Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/01/2010 G Issue 13631
السبت 08 صفر 1431   العدد  13631
 
إنها سموم قاتلة
أضرار المخدرات اقتصادية واجتماعية وصحية

 

أتابع ما يكتب في جريدة الجزيرة الغراء عن أضرار المخدرات وتعقيباً على ذلك أقول: في مواسم الامتحانات والإجازات يتربص هؤلاء الأعداء بشبابنا وفتياتنا ليبثوا سمومهم بدعوى المنشطات التي تساعد على الفهم الجيد والاستيعاب وصفاء الذهن والترويج عن النفس ترويجاً لهذه الآفة المدمرة فعلى جميع الآباء والأمهات وجميع أفراد الأسرة أخذ الحذر والحيطة من هذه السموم القاتلة ومروجيها فأقول: لم تعد آفة تعاطي المخدرات مشكلة شخصية تنحصر أضرارها في الفرد الذي يتعاطاها، فهي إضافة إلى الأضرار الجسيمة والتدميرية التي تصيب الفرد الذي ابتلاه الله وأدمن على تعاطيها فتدمر صحته وتهدم أسرته وكل المحيطين به ومجتمعه، أصبحت سلاحاً خطيراً يستعمله أعداء الأمم والشعوب لتدمير الدول وهدم أسسها الأخلاقية والاقتصادية والتنموية وحتى الدفاعية والأمنية والسلوكية.

وبفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بفضل رجال الأمن الذين أثبتوا أنهم على مستوى عال من اليقظة والتفاني والمسؤولية في سبيل حماية البلاد والعباد وهذا ما يفرحنا ويثلج صدورنا.

فإن الجهود المستمرة لرجال الأمن في مكافحة تهريب وترويج وتعاطي المخدرات قد أسفرت عن رصد وإحباط عدد من محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة. ويؤكد رجال الأمن -بإذن الله- وتوفيقه أنهم سيواصلون تنفيذ مهامهم لحماية المجتمع من آفة المخدرات ووقايته من أضرارها وسيعملون بمهنية واحترافية للحيلولة دون استهداف المجتمع وأبنائه في أمنهم وسلامتهم والقبض على كل من يسعى لتهريب أو ترويج المخدرات بالمملكة وتقديمهم إلى القضاء لنيل جزائهم العادل الرادع.ومن الأضرار الاجتماعية على المتعاطين: يتنامى تدهور صحة المدمن حتى يصبح عاطلاً عن العمل وهو عضو غير منتج في المجتمع يميل إلى ارتكاب الجرائم كالسطو المسلح والاغتصاب والقتل والإفساد، غير متحمل لمسؤوليته كراع في أسرته، وينفق موارده لتحصيل ما يتوهم فيه اللذة من مخدر تاركاً أفراد أسرته دون طعام ولا كساء مما يؤدي إلى كثرة حدوث الطلاق في تلك العائلات، كما تكثر ولادة أطفال مشوقي الخلقة ضعيفي البنية في أوساط المدمنين، وانتشار المخدرات علامة على الرذيلة بكل صورها.

ومن الأضرار الاقتصادية علاوة على أن المدمن إنسان غير منتج فإنه يلحق بمجتمعه خسارة كبرى في الإنفاق على علاجه من الأمراض التي ينتجها الإدمان، وعلى إنشاء مصحات لعلاج آفة الإدمان بالذات وعلى الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات وملاحقة الاتجار بها والمهربين لها. ثم إن أسعار المخدرات الباهظة تستنزف الدخل القومي الوطني لتجتمع في أيدي قلة من الناس تعمل لحساب جهات إجرامية دولية من المافيا وسواها.

ومن الإضرار الصحية والنفسية لكل مخدر أثره الخاص على العضوية، فالإدمان يؤدي إلى ضمور قشرة الدماغ التي تتحكم في التفكير والإرادة، وتؤكد الأبحاث الطبية أن تعاطي المخدرات ولو بدون إدمان يؤدي إلى نقص في القدرات العقلية والذهنية وإلى إصابة خلايا المخيخ بالضمور مما يخل بقدرة الشخص على الوقوف من غير ترنح.

وقد بقي دور الأسرة والمواطن والإعلام وجميع المؤسسات التربوية ودور المساجد والأندية والكتاب والمصلحين الاجتماعيين والاقتصاديين وأصحاب الفكر والرأي والثقافة والأندية في نشر ثقافة أضرار المخدرات وتعاون الجميع على القضاء عليها وعلى مهربيها ومروجيها ومتعاطيها، كما أقترح على الجهات المعنية وبالأخص مجلس الشورى أن يكون هناك تحليل قبل الزواج لخلو الزوجين من تعاطي المخدرات، وطلب كشف طبي دوري لجميع الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص ولجميع المقيمين لإثبات خلوهم جميعاً من تعاطي المخدرات لكي نقضي على هذه الآفة المدمرة للبشرية.

د. فهد بن عبدالرحمن السويدان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد