن تكون أوّل وزيرة للصحة في المملكة - مثلاً -، قالت الدكتورة الكريع: يشرفني أن أخدم وطني من أيّ مكان، ولكن لو عرضت علّي وزارة الصحّة فلن أقبل بها، لسبب بسيط وهو أنني أجد نفسي بين أبحاثي وفي مختبري.

وكان صاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة قد أوضح خلال كلمة ألقاها في الحفل أن «هذا التكريم يأتي تقديراً لنشاط الدكتورة الكريع في مجال البحث الجيني للسرطانات، وعملها مع فريق العلماء الذي ترأسه للتعرف على الصفات الجينية للخلايا السرطانية، وإيجاد طرق تشخيص وعلاج أمراض السرطان المختلفة».

نبذة مختصرة

الدكتورة خولة الكريع من مواليد الجوف، حاصلة على بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود عام 1994م، وعلى البورد الأمريكي في علم الأمراض من جامعة جورج تاون واشنطن عام 2000م، ودكتوراة الزمالة في علم جينات السرطان من المركز القومي للأبحاث من ميريلاند في الولايات المتحدة عام 2001م، وحازت عدداً من الجوائز، منها: جائزة أفضل بحث علمي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لعام 2008م، وبراءة اختراع من ألمانيا عن اكتشاف التضخم الجيني لجين ESR في سرطان الثدي عام 2007م، وجائزة هارفورد للتميز العلمي عام 2007م. وتدرجت في الوظائف من أستاذة مشاركة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلى رئيسة بنك الأنسجة الحيوية في المركز والمديرة الطبية للمختبر العربي التشخيصي في المستشفى من عام 2003م وحتى الآن. وهي كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام منذ عام 2005م حتى الآن، وهي ممثلة الشرق الأوسط في مجلس تحرير مجلة BMCgenomic البريطانية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد