صحّح لي بعض القرّاء معلومةً حول البت في أمر الزواج والطلاق في المحاكم وأن هناك لجنة خبراء يحيل إليها القاضي بعض القضايا للنظر فيها وإمكانية الصلح.
وإذ أشكر القارئ الكريم الذي هو في نفس الوقت أحد أعضاء لجنة الخبراء في إحدى المحاكم على توضيحه الكريم.
وأجدني أنتهزها فرصة وخصوصاً أن امرأة قصدتني وعرضت علي حكماً صادراً من إحدى المحاكم في المملكة المبني على رأي لجنة الخبراء ويلزمها الحكم بدفع نصف مهرها لزوجها الذي قرَّرت المحكمة أن يكون طلاقها منه خلعاً وليس طلاقاً لأن الزوج رفض التطليق ولأن ضربه المبرح لها لا يوجد ما يثبته؛ فالشهود لا يحضرون في البيوت المغلقة و(المضروبة) لا تملك سيارة أو الحق في قيادة السيارة حتى لو امتلكتها لتذهب إلى المستشفى وتسجّل وتثبت واقعة التعدي عليها بالضرب وخاصة إذا كانت غريبة في بيت زوجها وتفصلها عن أهلها مئات الأميال.
** أود أن أسأل ..
هذه المرأة العشرينية التي قضت في بيت الزوج خمس سنوات وهو رجل ستيني أنجبت منه ولداً وخدمته من أين تجلب له نصف المهر لتدفعه ثمناً لحريتها.
هل في دورانها على النساء والرجال وحديثها مع الناس في عرض الطريق بحثاً عن مالٍ تجمعه تفتدي به نفسها هل في هذا كرامة لها وحفظ لفضيلتها وصون لخصوصيتها وحماية لها مثل جوهرة مكنونة كما يُقال دائماً؟
أم أن الجوهرة المكنونة هي من تقبل بأن تعيش مع زوجها على كره ومن ترضى بالهوان والضرب.
* ما دور لجنة الخبراء بعد صدور الحكم؟
لمَ لا يكون هناك استكمال لدورهم في إرشاد هذه الفقيرة لكيفية الحصول على المال دون هدر لكرامتها، لمَ لا يتم التنسيق مع الجمعيات الخيرية وكبار المتبرعين لمساعدة هؤلاء النساء اللاتي ألزمتهن المحاكم بدفع المال لأزواجهن الذين يضربونهن ويعنّفونهن كثمن لخلاصهن من جحيم ظلمهم.
** كما أنتهز هذه الفرصة كي أسأل.. ممَ تكوَّن لجنة الخبراء في المحاكم؟
وما هي تخصصات أعضائها؟ وما هي صلاتهم بمؤسسات المجتمع المدني المختلفة؟
في رأيي أنه لا بد من تنوّع فكري وثقافي وتخصصي يسهم في إعطاء القاضي رؤية من جوانب متعدّدة يحفظ للحكم عدالته ومنطقيته ولا يعدم من الرحمة والرأفة أيضاً.
