Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/01/2010 G Issue 13635
الاربعاء 12 صفر 1431   العدد  13635
 

شاعر الصدق والحب والجمال (عبدالله بن محمد السياري)

 

خاص - مدارات

للحب والصدق والجمال في روحه مكانا لايتغير وموقعا لايتبدل انه من القلائل الذين يقاسمهم الشعر العمر وقد ولد والموهبة معه، وتدرج وهو ينهل من مناهله ويقتات على غذائه في مجلس والده الشاعر محمد بن ناصر السياري العامر باعذب الشعر والذه حيث الوالد علما من اعلامه البارزين بالاضافة إلى الفطاحلة من شعراء عصره الذين يزخر بهم ذلك المجلس، للحرف معه ليونة وطواعية عجيبة وله على مستمعيه ومتابعيه تأثير مشهود يعلمه كل من سمع به أوله.

إنه أحد الرائعين الذين سرت قصائدهم بين الناس قبل أن يصل صاحبها إلى الإعلام فالجمال والإبداع الحقيقي لا يحتاج إلى تكريس أو ترويج كالنجوم التي لاحاجة لها بشاهد يشير إلى ضوئها انه المبدع والرائع خلقا وتعاملا وشعرا عبد الله بن محمد السياري.

قال عنه الشيخ عبد الله بن خميس في مقدمة ديوانه الاول (ديواني) والذي صدر عام 1413هـ (هو صاحب الشاعرية السلسة المنقادة التي لاتشبع من قراءتها، ولاتمل من متابعتها، يصف فيجيء وصفه حلوا اخاذا صادقا يروق ويشوق) وبرغم ان الغالب على شعره (الغزل) وما اجمل ذلك الا انه في جميع اغراض الشعر يستطيع ان يجعل المفردة والصورة والمعنى طوع مايريد.

والحديث عن عبدالله السياري الرجل والشاعر حديث لاينتهي ولايُمل ولكننا هنا سنجعله هو المتحدث ونحن الصامتون ونقطف من بستانه العذب ما لذ وطاب فمع حديث الشعر لاوقت للنثر.

في قصيدته المشهورة (يوم قفّت) نلتقط صورة عذبة رائعة ختم بها القصيدة ونعم مافعل فليس اجمل من ذلك.

شفتها غافلة في موقعٍ مارمت له

لو يشوف القمر ماشفت منها حسدها

وهنا صورة لاتقل جمالا عن وصفه لحاله ومَنْ أحب حيث يقول:

اسقيتني مقدار ما يبرض العود

ويوم استقام العود بايدك لويته

انا الحزين اللي من الشوق ملهود

وانا الجريح اللي جرحت ونسيته

وهنا يؤكد ماذهبنا اليه من غلبة الغزل:

قالوا تحب وقلت اجل قلبي حديد؟

بذر المحبة له فوادي مزرعة

ليمات به غصنٍ نبت غصنٍ جديد

دايم ونفسي من غرامي مترعة

وفي موقع آخر يقول ويزيد على ذلك ليؤكد ان العمر لايمكن ان يكون عائقا دون بقاء القلب شابا مقبلا على الحياة بحيوية ونشاط

أكبر وقلبي في هوى البيض غضي

ماقيده عقب السواد البياضي

وكعادة العاشق عندما يعز عليه وصل من يحب فقد يجد بشبيهه شيء من السلوى ولو ان (ماكل زول يعوض بزول) كما قال شاعر وقد يقترب الشبيهان ويفترقان عند ما يكون الحكم للقلب.

ياشبيه الغايب الحاضر تعال

لي بقربك سلوة حيثك شبيه

للفريد بن الغزال أخو الغزال

فيك ماقد شفت يافتان فيه

نصف ما بالكون من حسن وجمال

في شبيهك.. بس من يقدر يجيه

قبل شوفك ما لمن تشبه مثال

بالجمال وبالكمال وبالوجيه

ومن أواخر ما قال شاعرنا هذه القصيدة :

والله اني بحبك ياشروق انكويت

مثل من داس جمرة بالقدم مادرى

صوبتني عيونك بالحشا مادريت

كل شيٍ برا الا جرحها ما برا

قد نسيت الغرام وقد سمحت وسليت

لين شفتك بعيني ياغزال القرا

بسمتك رجّعتني للغرام وبكيت

عوّد القلب يرجف وانحشر وانفرا

بين جفني وعيني ياعيوني مشيت

مثل ممشا المقيّد في دكاك وثرا

ياعيوني سكنته في حشاي وبنيت

منزلٍ لك يخصك فيه ظل وذرا

كل مازرت حيّك قلت ياليت ليت

انوي المشي قدامي واعوّد ورا

وان بغيت انكر اسمك واجحده ماقويت

ودّع النوم عيني من سببك وسرا

بعت غيرك بلاش وسمت منك وشريت

وش على الناس مني - ليه باع وشرا

ومن يرصد سيرة عبد الله السياري شعريا يجد انه من اكثر الشعراء تراسلا مع الشعراء ولأن التواضع شيء من خصاله فقد كان اضافة إلى ان له كم هائل من الاخوانيات مع كبار الشعراء.

أمثال محمد الاحمد السديري إلا انه لا يهمل احدا وجه إليه قصيده مهما كان من صغر سنه او قلت خبرته في الشعر وقد يبادر هو بمضاعفة التواضع ان يوجه هو إلى شاعر اقل منه نجومية وعمرا.

والحديث عن عملاق كعبدالله السياري يحتاج إلى دراسة مستقلة لتفرد تجربته وروعة شعره، ولعشاقه نقول انه يعكف هذه الايام على جمع ديوانه الثاني والذي يضم اروع ماكُتب من الشعر واعذب ما صيغ من المشاعر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد