Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/01/2010 G Issue 13629
الخميس 06 صفر 1431   العدد  13629
 
كرسي الأمير سلطان للعمل الخيري اختيار موفَّق من جامعة الإمام

 

منذ أن وطئت قدما صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أرض الوطن عائداً من رحلته العلاجية سالماً معافى - بفضل الله ومنته - والبشائر تترى، والفرحة تغمر الصغير والكبير والقريب البعيد، ومنذ وصول سلطان الخير إلى بلد الخير والإنسانية ونحن نسمع مبادرة هنا ومبادرة هناك، وكلها تعبِّر عن فرحها بعودة وشفاء الرمز سلطان؛ فنحن مشتاقون إليه، وهو مشتاق إلينا.

ولعل من أبرز تلك المبادرات التي تستحق الإشادة والتقدير مبادرة جامعة الإمام محمد بن سعود، التي أعلنتها في جريدة الجزيرة في صفحة متابعة يوم السبت الموافق 2-1-1431هـ، والتي جاءت ابتهاجاً بعودة سمو ولي العهد الأمين؛ حيث قرَّرت جامعة الإمام محمد بن سعود إنشاء كرسي بحث متخصص في دراسات العمل الخيري باسم الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

إنَّ مبادرة جامعة الإمام هذه ليست مستغربة من هذه الجامعة العريقة التي تشهد حراكاً علمياً وأكاديمياً كان من إنتاجه إنشاء كراسي بحثية متعددة؛ حيث أنشأت في الآونة الأخيرة كراسي بحثية في عدد من التخصصات العلمية والإنسانية؛ ما جعلها تنافس الجامعات العربية والآسيوية، وتحتل مكانة مرموقة في سلم الجامعات العالمية.

لا شك إذن أن إنشاء هذا الكرسي باسم هذا العَلَم الكبير الذي ارتبط اسمه في ذهنية الشعب السعودي بالخير والسخاء، فضلاً عما عُرف عنه - يحفظه الله - من حبه للخير ودعمه للمناشط الخيرية يعدُّ اختياراً موفقاً من جامعة الإمام، ومبادرة تُحسب لها؛ فدراسات العمل الخيري ومجالاته جديرة بإنشاء كرسي بحثي لها، واقتران هذا الكرسي له دلالة كبيرة، وله إيحاء قوي؛ فهو مرتبط بشخصية تحب الخير وتدعو إليه، كما يحبها الناس ويدعون لها.

إنَّ مدير جامعة الإمام معالي الدكور سليمان أبا الخيل رئيس مجلس كراسي البحث في الجامعة حينما أعلن إنشاء كرسي الأمير سلطان لدراسات العمل الخيري عبَّر عن غبطته وغبطة منسوبي الجامعة بهذه المناسبة، وأشار إلى أن الجامعة تسعد بتخليد تلك الذكرى الوطنية بعودة الأمير سلطان بإنشاء هذا الكرسي الذي يستمد من ارتباطه الوثيق باهتمامات سموه الكريم الخيرية؛ فهو رائد من رواد العمل الخيري في المملكة العربية السعودية.

إننا اليوم متفائلون بنجاح هذا الكرسي وتحقيقه نجاحات مستمرة في مجال العمل الخيري؛ نظرا إلى ارتباطه أولاً بالأمير سلطان، ولسمو أهدافه ثانياً؛ حيث إنه سيساهم بإذن الله في تقديم خدمات مباشرة وغير مباشرة في مجال العمل الخيري؛ فهو سيساعد في إجراء دراسات علمية، وسيقدم مساهمات فاعلة في مجال الأعمال الخيرية من خلال دراسة الأسباب وتقديم الحلول وإيجاد البدائل وتحقيق الحاجات ونقل التجارب والإفادة منها؛ مما يسهم في رقي مجتمعنا وتحقيقه الريادة في الأعمال الخيرية؛ حيث من المتوقع كذلك إفادة الدول الأخرى من تجاربنا في مجال الأعمال الخيرية؛ لأن هذا الكرسي سيسهم بإذن الله في تقديم نموذج حي يقدم لهذه الدول لكي تستفيد منه في مجالاتها الخيرية المتنوعة.

كل الشكر لجامعة الإمام على مبادرتها الرائعة واختيارها الموفَّق لهذا الكرسي، وكل الشكر والتقدير لاختيارها المسدّد للشخصية التي ستحمل مسماه، وكل الدعاء والتقدير والوفاء لهذا الرمز السخي، ومبارك لنا هذا الكرسي الذي يحمل اسماً عزيزاً علينا، فمتى ما ذكر الخير حلّ سلطان.

د. محمد بن شديد البشري


albashri@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد