Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/01/2010 G Issue 13628
الاربعاء 05 صفر 1431   العدد  13628
 
شتاء بدون أبو حسن
عبدالعزيز بن عبدالله السناني

 

في ليلة باردة حولت فيها وفاة الصديق الصدوق إبراهيم العميم الشتاء إلى صيف حار وحارق جداً ..

فلم تجف عيوني وعيون أصدقائنا بعد على رحيل الغالي (سريع) لنفجع برحيلك يا صديقي أبو حسن.. وتعود الدموع مرة أخرى.

غادرت تسحب كل شيء وراءك، الحب، الابتسامة، الصمت الكثير.. كانت ابتسامتك يا صديقي أكثر من كلامك وأكثر من زعلك.

صديقي أبو حسن:

كنت هلالياً أكثر من الهلاليين. لقد خفنا عليك من الهلال، كنت إدارياً ولاعباً.. ومشجعاً.. ومدرباً.. لا لقد كنت جمهوراً بأكمله ولكن بدون ضجيج كان الهلال يسيطر على كل شيء فيك حتى أنفاسك كانت في تلك الفترة ترتفع مع كل هجمة وتنخفض مع كل هجمة معاكسة.. وكان الضغط والسكر والذي صادقته لأكثر من خمسة عشر عاماً.

كانت حياتك يا صديقي في تلك الأيام الرياضية كلها هلال في هلال لم تدرك أن قلبك سوف يقول لك قف وأمامك خطر وهي العبارات المرورية والتي مارستها عملياً كضابط في المرور لتنقلها إلى حياتك الخاصة بعد أن أجهدت قلبك بالحب والهلال وقنوات الأخبار.. لتبدأ مرحلة حرجة من الآلام بعد أن توقفت ثلاثة شرايين في قلبك الأبيض لتستبدلها بشرايين أخرى من أنحاء جسمك.. وتخرج لنا من المستشفى.. وتترك الهلال والكورة وكل ما يثيرك مع الشرايين المستبدلة.

صديقي أبو حسن:

خرجت من مرض القلب بكل خير وحب وبعد ثلاث سنوات يسقطك المرض الخبيث القاتل والذي لم يمهلك أكثر من شهرين لتودعنا أيضاً بابتسامة لن ننساها ونحن حول سريرك في المستشفى التخصصي بالرياض بعد عملية استمرت لأكثر من عشر ساعات استأصلت فيها أجزاء كبيرة من جهازك الهضمي.

كنا يا صديقي نتعلم منك الصبر.. وكنا نتعلم منك التحمل والتعب وغادرتنا والدموع تزفك بكل حزن وألم.

صديقي أبو حسن:

كل شيء سوف يفقدك. مكانك في مجلسنا، نظارات القراءة والتي تركتها على ذلك الرف، الصحف اليومية والتي لا تدع سطراً منها إلا قرأته حتى الإعلانات. سوف يفقدك الشتاء والذي تحتفل فيه رغم أننا نخالفك فيه كثيراً كل شيء سوف يفقدك من الأماكن.. والأوقات هذا دون البشر من الأقارب والأولاد والأصدقاء الذين ضاقت بهم المقبرة في وداعك الأخير رحمك الله يا صديقي رحمة واسعة وأنزلك منزلة رفيعة في الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب فقد كنت محباً للخير تنفق يمينك ما لم تعلم به شمالك. كنت تبحث عن المحتاجين.. والفقراء والأسر المعدومة لتخفف عنهم بعطائك وسخائك جعل الله ذلك في ميزان حسناتك.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بمنطقة القصيم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد