Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/01/2010 G Issue 13635
الاربعاء 12 صفر 1431   العدد  13635
 
مطر الكلمات
يوم الحساب
سمر المقرن

 

عندما نتحدث عن التغيير فإنه وبلا شك التغيير الإيجابي الذي يساهم في الرقي بالإنسان ليكون ذا فكر مستقل بعيداً عن التبعية وخالياً من (الببغائية) التي مللناها، وهي نتيجة واقعية علينا التعايش معها كما أنه مازال ذوو الفكر المستنير في محاولات للتصدي لها، هذه المقدمة ذكرتها من أجل إيضاح حقيقة لا بد لنا جميعاً أن نتقبلها وأن نفكر جيداً بطرق التعامل معها، هذه الحقيقة هي (الانفتاح)، نعم.. هذا العصر الذي نعيشه هو عصر الانفتاح والتغيير، لذا من المهم أن نبحث عن التغيير الإيجابي الذي يتبع هذه المرحلة، وإن كنت متأكدة أن لأي تغيير إيجابي نتائج سلبية إلا أنه من الضروري أن نحاول تدارك السلبيات وتخفيضها إلى أقل حد ممكن.

من بين الرؤى الجديدة التي يعيشها المجتمع السعودي الرؤية المؤسساتية التي تنطلق بحرية نحو التغيير الإيجابي الذي ننشده، هذه المؤسسات المدنية في مجتمعنا حديثة العهد، كما هو الحال مع المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، هذه المؤسسات يدخل عملها ضمن آليات معروفة في معظم دول العالم وشعارها الأساسي (الإنسان أولاً) هذا الشعار لا يعرف محاباة مسئول، ولا غض النظر عن أي انتهاك، لذا فإن - بعض - المسؤولين في جهات حكومية مازالوا غير مدركين لحقيقة المرحلة الانفتاحية الحالية، وأن هناك رقابة مؤسساتية على أي تقصير منهم، هذه الرقابة تأتي من جهتين، هما: المؤسسات الحقوقية، والمؤسسات الإعلامية، لذا صارتا هاتين الجهتين الخصم اللدود لدى بعض المقصرين. في تصريح لأحد المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية وقد نشر في الصحف يوم الخميس الفائت تحت عنوان: (حقوق الإنسان مطالبة بعدم نشر غسيل المؤسسات الاجتماعية في الصحف) مثل هذا التصريح يؤكد للجميع أن بعض المسؤولين مازالوا يعيشون داخل عقلية ما قبل الانفتاح، وينظرون إلى أن نشر غسيلهم الوسخ عبر الصحف هو عمل غير صحيح، وبرأيي قبل أن يقوم مثل هؤلاء بتوجيه المؤسسات الحقوقية والإعلامية إلى ما الذي يجب أن يُنشر أن يقوموا بتنظيف غسيلهم وتقويم أنفسهم وتصحيح مسار عملهم الذي سيسألون عنه يوم القيامة.

أتصور أن وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي يقع تحت رعايتها الفئات المستضعفة من هذا المجتمع، يُفترض أن تكون عقلية القائمين عليها متوائمة مع كل التطورات التي يشهدها مجتمعنا، وعن نفسي تنبأت خيراً بالوزير الشاب الدكتور يوسف العثيمين، الذي يملك عقلية انفتاحية متطورة، وبيده تغيير الأمور وتحديث العقليات القائمة في وزارته.

وخلاصة القول، فليتذكر أي مسؤول في هذه الوزارة أنه سيسأل وسيحاسب أمام الملأ في يوم ستنكشف فيه العورات، ولن يكون يومها المؤسسات الحقوقية والإعلامية التي ستنشر ذلك الغسيل، بل إن الله سبحانه وتعالى هو من سينشره على الملأ، ليتنا نضع أمام أعيننا ذلك اليوم.

www.salmogren.com





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد