قرأت ما كتب في العدد (13623) بعنوان: (مدير عام الخطوط السعودية: لا نخشى المنافسة من الشركات الأجنبية.. وهذه المنافسة حتماً هي في خارج البلاد.. ومن المطارات الدولية.. ولكن في المطارات الداخلية فليس هناك منافس.. وليس أمام المسافر إلا خطوط واحدة.. وأنعم بها وأكرم إذا احترمت الراكب ولكن حين تتصل على موظف (الخطوط السعودية) طالباً حجز مقعد لرحلة متجهة من القصيم إلى الرياض قبل أسبوع من إقلاع الرحلة تفاجأ بالموظف يصك سمعك بقوله: (الرحلة مغلقة) أي لا مجال ولا حتى للانتظار.. بل في مدى أقل من أسبوع فإذا اتصلت يوم السبت تطلب رحلة الثلاثاء قال: (مغلقة).. وهكذا وعندما شاهدت الطائرة المغادرة إلى (الرياض) عرفت السبب فهي طائرة صغيرة جداً لا تتسع لأكثر من مائة راكب على أكثر تقدير (MD9).. وعلى الرغم من قصر المسافة بين القصيم والرياض (300 كم) إلا أن هناك زحاماً كبيراً على الرحلات المغادرة إلى الرياض أو القادمة منها حيث إن ارتباط أهالي القصيم بالرياض وثيق جداً، فهي المدينة الأقرب لهم من المدن الكبرى وهي العاصمة وقل أن تجد بيتا في القصيم إلا وينتمي له آخر في الرياض فمعظم أهالي القصيم يقصدون الرياض في إجازة نهاية الأسبوع، إما لأعمال خاصة أو زيارة أقارب أو لأي غرض آخر، ومن يشاهد طريق (الرياض - القصيم) في أيام الأربعاء والجمعة يشاهد العجب العجاب من الكثافة الهائلة للسيارات المتدفقة عبره، والتي تشبه السيل الهادر لكثرتها حتى إنه ليخيل للسائر عبره أن السيارات في الليل عقد متواصل من الضوء الذي لا ينقطع ويبدو أنه لكثرة الزحام عبر الطريق بدأ الكثيرون يلجأون إلى الطائرة لتقلهم إلى الرياض أو العكس فكاكاً من زحام الطريق، مع العلم أنه إذا تم حساب الوقت المستغرق للرحلة بالطائرة (شاملة الذهاب للمطار والمغادرة من المطار الآخر) فهي مساوية أو أكثر للرحلة بالسيارة، خاصة مع (التأخير المعروف لرحلات الخطوط السعودية) والذي أصبح سمة بارزة تميِّز الخطوط السعودية عن غيرها وخدمة تقدم للركاب (نعتز بخدمتكم)..!!
وخدمات (الخطوط السعودية) بمنطقة القصيم خدمات يمكن وصفها بالمتدنية، وبالتأكيد فإن حجة الخطوط السعودية بذلك هو أنها غير مجدية اقتصادياً وأنها رحلة داخلية قصيرة ولكن بالتأكيد فإن التخطيط الجيد للرحلة ودراستها ستعيد حسابات الربح الاقتصادي لهذه الخطوط وإلا فإن المجال واسع لإتاحة الفرصة لناقل جوي آخر لخدمة الركاب الذين لا يذهبون بالمجان ولا يبحثون عن الرفاه بالانتقال والسفر من القصيم للرياض.. وبالتأكيد فإن الخطوط السعودية لم تأخذ بحسبانها أنه يتم بناء خط الشرق السريع لسكة القطار والذي يصل بين الرياض والقصيم في أقل من ساعة ولو كان هذا الخيار متوفرا حاليا أمام المسافر لرأينا خدمات السعودية بالقصيم على أحسن حال والرحلات متوفرة على مدار الساعة والزمان.. وبالتأكيد فإن هناك خدمات أخرى للخطوط السعودية بالقصيم هي أيضاً ليست أحسن حالاً من (إغلاق الرحلة) ومنها:
1- نظام الخطوط السعودية يقول: إن بطاقة صعود الطائرة والتي هي الضمانة الأكيدة للسفر بالطائرة يمكن الحصول عليها قبل (24) ساعة من إقلاع الرحلة، وفي إحدى المرات التي سأسافر فيها للرياض في يوم من الأيام ذهبت للمكتب الرئيسي للخطوط السعودية بالقصيم والواقع بالقرب من إمارة المنطقة، وسألت أحد الموظفين عن بطاقة صعود الطائرة والتي بقي على رحلتها (20 ساعة) فقال لي: يمكنك أخذها من المطار.. فذكرته بأن نظام الخطوط هو الحصول عليها ما دام أن المتبقي على الرحلة (24 ساعة) أو أقل.. فقال الموظف الآخر: إن النظام عطلان (السيستم عطلان) وهي العبارة التي تعوّدنا عليها من موظفي الخطوط السعودية حتى أصبح الركاب لا يصدقونها بل إنها كلمة دارجة تعني (الموظف كسلان)..!!
ولكن رغم ذلك قبلت هذا الأمر وقلت ربما أجد ماكينة الخدمة الذاتية في المطار، وأقتطع منها بطاقة الصعود للطائرة بدلاً من الانتظار أمام (الكاونتر).. ولكن الأمر الأدهى والأمر هو أن الماكينة في المطار أيضاً (عطلانة).. وجميع من يأتي إليها يظل وقتاً يضغط على المفاتيح دون جدوى ثم يحزم أمره وينتظر في طابور طويل أمام (الكاونتر) الذي يوجد عليه موظفان فقط، ويقف بطابور يغص بالحقائب الكبيرة التي تأخذ وقتاً طويلاً في إجراءات وزنها وإنهائها، فلماذا لا توفر (الخطوط السعودية) بالقصيم على أقل تقدير ماكينة الخدمة الذاتية لإصدار بطاقات الصعود على أقل تقدير بمكتبها الرئيسي وبالمطار إذا كانت فعلاً تعتز بخدمتنا كما أننا نعتز بالركوب على طائراتها..!!
2- حلاً لمشكلة الزحام على رحلات السعودية المتجهة إلى الرياض أرى أن يتم تخصيص (3 رحلات) يومياً للرياض بدلا من رحلة واحدة صباحاً، ورحلة أخرى مساء، أو أن يتم الابقاء على هاتين الرحلتين مع زيادة حجم الطائرة لتتسع لعدد أكبر، فكثير من المسافرين لا يقرر السفر إلا في نفس اليوم أو قبل السفر بساعات، ولكن كون الرحلة مغلقة قبل أسبوع فهذا يعني أن هناك عددا كبيرا من المسافرين كان بودهم السفر بالطائرة، ولكن لم يجدوا لهم مقعدا وعددهم بالتأكيد يستحق زيادة عدد الرحلات وعددهم بالتأكيد ستستوعبه طائرة أخرى، وإذا كانت الخطوط السعودية تفكر بالربح والخسارة فيمكن تخصيص خط واحد للرحلات المغادرة من (الرياض - القصيم - المدينة) أو العكس بحيث تكون الرحلة مواصلة من القصيم للمدينة أو حائل أو تبوك أو الجوف.
3- حلاً لمشكلة ازدحام خط (القصيم - جدة) والذي يشهد زحاما هائلا في نهاية الأسبوع خاصة للذين ينوون العمرة فهناك حل آخر وهو تخصيص رحلة من (القصيم) إلى الطائف يوميا، وأعتقد انها مجدية للخطوط السعودية اقتصاديا وكثير من أهالي القصيم يقصدون مكة للعمرة وفي الصيف يقصدون مكة والمصايف في الطائف، فلماذا لا يتم تخصيص رحلة للخطوط السعودية من القصيم للطائف، أتمنى أن أجد الإجابة من معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم الذي أعرف اهتمامه بتطوير الخطوط وخدمة عملائها في منطقة القصيم الخضراء ذات البساتين اليانعة وكثبان الرمال الذهبية التي يتابع نهضتها سمو أميرها الأمير فيصل بن بندر وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني