Al Jazirah NewsPaper Monday  25/01/2010 G Issue 13633
الأثنين 10 صفر 1431   العدد  13633
 
عذاريب
«كفاية نكد وإحباط»
عبدالله العجلان

 

قال لي أحد الأشقاء العرب ذات يوم: بسبب متابعتي لما يطرح يومياً في بعض مطبوعات وقنوات بلدي الفضائية من قضايا اقتصادية ومشاكل اجتماعية وسياسية ورياضية وخلافها من جرائم تهز المشاعر وفضائح تقتحم خصوصيات الناس، وبشكل مكثف ومحبط ومؤلم ومثير للفزع، ولأنني بعيد عنه ولا أعرف ما يدور فيه إلا من خلال ما تبثه تلك القنوات والمطبوعات، صرت أشعر بالخوف والقلق، لدرجة أنني لم أعد متحمساً للعودة إلى هناك من جراء عدم مقدرتي على التخلُّص من حالة الرعب المسيطرة عليّ والتفكير دائماً وأبداً بما رأيته وقرأته.

تذكرت ذلك ووجدت أن الكثيرين هنا في أخبارهم وتحقيقاتهم وتعليقاتهم وآرائهم الاجتماعية والرياضية والثقافية وغيرها في الصحف والقنوات والمنتديات، وحتى في مجالسهم، يمارسون الأسلوب نفسه، يكرسون في ثقافتنا لغة التذمر من الحاضر وهاجس التشاؤم الدائم من المستقبل؛ فبات الاحتقان هو الفكر السائد والخيار المناسب لحل مشاكلنا وتشخيص واقعنا وتصور أزماتنا، وكأنه لا توجد لدينا نجاحات مثيرة للاهتمام، وإيجابيات جديرة بالإشادة والثناء، ومشاريع خير ونماء وخطط تنمية وبناء في المجالات كافة تستحق الشكر والإطراء، وتنشر في بيئتنا وعقولنا وأفكارنا وتعاملاتنا أجواء التفاؤل والفرح والاطمئنان..

لندع التهويل والمبالغة والإرجاف، ولنحكِ بواقع، ونكتب بإنصاف، ونتحاور بهدوء؛ من أجل وطن خير أعطانا الكثير، ولديه - بإذن الله - المزيد..

مسؤولية اللجنة

سعدنا كثيراً بتشكيل لجنة التطوير العالمية، واستبشرنا أكثر بتأكيدات الأمير نواف بن فيصل الأخيرة أن هنالك تعديلات كبيرة وتغييرات واسعة للجان اتحاد الكرة، لكننا في الوقت ذاته نتمنى ألا تقتصر مهام اللجنة على المنتخبات فقط، وإنما تشمل سائر مكونات الكرة، بدءاً باللاعب والملاعب، ومروراً بالأندية والموارد والاستثمار والنقل التلفزيوني، وانتهاء بالمنتخبات واللجان والاتحاد نفسه؛ وبالتالي فإن الكيفية التي سيتم الاعتماد عليها في تشكيل وصياغة لوائح ومسميات لجان الاتحاد من المفترض أن تكون نابعة من لجنة التطوير، وليس وفق اجتهادات فردية وقناعات شخصية ستعيدنا - لا محالة - إلى حيث كنا.

جميع مكونات اتحاد الكرة من فرق ولاعبين ومدربين ومنتخبات ولجان وبطولات ومسابقات محلية ودولية مرتبطة ومكملة لبعضها، وتتأثر مخرجاتها سلباً وإيجاباً بطريقة إدارتها ومستوى تنفيذها ونوعية الخطط المرسومة لها؛ فلن ترتقي المنتخبات والفرق واللاعبون إلا بمسابقات قوية ومنظمة، ولن تنجح المنافسات الكروية بمختلف درجاتها إلا بلجان (سواء الفنية والاحتراف والحكام والانضباط والمسابقات) فاهمة متخصصة ومحترفة.

بطولة كشف المستور

لا أضيف شيئاً ولا آتي بجديد عندما أكتب عن بطولة شبابية أصبحت في السنوات الأخيرة أمراً موسمياً مألوفاً لفريق قوي ومتمرس قيادياً وإدارياً وفنياً، بطل يملك مواصفات الأبطال، وكبير لديه مؤهلات الكبار، بقدر ما يهمني هنا هو إيضاح أن بطولة الأمير فيصل بن فهد كشفت لنا - في ظل غياب العنصر غير السعودي - حقيقة المستوى المتدني للاعب السعودي، وأن كثيراً من الفرق تعاني أزمة مواهب؛ الأمر الذي انعكس على المسابقة ومبارياتها، مثلما اتضحت الإشكالية ذاتها على نتائج المنتخبات السعودية.

إذا كانت مشاركة أربعة لاعبين غير سعوديين ستزيد من قوة وإثارة وجماهيرية المسابقات السعودية فهي في المقابل ستضعف مستوى منتخباتنا، وستكون على حساب الاهتمام باكتشاف وبتدريب وتطوير اللاعب السعودي؛ لذلك لا بد من تقليص العدد إلى ثلاثة، إضافة إلى أهمية تحويل مسابقة الأمير فيصل إلى دوري لمن هم تحت 21 سنة، ويكون بديلاً لدوري شباب الممتاز.

- عندما تستمع إلى الدكتور صالح بن ناصر تدرك أنك أمام رجل مثقف وحكيم وقيادي خبير تحتاج رياضتنا إلى أمثاله كثيراً.

- أستغرب من زملاء يطالبون بعدم الجمع بين عضوية النادي وعضوية الاتحاد واللجان التابعة له، وينسون أن بعضهم جاء لاتحاد الكرة عن طريق الانتخاب.

- شكراً للزميل الرائع والعائد بعد غياب دباس الدوسري على ما كتبه عن شتائم بعض الجماهير وألفاظهم النابية، وأهمية توعيتهم وتحذيرهم من ارتكاب أخطاء مخالفة للدين والآداب والذوق العام.

- إلغاء عقد مدرب حراس الاتحاد كان القرار التربوي الذي كنا نتمنى من إدارة الدكتور المرزوقي اتخاذه، وليس الاكتفاء بعقوبة إيقافه المضحكة ست مباريات من قِبل لجنة الانضباط.

- على الحكم فهد المرداسي أن يعتبر نجاحاته اللافتة هذا الموسم هي البداية لتطوير نفسه والاهتمام بمستقبله عبر مشوار طويل وشاق فيه من الضغوط والمنغصات الشيء الكثير.

- صدارة شبابه للدوري الممتاز أعادت لجماهير الكرة ملامح الطائي الجميلة وسنوات عزه المثيرة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد